أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أمل فؤاد عبيد - الأفلام التسجيلية بين معايشة الواقع وفانتازيا الإعلام














المزيد.....

الأفلام التسجيلية بين معايشة الواقع وفانتازيا الإعلام


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1955 - 2007 / 6 / 23 - 01:28
المحور: الصحافة والاعلام
    


كانت ومازالت الأفلام التسجيلية تعتمد الكادر التصويري دون الدخول في قلب الكادر بالطبع .. بمعنى انها تعرض أحوال واحداث او تسجيل لواقع حي .. إلا أنها لا تعتمد الوصول الى مطالب هي تمثل بؤرة حقيقية .. او ما يجب ان تسعى اليه مثل هذه الأفلام .. لذا يبقى الأثر وقتيا .. وتتغير الكادرات بتغير الأحداث .. إلا انها تسجل مرحلة او توثق لوضع او واقع بالفعل .. إلا أنها لا توثق الجانب النفسي .. ولا تعمل على إبراز هذا الجانب الخفي الذي يبقى خلف عدسات الكاميرا .. ويبقى أيضا متأسسا على عدم إيصال الغرض من توعية المشاهدين بالآثار الجانبية لما يتم التسجيل له .. كما في تسجيل أفلام المخدرات .. يقام الفيلم على اساس استدراج الواقع والحكي عن سلسلة من الوقائع تمثل حركة سير المخدرات من المنافذ حتى الوصول إلى المدمن .. ورغم ما تعرضه من نتائج دمار المخدرات ماديا .. او عضويا .. إلا أنها لم تقف على الأبعاد الخفية الدافعة الحقيقية .. وقفت فقط على ظاهر الحدث الخارجي دون المساس بمناطق أكثر قسوة من الإدمان ذاته .. وليس فقط الآثار المادية هي التي يجب النظر اليها بل هناك جواب نفسية قد لا تستطيع عدسة الكاميرا ان تلتقطها إلا انها قد تستحضرها حتى تثير من الاسئلة ما تثير .. وليست لتقدم حلولا .. إذا لنا ان نعتمد على الفيلم التسجلي بان يقدم يتيح إثارة السؤال بقدر ما يثير حركة الوعي .. وأيضا فيما يخص الأفلام التسجيلية التي تصور معاناة الشعوب من الدمار والاحتلال .. وايضا الصراعات والحروب الاهلية .. هي تقيم جسورا بين هذه الشعوب التي تعاني وغيرها من الشعوب لإثارة شعورها وأيضا تعاطفها .. إلا أن الصورة أيضا تبقى خارج المنطقية الحيمية التي تخلق وعيا .. او تخلق ليس فقط تعاطفا .. إنما تخلق إحساسا بالمسؤولية الجماعية والفردية .. وليست مهمة الأفلام أن تعرض للغير .. قد يكون صاحب القضية أمس الحاجة لعرض مثل هذه الأفلام التي تعطيه فرصة لرؤية الحال .. بعين أبعد من حدود عينيه .. ومن ثم يجب على الأفلام التسجيلية ان تحيط علما وأن تكون قادرة على أن تحيط بتفاصيل غير واضحة .. او غير مباشرة .. ومن ثم .. لا تستبعد من سيناريو تصميمها .. على أن يكون هناك الجانب النفسي المعني به ومن ثم الأضرار التي تكون أكثر حساسية من الأضرار المادية او الجسدية .. حتى لا يكون الفيلم مجرد إثارة عاطفية وقتية .. هناك ما يلتبس على المتفرج .. بين ان يكون في محل قوة ويكون في محل استقبال لشاشات العرض ومن ثم يكون في ترفع عن الاحساس بمباشرة البشر الذين يعانون والذي يقدم الفيلم من اجلهم .. على العكس لابد ان يصبح المتفرج جزءاً لا يتجزأ من الفيلم .. الجانب الإنساني العميق .. ليخرج الفيلم عند عرضه من وضعية عرض حالة خاصة .. إلى وضعية عرض حالة إنسانية لها أبعادها وجوانبها وأهميتها .. وضرورتها .. من هنا لا يثير الفيلم فقط حالة من التعاطف الوقتي ويهرب الإحساس بعد انتهاء الفيلم .. إنما يصبح الفيلم محل تحليل ودراسة .. لاهل الدرس والتحليل .. إلا أن ما يحدث هو في كثير من الأحيان أن تأتي هذه الأفلام عبارة عن بهارات تزيد من بهرجة الإعلام لمجرد الإفادة او توثيق الأخبار دون الإلتفات الى ما قد يحمله الفيلم ذاته من رسالة نبيلة من تسليط الضوء على مناطق قد لا يتاح الوصول إليها بسهولة .. كما ان هذه الافلام لا بد ان تكون لغاية هي الإخبار الى جانب الإعلام لرجال صانعي القرار أيا كان هذا القرار سياسيا او خاص بالمجتمع المدني .. لما يحمله من رسالة تبليغ تفيد التوضيح والمباشرة لواقع الحال .. كما أنها من ناحية أخرى تفيد في توثيق الأحداث للوقوف على أسباب ظهور بعض الامراض النفسية دون غيرها .. أو ظهور ردود فعل تكون قد ظهرت في غير وقتها .. او هي نتيجة لما تم القائه خلف الظهور من أسباب ومسببات .. لذا تفيد هذا الإلام ليس من ناحية إعلامية إعلانية .. وإنما من ناحية توثيقية لحياة الشعوب وظروفها التاريخية وما تعانيه من صراعات في أوقات التحول والتغيرات السياسية او الاجتماعية .. .. لذا في عالمنا العربي نفتقد او لا نهتم بهذه النوعية من الأفلام إلا على سبيل الرفاهية الوطنية .. بمعنى انها تسعى لفرض الحال في عالمنا على وجدانات اهل الغرب لإثارة السخط وإثارة ردود فعل تستجيب لمطالب العدل والحقوق الإنسانية فقط .. إنما نحن وهنا نفتقد الاهتمام بمثل هذه الأفلام ولا نهتم بها كما يجب على أنها تفيد الجانب الدراسي والتحليل العلمي للوقوف على كثير مما يظهر في المجمعات العربية من أمراض نفسية او أمراض مجتمعية .. تؤرخ لها من خلال رصد هذه الأفلام والتي يجب ان تنال من الاهتمام الأكثر واجبا والأكثر حساسية .



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفق ..
- رجل ع *** بقري
- انا ..
- فنية المونتاج .. وتجسيد الرؤية الدرامية
- 2 الإعلام واستلاب العقول
- فنية المونتاج وتجسيد الرؤية الدرامية
- كان ..
- حرب .. ووردة
- روح الموسيقى ..
- الإعلام بين الأمن .. واستلاب الأمان
- سفر .. فكرة
- بائع الفول ..
- كيفية التشكيل الابداعي عند المبدعين الناشئين
- البر الثاني ..
- الكتابة العبثية وحرفية الفانتازيا
- مغامرة ..
- جدلية النور والظلام والموت والحياة
- مستهدف .. هو
- حضارة الاحساس .. وعصرية الشعور
- طيف .. خاطرة


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أمل فؤاد عبيد - الأفلام التسجيلية بين معايشة الواقع وفانتازيا الإعلام