بطاقة البداية
كنا صبية نلهوا بالكلمات وكنت " تتفلس "،
كنا نتشاجر مع السياسة وهمومها، وكنت تتشاحن مع الثقافة وأدواتها المعرفية.
كنا أربعة تتنافر جذورنا الفكرية والاجتماعية، وكنت البوصلة التي تجتمع حولها التناقضات.
كنا نتخاصم كثيراً، وكنت تكسب ود المحبين.
تفرقنا على أركان الدنيا الأربع بعد الطغيان العظيم، وبقيت رمال النجف تشدك لجذور النخيل.
بطاقة أخرى
تقابلنا، في تموز 1978 ، بعد إعتقالك من قبل الفاشست ، فقلت لي: لا تخف، يا فاخر، لقد حافظت على " النبراس " وكنت أهلاُ للأمانة، فقد بقى " نبراس " ضميرك المتكلم طوال حياتك.
وبطاقة أخرى
أتذكر عندما جئت لزيارتي قبل سنتين، سألت، متلهفاً، عن أحد معارفك، فقررت زيارته في اليوم الثاني بعد الوصول. وعلى الرغم من أنه لم يكلف نفسه الاستفسار عنك، حتى بواسطة الهاتف ، طيلة مكوثك الذي زاد عن ثلاثة أشهر، طلبت توديعه عند مغادرتك إلى سدني ، فقلت لك ماذا تفعل يا صديقي؟ فكان جوابك: إذا لم يكن للمعروف أهله، فكن أنت أهله.
بطاقة أخيرة
كنت تقول لنا إذا مللتم من النقاش، تخسرون القضية التي تناضلون من أجلها، وها نحن خسرناك ، فمع من نتناقش؟
نم قريرالعين، يا صديقي، فقد كنت نبراساً منذ أن تعرفنا عليك يا باسم ، في منتصف ستينات القرن الماضي، ورحلت عنا نبراساً.