أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - الأيادي البيضاء















المزيد.....

الأيادي البيضاء


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1956 - 2007 / 6 / 24 - 11:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الآونة الأخيرة في مصر قد أختفي تماما اللون الأبيض أو كاد يختفي وأصبحت ألوان الموضة ليس لها شكل معين فهي خليط من عديد من الألوان وليس من بينها الأبيض .
مهلا !! أنا لست مزمع أن أرسم صورة وأبحث عن الألوان , ولكنني لاحظت اختفاء اللون الأبيض من حياتنا .
الأبيض رمز النقاء والشفافية , رمز الطهارة والعفة , رمز العروس في ليلة زفافها, رمز الحــــــــــلال.
وعندما نطلق على شخص ما لقب "ذو الأيدي البيضاء" يعطي لكل من يتقابل معه انطباع الأوصاف السابقة.
الشريف في عمله , العفيف في نظراته , صاحب كلمة الحق , صاحب نزاهة الفكر , صاحب قلم شريف, الأمين في وقته , والأمين في عمله ,,, كل هؤلاء أصحاب الأيادي البيضاء.
أما المحروسة اليوم ليس لها دلالة على اللون الأبيض فقد باتت خليط من ألوان مستوردة من الخارج وجميع الموردين لا يعنيهم أن مصر تظل بيضاء أو تصبح بيضاء.
ومع الأسف الشديد قد تلون الجميع حسب الموضة ولا يعني أحد أن يكون هو نفسه!!! , وكل ما يعني الكل أن يكون تبعا للون السائد في المجتمع .
أي أن اللون الأبيض أصبح حصان خاسر في سبق أتسم بجميع ألوان الطيف ما عدا الأبيض.
 فقد تبدل الناس مستوردين الأحمر من السعودية , وراح الجميع يفرض هذا الأحمر القاني على شعب المحروسة , حتى عشق الجميع الدم , بل أصبح الدم ينبوع لسد ظمأهم من الدماء , فترك الكل السماحة وذهب يسفك الدم ويتشفى بنظر الدم ويطرب قلبه بآهات المظلومين من البشر.
 لقد عشق الناس البترولي ليذكرهم بدينارات البترول , والتي تم بها شراء كل شيء في المحروسة.
 عشق الناس الأسود وباتوا يبحثون عنه في جنازة شهيد حق أو قتيل حرب أو أسير في سجون العدالة الزائفة , أو في قلوب المضطهدين من أقباط المحروسة.
 عشق الناس الأخضر ليتباهوا به في حقول مغتصبة أو أراضي دولة ليس لها ثمن غير رشوة موظف فقد هو أيضا الأيادي البيضاء ليجعل منها أيادي متسخة بمال ظلم , والرشوة تعرقل طريق الحق.
 لقد عشق الناس اللون البني والذي يوحي بفقدان الحيوية , والذي يوحي بشيخوخة الحق وموت الأمانة , حتى أصبحت الأصالة التي نفتخر بها مبادئ للطغيان والعنف والكذب والخداع.
 عشق الناس لون الرمال القاحلة من كل خير حيث أن خيرات المحروسة ليس لأهلها بل للدخيل المستعمر لها.
 لقد اختفت الأيدي البيضاء من حياتنا , ولقد أصبح الفساد في كل حياتنا كالسوس الذي ينخر أصل الأشجار حتى أصبحت آيلة للسقوط ,وبلا ثمر ,ويقول الحكيم عندما يعم الفساد تجد الكل يغطي عيوب الكل فلا يظهر من يحاسب المخطئ لأنه يخاف ممن يحاسبه عن خطئه لهذا الكل في منظومة واحدة يغطون أخطاء بعض .
 لقد اختفت الأيدي البيضاء من حياتنا, فتجد الطاغية لا يجد من يعاقبه أو من يقف أمامه ليتمادى أكثر في طغيانه , لتصبح المحروسة مأوى للمحسوبية والرشوة على حساب كل غالى من أصحاب الأيادي البيضاء.
 لقد اختفت الأيدي البيضاء من حياتنا, من نظر المقهورين والمضطهدين حتى أنهم تركوا مبادئ الدين ولجأوا إلى طرق مستوردة من الكذب والخداع , والبعد عن الحق , ليحصلوا على حقوق ضاعت بسبب عنصرية مستوردة عمت على أرجاء المحروسة, حتى أنهم تناسوا الأبيض وعشقوا الألوان المستوردة لأنها أكثر فاعلية في مجتمع متلون بكل لون .
 لقد اختفت الأيدي البيضاء من حياتنا, حتى أصبح القانون بلا فاعلية والمخالفون للقانون هم قضاة هذا اللون أو هذا العصر , ليصبح الجندي هو اللص واختفى تماما الجندي, ففي قلب أقسام الشرطة والمنفذة للقانون تتجسد الرشوة , والوساطة والمحسوبية , وفي قلب دور العدل يحكم على البريء ويطلق سراح باراباس .
 لقد اختفت الأيدي البيضاء من حياتنا, حتى أصبحت الدعارة والاغتصاب وسيلة للسيطرة على القبطيات , لأغراء هن للدخول في دين الألوان أفواجا ,وليس لدخولهن في الإسلام لأنه كما سمعت وقرأت لا إكراه في الدين.
 لقد اختفت الأيدي البيضاء من حياتنا, حتى أصبح فستان العرس ليس له مكان على جسم العروس فقد اختار الشباب أنواع أخرى من الزواج أباحوها لأنفسهم وبدون اللون الأبيض من الطهارة والعفة , والنقاء , وبدون الفستان الأبيض .
 لقد اختفت الأيدي البيضاء من حياتنا, حتى أصبحت الصحافة مهنة الكذب والخداع , والأقلام أصبحت لا تكتب الصفاء لأن حبرها ملوث.
 لقد اختفت الأيدي البيضاء من حياتنا , حتى أصبح المعلم شاذ جنسيا , والواعظ زاني واللواط مباح , وزواج المسيار والعرفي وجد له مروجين وباعة وسماسرة.
 لقد اختفت الأيدي البيضاء من حياتنا , حتى تبدلت السياحة في مصر من سياحة للترويج والفخر عن حضارة فرعونية أصيلة إلى ترويج جنســــــي " سياحة جنسية " لينقلب فخر مصر ليصبح في زناها.
 لقد اختفت الأيدي البيضاء من حياتنا, ومن الأزهر لتصبح الفتوى مصدر من مصادر السخرية , والنكات الخيالية , كفتوى إرضاع الكبير و التبرك ببول....................؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 لقد اختفت الأيدي البيضاء من حياتنا, حتى أصبح الطب شعوذة والأطباء يدعون لطب البوادي من بول البعير ولبن الحمار, وبعر الماعز, والحجامة وخلافه من طب الجهالة.
 لقد اختفت الأيدي البيضاء من حياتنا, حتى تجرأ البعض ليجعل الكنيسة بلا هوية أو علامة , بدون قبة ومنارة وصليب.
 لقد اختفت الأيدي البيضاء من حياتنا, واختفى معه المصري الأصيل ( أنا أسف للزميل المصري الأصيل لأنه أصيل بآرائه القوية ) وتبدل بلون أخر حسب الهوى وحسب الموضة.
 لقد اختفت الأيدي البيضاء من حياتنا, حيث أن الأبيض لا يقبل أي لون أخر عليه وألا لم يبقى أبيض , من الجائز أن يخفف الأبيض حدة الألوان الأخرى ولكنه لم يبقى أبيض .
 لقد اختفت الأيدي البيضاء من حياتنا, حتى أصبحت قطيع صغير .
 الأيادي البيضاء أصبحت ليس لها مكان في مجتمع الأيادي الملونة , وبعد مدة ليس بكبيرة سوف يندثر اللون الأبيض ومعه الأيادي البيضاء من المحروسة مصر.
 هنيئا لنا الشعب المصري ألوان الطيف المستوردة , فلا داعي لتبكيت ضمائرنا لفقدان الأبيض .
فهل هناك عودة للأبيض أم أنه ضاع تماما



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحبة الإسلامية
- رأس الحكمة ورأس الحية
- نحن مسيحيين ولسنا حزباً سياسياً
- المحرض على القتل! قاتل!
- ما الذي يخفيه المجهول؟!
- من يمسك يد بابا ؟
- أخيرا أعلنتم :لا يحل لك!!!!
- كليات الحقوق,, ثم ماذا؟
- أبو رجل مسلوخة
- بأصلي!!! وسأظل أصلي!!!
- مصريون ضد التميز
- القضاة يقلبون الميزان
- رسالة لكل متشدد إسلامي
- يا أصحاب القلوب الرحيمة....مهلاًً !!!
- كيف يحكم حاكم بما لا يؤمن به؟!!
- لماذا هذا الإتلاف؟
- كان كمازح في أعينهم
- انتحار عقرب
- دقلديانوس المغرب والجزائر والأقليات الدينية على الأبواب
- الإسلام السياسي والرق في السودان


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - الأيادي البيضاء