أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - مس بيل جديدة لتحقيق حلم الامبريالية الامريكية في الهيمنة على العراق والمنطقة لنصف قرن مقبل















المزيد.....

مس بيل جديدة لتحقيق حلم الامبريالية الامريكية في الهيمنة على العراق والمنطقة لنصف قرن مقبل


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1951 - 2007 / 6 / 19 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



دأبت الادارة الامريكية في التعامل مع قضية تركيع الشعب العراقي على الاستعانة بخبرة الامبريالية البريطانية في سياستها الاستعمارية التي مكنتها من تركيع الشعب العراقي طوال النصف الاول من القرن الماضي. وبعد ان فشلت كما فشل الاحتلال البريطاني في فرض الحكم العسكري المباشر الذي قاده الحاكم المدني بول بريمر، اضطرت كما اضطرت الامبريالية البريطانية من قبل، الى الاستعانة بالعملاء كحكم وطني باشراف قوات الاحتلال. تحت ضغط مقاومة الشعب العراقي والرأي العام العالمي اللذان تطورا و رفضا العودة الى عصر الكولونيالية في القرن الحادي والعشرين. فلجأت الى مختلف اشكال البدائل: فمن مجلس الحكم الى الحكم الانتقالي ووضع دستور مشوه يكشف عن الغام لنسف كل امكانية للتحرر من هيمنتها العسكرية والسياسية والاقتصادية وبرلمان تصطرع فيه كل الاهواء والمصالح الا المصلحة الوطنية، واجهزة دولة يتمتع منتسبيها بكل الحريات التي تتيح لهم استغلال مناصبهم لخدمة مصالحهم الذاتية والفئوية ال حريةا معارضة او تأخير مخططاتها من معاهدات واتفاقيات تضمن حماية قواتها ومصالحها الاستراتيجية لما يزيد عن نصف قرن. و فتحت كل الحدود لمختلف عصابات الارهاب وتشكيل مختلف اشكال فرق الموت والمليشيات المسلحة وتجنيد مختلف اشكال المرتزقة وتنظيم نشاطاتها بما يخدم شل وعي الشعب العراقي بالرعب واثارة مختلف وسائل تفرقة صفوفه طائفيا وقوميا ودينيا .
ورغم كل ذلك بقيت مقاومة شعبنا تتصاعد وبدأت جماهير شعبنا تدرك حقيقة كل الكوارث التي تكبدها ومن المهندس والممول لها وحامي منفذيها. ولم يعد الشعب العراقي يستجيب لاستفزازمشاعره الطائفية والدينية والقومية بنفس العنف السابق كما تم تسجيله اخيرا، كرد فعل لجريمة استكمال تهديم المرقدين الامر الذي اثار تعجب القائد الميداني لقوات الاحتلال. كما تصاعد ت ادانة الراي العام العالمي لجرائم قوات الاحتلال ضد الشعب العراقي وبلغت درجة التجريم وطلب محاكمة الادارة الامريكية. وتطورت معارضة الشعب الامريكي لسياسة الادارة الامريكية الحالية في العراق الى رفضها لاسيما مع اقتراب موعد الانتخابات العامة .
الامر الذي اصاب ادارة بوش بالجنون وبدل الاستجابة لمطالب العالم ولاسيما الشعب الامريكي بسحب قواتها من العراق ، اضافت المزيد من القوات، وصعدت من جميع وسائل الاجرام لاستغلال ما تبقى من الوقت لموعد بدء الحملة الانتخابية. وبدل وضع الخطط للانسحاب الكامل اعلنت عن مخططها للاحتلال الدائم للعراق بالاحتفاظ باربعة عشر قاعدة عسكرية جبارة مثل قاعدة الاسد ومساحتها 19 ميل مربع وقاعدة الطليل، وقاعدة الصقر، وقاعدة القيارة في الشمال وقاعدة بلد التي تغطي 14 ميلا مربعا وتقع شمال بغداد. ويجري بناء قاعدة جديدة في بابل ، وغيرها من القواعد في كردستان وفي مطار بغداد وفي محافظة الانبار حيث تتوفر في كل من هذه القواعد مدارج للطائرات الحربية العملاقة وكل مستلزمات نهوضها بمهامها في اخضاع الشعب العراقي وشعوب المنطقة. هذا عدى عن السفارة التي تتجاوز مساحتها مساحة دولة الفاتيكان .
ولم تعد الادارة الامريكية تلتزم باي من قواعد القانون الدولي في التعامل مع الحكومة العراقية ففي كل يوم تتصاعد تهديدات المالكي بنفاذ صبر الادارة الامريكية من تردده في تنفيذ مخططاتها ولاسيما في اقرار قانون النفط الذي يضمن هيمنتها على النفط العراقي لنصف قرن مقبل على الاقل. ولم يكن تردد المالكي وحكومته بدافع وطني وانما لادراكه واقرانه ان الادارة الامريكية لاتتردد في التخلي عنهم بعد تحقيق مخططاتها وتركهم يواجهون مصيرهم امام حكم الشعب والتاريخ. وتصاعدت مطالب الادارة الامريكية من جلال الطالباني في تصعيد ثنائه للاحتلال الامريكي والمطالبة باستمرار بقائه لحماية الشعب العراقي ولاسيما بعد استدعائه الاخير الى واشنطن واستجابته لاوامرها بالمطالبة بلاسراع في اقرار قانون النفط. اما الزيباري الذي يحلم بخلافة الطلباني، فلم يكتف بالطلب من مجلس الامن باقرار بقاء قوات الاحتلال دون موافقة البرلمان بل واستعداده لتهيئة نوع من الشراكة الامنية مع الولايات المتحدة والعمل على اجراء ترتيب طويل المدى بين العراق والولايات المتحدة يتجاوز هذا التمديد المعتاد للتفويض، تنفيذا لمخططها في البقاء الدائم. !!
وارفقت الادارة الامريكية تهديداتها الجديدة لكل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، بتعين اوسلفان مندوبا رئاسيا ساميا يشرف على نهوضهما بمهامهما التي كلفهما بها بوش، والمتضمنة انجاز اربع ملفات ساخنة وفي مقدمتها اقرار قانون النفط والغاز. اما الملفات الاخرى وهي تعديل الدستور وقانون اجتثاث البعث والمصالحة الوطنية فهي للتغطية عن الهدف الاستراتيجي. فاقرار هذا القانون سيمهد لقوات الاحتلال امكانية سحب قواتها الى قواعدها المحصنة وتركيز جهودها على حماية استثمار شركاتها للثروات النفطية والاشراف التام من خلال اجهزتها الامنية على ادارة جميع الادوات العراقية والاقليمية والدولية: السياسية والارهابية والطائفية. وعينت لها قيادة رباعية تتألف من الجنرال بتريوس القائد العام لقوات الاحتلال والسفير كروركر والمندوب السامي اوسلفان التي تسلمت مهامها في 21/6/2007، والسفير تيموثي المكلف باعادة اعمار العراق!! وهي الهيئة التي تحكم العراق اليوم من مقراتها في المنطقة الخضراء.
ولم يكن اختيار اوسلفان لهذا المنصب اعتباطيا بل جاء بعد اعداد طويل حيث عملت في التخطيط السياسي في وزارة الخارجية لتطوير العقوبات الذكية ضد العراق قبل الاحتلال واكتسبت خبرة من خلال عملها مساعدة لبريمر ولها علاقات ودية مع معظم السياسيين العراقيين المتعاونين مع قوات الاحتلال خلال تلك الفترة التي استمرت منذ 9/4/2003-30/6/2004 واشير الى ان اقربهم اليها عادل عبد المهدي البديل المعد لرئاسة الوزراء عن المالكي. فهي لا تقل خبرة عن مس بيل البريطانية التي نهضت بنفس المهمة قبل ما يقرب من قرن و ساعدت على توطيد الهيمنة البريطانية لما يقرب من نصف قرن.
فهل ستحقق مس بيل الجديدة حلم الامبريالية الامريكية في الهيمنة على العراق والمنطقة لنصف قرن مقبل رغم الاختلاف الكبير بين العصرين وما انجزه قرن من الزمن بكل احداثه الايجابية والسلبية من تطور في وعي الشعوب وخبرتها في مقاومة مستعبديها ومن تظافر جهودها ووحدة قواها، من جهة، واستنزاف علاقات الانتاج الراسمالية واعلا مراحل تطور انظمتها ، لكل امكانياتها في خدمة البشرية وتحولها الى قوة مدمرة للبشرية والبيئة بكل ما انتجته من وسائل الابادة والتدمير لاخضاع البشرية، من جهة اخرى؟
لقد وضع التاريخ شعبنا امام هذه المهمة الطليعية الجبارة مهمة الذود عن حريته ووجوده كمقدمة وتجربة رائدة في امكانية الذود عن حرية البشرية ووجودها. وها هو يواجه كل جبروت القطب الاكبر للعولمة الراسمالية بكل ما يملكه من قدرات الابادة والتهديم، بل ويثير جنونه وتخبطه. ويتقدم مضرجا بدماء ضحاياه ومعفرا بتراب آثاره التاريخية ومآثره الحضارية واضرحته المهدمة والمنهوبة ومبللا بدموع الثكالى والارامل والايتام وسلاحه الوحيد وحدة صفوفه والثقة بقدراته وبدعم البشرية وقدراتها.
في 17/6/2007



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ظل الفوضى المفتعلة مرر مجلس الامن قرار استمرار احتلال الع ...
- رسالة مفتوحة الى سندي شيهان رائدةالشعب الامريكي في النضال ال ...
- الاضراب العام لعمال النفط في البصرة بشير تفجر غضبة شعبنا على ...
- تحلم الامبريالية الامريكية باستعادة شبابها وتضلل البشرية بام ...
- مرة ثانية مع الباحث فؤاد النمري هل انهيار الامبريالية الامري ...
- من اجل ايام عالمية لانقاذ الطفولة العراقية كضمانة لانقاذ الط ...
- اللقاء بين فوكوياما وفؤاد النمري في الدفاع عن الراسمالية وتض ...
- ملاحظات حول المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
- لاسبيل لوقف تصاعد وتعدد نكبات الشعوب العربية الا بوحدة وتطور ...
- همجية جريمة قتل دعاء وسيلة لتشويه سمعة الشعب العراقي وتبرير ...
- مسح الذاكرة العراقية الهدف الرئيس من تغيير تاريخ العيد الوطن ...
- بوش يشغل الجماهير والعالم عن كل جريمة يقترفها في العراق بجري ...
- الادارة الامريكية تتعجل استثمار اتفاقية العهد الدولي بتشريع ...
- الشعب العراقي بحاجة الى مقاضاة بوش كمجرم حرب وليس الى مؤتمرا ...
- الاول من ايار يوم العمال والبشرية العالمي
- عقد جلسات البرلمان لمناقشة قانون النفط خارج العراق وحجر جماه ...
- دم العراقيين ومصيرهم في سوق البورصة الامريكية
- من اجل التصدي بفعالية لجرائم الامبريالية الامريكية
- تفجير جسر الصرافية جزء من مخطط متكامل لتركيع شعبنا وتوقيته ج ...
- ماذا يعني -الماركسية اللينينية اعلى مراحل تطور الماركسية-؟


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - مس بيل جديدة لتحقيق حلم الامبريالية الامريكية في الهيمنة على العراق والمنطقة لنصف قرن مقبل