أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سهير قاسم - سرقتم منا القضية














المزيد.....


سرقتم منا القضية


سهير قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1951 - 2007 / 6 / 19 - 10:32
المحور: القضية الفلسطينية
    



باتت المخططات والسياسات واضحة الآن من خلال ملاحظة ما يجري على الساحة الفلسطينية من أحداث دامية، لا يفرح لها إلا المحتلون والمستفيدون المتنفّعون، الذين رسموا ورتّبوا لكل ما يحدث، ولم يفقدوا الأمل طوال العشر سنوات الماضية تحديداً، وقبلها بكثير، جرّبوا، حاولوا، وفشلوا، لكنهم لم ييأسوا، ولم يفقدوا الأمل، وها هم اليوم يتوّجون النجاحات تلو النجاحات، على الأصعدة كافة، سياسياً وعسكرياً... وفي ظل تلك الأجواء تغيب القضية الفلسطينية، أو أنها غابت إن أردنا الدقة في التعبير. ونظرة إلى الخطاب الفلسطيني فإنه مصاب بالعجز تماماً، وهو ما يزال يتغنى بالديمقراطية المزيفة التي أوهمتنا بها الأيدي الخفية وهي تتلاعب بنا. تقف إسرائيل الآن ومن ورائها المتآمرين متفرجين بعناية وحذر، يترقبون ويتأملون الشارع الفلسطيني، ذلك الشارع الذي يسوده الاقتتال بين عناصر ينتمون لأقطاب رئيسة لحركات مقاومة فلسطينية مثلت في فترات زمنية العزة والإباء لهذا الشعب، ذلك الشارع الذي تراق فيه دماء الأبرياء، فهل المطلوب أن يقضي أحدهما على الآخر، ويخرج منتصراً أم أن مصير الجميع إلى زوال وذاك الأرجح. تلك الأسئلة موجهة تحديداً إلى من يحمل السلاح ويرفعه في وجه أخيه، لصالح من يطلق الرصاص؟ لماذا لا يسأل نفسه عن نتيجة فعله؟ هل يعلم بأنه منفذ لأجندة أجنبية دخيلة عميلة، أم أن ذلك أصبح مقبولاً وربما نوع من الديمقراطية المتطورة.
الحال التي وصل إليها القرار الفلسطيني والبندقية الفلسطينية يرثى لها، والفضل يعود لجهات نتحدث أو نعرف عنها الكثير، ويغيّب المواطن عن الساحة، ذلك المواطن الذي أصبح ينتظر ترقية أو راتب؛ نظراً لما يعانيه من ظلم مادي ومعنوي، وقد يحبس مجرد التفكير فيما آلت إليه الأمور، وهو مشغول أو متشاغل بهمومه، وتلك معضلة أخرى فنبض الشارع الفلسطيني أصبح يعاني فجوة حقيقية بين الجهات والأطراف التي تعيش في هذا الوطن.
إن الوضع الفلسطيني والقضية لا يشهدان تراجعاً فحسب، وإنما عملية هدم من الجذور، والآن يمكن لأي منا أن يجيب نفسه عن التساؤل إن لم يكن قد عرفه مسبّقاً، لماذا أقدمت إسرائيل على قتل الرئيس عرفات، وقد كان محاصراً، لكنهم عرفوا بأنه يحمل مفتاحاً للوحدة الفلسطينية بفصائلها كافة، استشهد وهو جزء من المؤامرة التي تنفذ على الجميع في تلك الأيام، مؤامرة رخيصة ولكنها متميزة هذه المرة تنفّذ بمشاركة ومباركة فلسطينية.
الأمور أصبحت واضحة الآن، إسرائيل المعهودة بخططها الطويلة الأمد والقصيرة تنجح في أهم مخططاتها العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني، ضد المواطن الذي يسيل دمه الآن من البنادق الفلسطينية، تقف متفرجة في ظل الأحداث الغريبة المشينة التي تحدث وغير المألوفة على أبناء هذا الوطن، الاقتتال الداخلي الذي لا يشعرنا إلا بالخزي والعار. أما الضمير الفلسطيني الدفين فهو يناشدكم "لقد سرقتم تاريخنا وقضيتنا، وبتنا نخجل من الحديث عن قصصنا وموروثنا وهجراتنا، ونكباتنا، بات الحديث فيها عبئاً وهماً، الشهداء، السجون، القدس، اللاجئين، تلك قضايا أصبحت ثقيلة على الصدور، والحديث فيها من الكماليات الفلسطينية، واستبدلناها بالحديث عن مصطلحات أخرى، الفساد، القتل والخطف والحرق، وحدث ولا حرج...
أي واقع هذا، وأي انتفاضة هذه، وأي ثورة فلسطينية تحبط بصورة علنية ومن صميمها! تحارب باسم الدين، ومن المارقين.
إن الشعور بالعار يلاحقنا ولكن ثقوا أن الهمّ أكبر منا والمعادلة أقوى من تفكير ساستنا الذين خططوا لأن يبقوا في مربع الترقيات والوزارات والتعيينات. تلك المناصب التي باتت تشكل عبئاً وهمّاً ثقيلاً على المواطن.
أصحاب القضية الأحياء منهم والأموات يوارون وجوههم حياء وخجلاً مما يقع على الأرض، وفي الوقت نفسه أتساءل وأسال ذوي القرار/ رئاسة وحكومة، عن الصمت الغريب حيال ما يجري، خاصة أن هناك اتفاقات عديدة تبرم دون جدوى، فهل أنتم أصحاب الأجندة الدخيلة التي تمرر علينا جميعاً! وإلى أين تصلون بنا؟



#سهير_قاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموظفون لا يستطيعون تسديد التزاماتهم والجهات الرسمية لا تكت ...
- صرخة المرأة العاملة
- واقع التعليم بين الماضي والمستقبل؟؟؟
- طفولة معذبة
- إبعاد جهاد وموت الأم
- مأساة منى
- تراشق الاتهامات ... بعيدا عن الموضوعية
- المعاقون في المجتمع الفلسطيني؟؟؟
- المسؤولية
- هل أنقذت القمة العربية أطفال غزة من الغرق؟
- فلسطينيو العراق أتطهير عرقي ام ماذا
- الساحة العربية مباحة


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سهير قاسم - سرقتم منا القضية