أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الزهيري - بترول العراق : الطمع الأمريكي والخيانات العربية















المزيد.....

بترول العراق : الطمع الأمريكي والخيانات العربية


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1951 - 2007 / 6 / 19 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أي كارثة أو مصيبة تحل بدولة من الدول العربية , فلابد أن يكون هناك قدر متيقن من أن هناك خيانة عربية وراء ذلك , بداية من الإحتلال الكامل لفلسطين , وصولاً بالإحتلال الكامل للعراق , فالخيانة هي الرائد في معظم الأمور العربية , ويتوجب علي المهتمين بالشأن العربي ألا ينجرفوا تحت مفهوم المؤامرة الذي يتواري خلفه ويستتر مفهوم الخيانة !!
وكانت المسألة العراقية من ضمن المسائل التي تبدت فيها أمارات تلك الخيانات العربية للأنظمة الحاكمة الديكتاتورية المستبدة , والتي راهنت علي إستمرارية البقاء في الحكم والسلطة , مقابل إنهاء حكم صدام حسين الذي لايختلف عن باقي تلك الأنظمة الحاكمة في العالم العربي , فكان رهان البقاء لهذه الأنظمة هو الإطاحة بنظام حكم صدام حسين , وكان المقابل هو سرقة البترول العراقي والسكوت العمدي من جانب تلك الأنظمة عن تلك الجريمة التي دمرت التاريخ والحضارة المتمثلة في أمور عديدة في العراق , مقابل نفط العراق , وضخه في شريان الحياة الأمريكي , حتي تستمر الحضارة الأمريكية وتتناقص تكلفة الحياة اليومية علي المواطن الأمريكي المصاب بسعار الرفاهة, في جانب , وفي الآخر تضمن الولايات المتحدة وجود مستمر لها في المنطقة العربية , لتحقيق المزيد من المصالح الأمريكية ليس بموافقة عربية مبنية علي شرط الخيانة , ولكن علي شرط العمالة , لأن الشرط الأمريكي هو تقديم المساعدات للأمريكي في إستمرارية البقاء والوجود في المنطقة , مع ضمانة بقاء تلك الأنظمة العربية , التي هي خائنة للشعوب , وعميلة للأمريكان , وإلا فالسيف المسمي بالديقراطية مشهر في وجه تلك الأنظمة , مع مقصلة المظالم التي من الممكن أن يساعد في صناعتها ونصبها للحكام العرب الذين يرفضون الشروط الأمريكية , علي أن يكون سيف الديمقراطية , ومقصلة المظالم مملوكة للشعوب , وليست في أيدي الحكام , وذلك في لعبة تجيدها السياسة الأمريكية بإمتياز ومقدرة , والأمثلة عديدة في دول العالم ويمكن حصرها .
ولكن لأن النفط مازال عصب الحضارة , وصمام الأمان للحياة العصرية , وبالرغم من إرتفاع أسعار البترول العالمية إذ بلغ سعر الرميل مايزيد عن 65 دولار , في حين أن سعر جالون البنزين في الولايات المتحدة ذاتها قد تجاوز 3,22 دولار ما يمثل أزمة خانقة للمجتمع الأمريكي ومستخدمي البنزين وقوداً للسيارات , بخلاف الإستخدامات الأخري , في حين أن سعر الجالون عام 1981 قد بلغ 1,35 دولار , وهذا السعر بزيادة عن السعر الذي تم تسجيله بعد عام من الحرب العراقية / الإيرانية , الأمر الذي يظهر مدي الفارق الزمني بين تاريخين , لسعرين , وتثبيت سعر البترول والبنزين بعد فوات مدة زمنية طويلة علي الحرب العراقية / الإيرانية , مما يحقق المستهدف من الإستغلال الأمريكي لسرقة البترول العراقي , حتي يتم المحافظة علي المجتمع الأمريكي , والمحافظة علي تثبيت أسعار السلع القائمة في تقديراتها علي أسعار البترول والبنزين , هبوطاً وصعوداً , وكان لزاماً من الإحتلال الأمريكي للعراق , بوساطة عربية , تبارك هذا الإحتلال , وتعلي من شأنه , وقدره , خصماً من الرصيد العراقي / العربي , وإضافة للرصيد الأمريكي الغربي , وذلك من خلال قراءة راصدة للواقع في تجليات العجز البين في النفط الأمريكي وإقتراب مرحلة نضوبه إذ أنه يمكن إرجاع الإحتلال الأمريكي للعراق إلي : الهيمنة على ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم، وذلك لقرب نفاد النفط في الحقول الأمريكية، إذ توقفت آخر الحفارات في تكساس في مارس 2006، حيث إن عصب الحياة في الولايات المتحدة هوالنفط . وهذا ما ذهب إليه العديد من المراقبين للشأن العراقي , ومنهم محمد صادق إسماعيل في السياسة الدولية العدد 168 ذاهباً إلي أن مسلسل تخريب وسرقة النفط العراقي مستمر :. وعلاوة علي حرمان القطاع النفطي العراقي من مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، ساهمت الحرب وأعمال التخريب التي أعقبتها في إحداث خسائر إضافية. وإلي جانب أضرار القصف المباشر أثناء الحرب للأنبوب الاستراتيجي لمحطة ضخ K3 ، عانت المختبرات المركزية في بغداد من النهب وفقدان الكثير من البيانات والمعلومات الاستكشافية التي كانت تضم السجلات الجيولوجية، وشكلت حصيلة ثمانين سنة من الجهد المتراكم وكلفت مليارات الدولارات، كما سرقت الإدارة الرئيسية لشركة الجفر، وهوجمت مختلف الأجهزة والمعدات في الجنوب، ونهبت الإدارة الرئيسية لشركة نفط البصرة مع سجلاتها. وشملت هذه الممارسات أيضا استمرار سرقة النفط من أنابيب الجنوب. وامعانا في استشراء الفساد في قطاع النفط العراقي، كشف عضو الكونجرس الديمقراطي لولاية كاليفورنيا عن فضيحة منح مقاولة بمبلغ سبعة مليارات دولار لإعادة بناء تجهيزات للصناعة النفطية العراقية قبل أن تطأ القوات الأمريكية أرض العراق، حيث منحت المقاولة لشركة هاليبرتون (Halliburton) الأمريكية التي دفعت 36 مليون دولار مكافأة نهاية الخدمة إلي رئيسها ديك تشيني (نائب الرئيس الأمريكي)، وهي متورطة في أعمال حسابية وتلاعب بالأسهم. وقد منحت المقاولة للشركة في شكل عطاء مغلق، ومن دون أن تخضع أعمالها لمراقبة الجهات العراقية.
والديمقراطية , وحقوق الإنسان , وحقوق الأقليات , يمثلوا الثالوث الخطر الذي مازالت تستخدمه أمريكا , في وجه الدول العربية , بإعتبار حكوماتها , وأنظمتها , إستبدادية , ومغتصبة للحكم والسلطة , فكان المؤكد هو خيانة الشعوب , والعمالة للأمريكي , وسيظل مسلسل الخيانة قائماً خلف صراعات يتم صناعتها , مابين السنة والشيعة , ومابين باقي العرقيات العراقية داخل العراق المأزوم بسلطة الإحتلال , وبين الحكومة العميلة , , وبين الصراعات الدينية العاملة في مجال تحرير العراق , والأخري الصانعة للفتن الطائفية علي خلفيات مذهبية دينية , وسيظل مسلسل الوهم مستمراً علي خلفية تمثيل أمريكا علي إعتبار أنها منظمة خيرية / أهلية , راعية للحق , والقيم الإنسانية المتمثلة في الحرية , والعدالة والمساواة , والعاجزة عن تحقيقها الدول العربية .
ومازال مسلسل السرقة للبترول من جميع العملاء والخونة مستمر , إذ تناقلت وكالات الأنباء خبر سرقة مايزيد عن نصف مليون طن بنزين داخل صهاريج , وأثار هذا الخبر تساؤلات عديدة , عن حجم هذه السرقة من جانب إحدي العرقيات العراقية , في الشمال , فمابالك بمن يمتلك المقدرة والقدرة العسكرية , ويسيطر علي العراق شماله وجنوبه , فكم يبلغ حجم سرقاته , ومن يشاركه فيها , وماهو المقابل , بخلاف المقابل المادي ؟!!
بل وقد صرح علي العلاق المفتش العام لوزارة النفط العراقية إن إجمالي السرقات للنفط العراقي في العام 2005 قد بلغ مايزيد عن 4.2 مليار دولار أمريكي , بخلاف السرقات من بترول الجنوب , وعصابات بترول الشمال .
ومن يستطيع أن يقف حائل دون سرقة البترول العراقي , وسرقة الكرامة والعزة وحرية الشعب العراقي ؟!!
أعتقد أننا بوصفنا عرباً نجيد التحدث عن الأسباب التي أدت إلي هزائمنا النفسية و العلمية , وبمصاحبة الهزائم الإجتماعية والإقتصادية , والتي أودت بنا إلي موارد الهلاك في منظومة الهزائم العسكرية , ولكننا لانجيد البحث في الكيفية التي بها نخرج من شرنقة تلك الهزائم والنكبات المتوالية , فهل ذلك يرجع إلي كوننا عرباً ؟!!
وإلا فمن يستطيع أن يقف حائط صد قوية ضد سرقة البترول العراقي والكرامة والعزة العراقية , ويعيد الحرية المسلوبة من الشعب العراقي ؟
أعتقد من يستطيع ذلك , هو من يستطيع إعادة الحرية , والكرامة المسلوبة للشعب العراقي , بمعني من يستطيع تحريره , ولكن الحائل الحقيقي هو الطمع الأمريكي , والخيانات العربية , وصناع الهزائم من العراقيين أنفسهم ومن العرب الأعراب !!
إن مصيبة الإحتلال الأمريكي البريطاني للعراق تمثل العار الكامل للعراقيين أنفسهم في صراعاتهم المصلحية المختبئة خلف ستار الدين وإدارة الصراعات الدينية المشبوهة فيمابين من سموا أنفسهم بالسنة , ومن تنسبوا بنسب إلي الشيعة , وكذلك باقي العرقيات المنقسمة حتي علي أنفسها داخل إطار الإحتلال الكامل للعراق بأرضه وسمائه , وبتروله ومائه , وكأن من يفوز حسب معتقده الديني بالجنة المؤجلة , قد بلغ درجات المني , معلياً من شان إيمانه الديني , ومغيباً للإيمان الوطني الذي بغيابه لن تقوم للدين قائمة , مما يلزمنا بالعودة إلي مقولة : أن الأوطان وجدت قبل الإنسان , والإنسان وجد قبل الأديان .
فماهي الأسس التي يمكن إعتمادها لتحرير العراق الأسير من الغزو الأمريكي البريطاني الممثل لحلف المصالح المشتركة القائمة علي أسس وثيقة بينهما للوقوف في وجه التنين الصيني العملاق الباحث هو الآخر عن آبار النفط ليبني حضارته العملاقة , في مواجهة الحضارة الأمريكية البريطانية سواء بالتوائم والإتفاق , أو بالمغالبة والصراع , من اجل المصلحة , اما نحن فمازلنا نتبني المشاريع التي تصل بنا إلي الجنة , وتحرم الأغيار منها , وتبعدنا عن النار , وتدخلهم فيها , متناسين عن عمد الفارق الواضح بين الدين كعقيدة , والمصلحة الوطنية التي من خلالها يتم الحفاظ علي الأديان , حيث القاعدة أن الأديان لاتستقيم لها قائمة مع الفقر والجهل والمرض , ذلك الثالوث الخطر الهادم للأديان , فلا يمكن أن تسأل جائع او فقير , او مريض عن الدين , او حتي عن النشيد والعلم !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الإقتتال الفلسطيني : من منكم ليس معاوية , ومن منكم ليس يز ...
- عن المراجعات الفقهية : من سيقوم بدور الإرهابي أمراء الأمن , ...
- 8 , 4 / 4, 8 : الفارق بين أمن الرئيس وصحة الشعب
- مأساة وطن
- فتح الإسلام والتنظيمات الدينية : الإتحاد في النوع والإختلاف ...
- حقائق الدين : بين البول المقدس والنخامة ورضاع الكبير
- صور الرؤساء العرب : ترفع في مواجهة من ؟!
- تشريفة مسؤل : أين الخجل من الواقع , والحياء من الذات ؟ !!
- فتش عن العقيدة : الأزمة ماتزال قائمة !!
- معاداة العقل : لمصلحة من ؟
- والعنف قادم لامحالة : عن تأميم الدولة لصالح الحزب
- هويدا طه : من يستحق العقوبة ؟!!
- هل العمال يحتفلون بعيدهم : فماذا عن أطفالهم ؟ !!
- عن المرجعية الإسلامية في برامج الأحزاب السياسية المدنية : مل ...
- حرية العقيدة : مابين الموروث الديني والإلزام الدستوري
- هل يريد مبارك الأب إحتراق مصر ؟ !!
- عن الحل : كيف يكون الإسلام هو الحل ؟ !!
- أيكون شيخ الأزهر سباباً ؟!!: فهذا مانرفضه
- فلنقلب الصورة : ماذا لوحدث تحالف عربي إيراني ؟!!
- العبودية


المزيد.....




- في تركيا.. دير قديم معلّق على جانب منحدر تُحاك حوله الأساطير ...
- احتفالا بفوز ترامب.. جندي إسرائيلي يطلق النار صوب أنقاض مبان ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يتسلم مهامه ويدلي بأول تصريحات ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض عدة اهداف جوية مشبوهة اخترقت مجالنا ...
- شاهد.. لحظة هبوط إحدى الطائرات في مطار بيروت وسط دمار في أبن ...
- -هل يُوقف دونالد ترامب الحروب في الشرق الأوسط؟- – الإيكونومي ...
- غواتيمالا.. الادعاء العام يطالب بسجن رئيس الأركان السابق ما ...
- فضائح مكتب نتنياهو.. تجنيد -جواسيس- في الجيش وابتزاز ضابط لل ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك
- تحليل جيني يبدد الأساطير ويكشف الحقائق عن ضحايا بومبي


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الزهيري - بترول العراق : الطمع الأمريكي والخيانات العربية