أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باتر محمد علي وردم - توجهات الموقف الأردني من العراق ( 2 من 3): المعيار الوطني














المزيد.....

توجهات الموقف الأردني من العراق ( 2 من 3): المعيار الوطني


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 594 - 2003 / 9 / 17 - 04:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كاتب أردني

نقصد بالمعيار الوطني في هذه المقاربة معيار "المصلحة الوطنية" للأردن، والتي تمثل الحكومة والشعب الأردني معا ومؤسساته وقطاعاته المختلفة في توجهاتها تجاه التطورات الجديدة في العراق. والمبادئ الرئيسية التي نتمنى أن تحكم هذا التوجه هي:

1-    أن تكون العلاقة الأردنية-العراقية الجديدة علاقة مبنية على الاحترام المتبادل لحق الآخر في اختيار نظام الحكم والمستقبل الذي يريده.

2-    أن يكون الأردن منفتحا على كل التيارات والمؤسسات والتنظيمات التي تمثل الشعب العراقي وأن لا يقتصر في تعامله على نظام الحكم فقط، وعدم تكرار الخطأ السابق.

3-    أن يكون الهدف الرئيسي للأردن في المرحلة الحالية هو مساعدة الشعب العراقي على بسط سيادته على الأرض العراقية والعمل على نشر الأمن وتحسين حياة الناس وعدم تقديم الدعم للقوى التي تريد جر العراق نحو الفوضى.

العلاقة الأردنية العراقية كانت دوما استثنائية، ولم تكن علاقة عادية بين دولتين عربيتين يحكمها ترمومتر الوفاق والخلاف بين الحكومتين. فقد تحولت العلاقة الأردنية العراقية إلى وحدة شعبية في الكثير من المراحل، فالعراق كان  دائما العمق الاستراتيجي للأردن وحدث هناك تشابك كبير في البنية الاقتصادية للدولتين. وكان الأردن في معظم مراحل سنوات الحصار الرئة التي يتنفس منها العراق كما حظى الأخوة العراقيون الذين هربوا من جحيم البعث بحياة جيدة نسبيا في الأردن وأفضل من بقية الدول العربية، وكان هناك ود على المستوى الثقافي والشعبي بين الأردنيين والعراقيين لم يحدث من قبل بين شعبين عربيين.

ولكن مشكلة العلاقة الأردنية العراقية على الصعيد الرسمي أنها كانت غير مستدامة، فقد كانت علاقة خاصة مع نظام حكم دكتاتوري آيل إلى الزوال في يوم ما. وبفعل الترابط الاقنصادي ودور التيارات الإعلامية والسياسية الأردنية المرتبطة بحزب البعث فقد تماهى العراق وصدام في نظر الأردنيين، حتى تم اختصار الدولة العراقية بتاريخها ومواردها وشعبها وثقافتها بشخص صدام ونظامه، وهنا كان الخلل الكبير الذي تدفع العلاقات الأردنية العراقية ثمنه الآن.

ومن هذا المنطلق نتحدث عن الواقع الحالي. فبغض النظر عن عدم شرعية الاحتلال الأميركي ، فإن حكم البعث ذهب إلى غير رجعة، وتحرر العراقيون من كابوس 35 عاما من القمع، وهم ليسوا مستعدين لإعادة التجربة من جديد، كما أن العراقيين لا يزالون حتى الآن في حوار مع الذات حول الخطوات المستقبلية وكيفية استعادة السيادة العراقية المستقلة على الأرض العراقية.

العراق الآن أمام خيارين لا ثالث لهما. الخيار الأول هو المضي قدما في طريق استعادة السيادة العراقية من خلال تأمين الاستقرار وأعادة تأسيس المجتمع والدولة العراقية وهذا ما سوف يتطلب وقتا وصبرا بسبب الدمار الهائل الذي أحدثه حكم البعث ثقافيا وسياسيا والاحتلال الأميركي ماديا وتشريعيا كما يتطلب انفتاحا عربيا وأردنيا على الشعب العراقي حتى لا يقع في فخ الانعزالية الذي تخطط له الولايات المتحدة.

الخيار الثاني هو السقوط في الفوضى تحت شعار مقاومة الاحتلال، وإعادة غمر الشعب العراقي في مستنقع من الدم والدمار والقتل هو في غنى عنه، وهذا ما سوف يغرق كل الدول المجاورة وبما فيها الأردن في أتون الفوضى وصناعة الإرهاب كما في أفغانستان.

مصلحة الأردن هي في وجود جار عراقي مسالم، واستعادة العراقيين لسيادتهم وتأسيس علاقة أردنية عراقية جديدة ومؤسسية وقابلة للاستدامة تحترم خيارات الشعب العراقي، وأن تكون العراق دولة هادئة تعددية ديمقراطية منفتحة على كل العرب، وهذا بالطبع لن يحدث غدا ولكن يجب أن يكون انتهاء الاحتلال الأميركي وتسليم السلطة للعراقيين سريعا وهذا يتطلب الدعم الأردني والعربي للعراق وفتح الأبواب الدبلوماسية أمام العراق لتحقيق ذلك.

أما عزل العراق وعدم الاعتراف بمجلس الحكم، والدعوة اليومية لاستمرار الفوضى تحت شعار مقاومة الاحتلال فلن يؤدي إلا إلى انعزالية الشعب العراقي وتواصل إحساسه بالخذلان من أشقائه العرب وفتح الأبواب أمام التطرف وتحويل العراق إلى ساحة تصفيات حسابات سياسية وعسكرية سوف تطال نتائجها الجميع.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف الأردني من العراق ( 1 من 3)- المعيار الأخلاقي
- لو كانت أنا ليند عربية!
- شركة القاعدة-الموساد المتحدة للعمليات الإرهابية!
- جولة بن لادن السياحية، وثقافة الكراهية!
- العالم العربي...قوة طاردة للعقول!
- العرب والعراقيين بين ذهب صدام وسيفه
- النزعة الإنعزالية للمثقفين العراقيين
- أدوية الايدز ومخرجات العولمة: أرباح الشركات أهم من حياة المل ...
- تحليل تاريخي لفكرة -حاكمية الله
- جوهر العلمانية: شرعية النص الديني يجب أن تخضع للعقل الإنساني
- لم يحكم المسلمون بما أمر الله طوال التاريخ
- مانفستو العلمانية الإنسانية
- الولايات المتحدة تدمر مصداقية التيار الديمقراطي العربي!
- بين القدس وبغداد...تفجيرات بلا معنى!
- إحبسوا أنفاسكم...هذه ليلة السوبر ستار!
- 51 شركة و49 دولة يشكلون أكبر 100 اقتصاد في العالم
- اعتبار المياه سلعة تجارية انتهاك لحقوق الإنسان
- ابتزاز أميركي جديد للعالم الثالث: إما أغذية معدلة وراثيا وإم ...
- التجربة الناصرية والتجربة -الصدامية- نقيضان!
- المشكلة الأخلاقية في تعامل العرب مع مجلس الحكم العراقي


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باتر محمد علي وردم - توجهات الموقف الأردني من العراق ( 2 من 3): المعيار الوطني