عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 1950 - 2007 / 6 / 18 - 11:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
شيء جميل أن يحمل كاتب عالمي إنساني وسام تقدير وعرفان، إنه تكريم ما بعده تكريم يستحقه مبدع من طينة "سلمان رشدي" منذ مدة.
الخميني أفتى بهدر دمه وخصصت الحكومة الإيرانية وقتها مبلغا ماليا هاما لكل من ظفر برأس هذا العتل المرتد،
لو كان الخميني وقتها رئيس دولة عظمى لأهدر دماء الآلاف بل الملايين من المفكرين و الكتاب من "بانكوك" شرقا حتى "سانتياغو" غربا كما فعل بأعضاء حزب" توده" الشيوعي و منظمة "خلق" و معارضين آخرين غداة استيلائه على الحكم، وكلنا نتذكر المحاكم العسكرية و المشانق التي نصبت بشوارع و ساحات طهران والجثث المعلقة من أعناقها بعد عودته الميمونة من الديار الفرنسية، وكلنا نتذكر كيف كان يدفع بأطفال صغار في الجبهة إبان الحرب المجنونة التي تسبب في إشعالها مناصفة مع فتى البعث الأغر في ثمانينات القرن الفارط ....لو كانت إيران قوة عظمى لابتلعت دول الجوار كلها من دون استثناء و لفرضت إيديولوجية ملالي "قم" و لفرضت سيطرتها على كل حجر أصم تلحسه وتتمسح به العقول المخرومة، و لوضعت يدها على كل قبة ومرقد تلطم أمامه الصدور والخدود وتضرب في حضرته الرؤوس بالسلاسل والمعاول إكراما لأئمة هلكوا و تفتت عظامهم.
طبيعي جدا أن يهدر دم كاتب حر من طرف من أجاز مفاخذة الرضيعة، أي التمتع بها ودلك الإرب بلحمها الفتي ومص لسانها، ومن الطبيعي أيضا أن يمنح كاتب مبدع وسام فارس من طرف ملكة تؤمن بالحداثة والتنوير و المثالية.
حقا، فرق كبير بين من جاء بالذبح ومن قال سلامي أعطيكم سلامي أترك لكم....
فرق كبير بين من نزلت عليهم قدور الكفيت ( الفياغرا السماوية ) ليتسافدوا تسافد الحمير وليتناكحوا بقضبان لا تمل ولا تكل وبين من نزلت عليهم أنوار السماء فمنحتهم الحب و الجمال و الخلود....
السواد الأعظم ممن هلل لفتوى هدر دم الكاتب "سلمان رشدي" لا يعرفون الرجل و لم يقرئوا له سطرا واحدا ولكن هذا ديدن المجانين والقطعان المدجنة، الصراخ و السب والعويل و إحراق الأعلام بعد أن يدغدغهم القرداوي... و النحراوي... و البعراوي بكلمة مؤثرة أو تقوم وسيلة إعلام بغسل أدمغتهم وفركها وتشير عليهم بالنزول في الشوارع (....حيا على النباح... حيا على الصياح... يا أمة النكاح....) احتجاجا على رسم كاريكاتوري أو كلمة مقتبسة.
يا لها من أمة...
أمة التفخيذ ...
أمة البـــول....
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟