أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - من لا يتغير؟














المزيد.....

من لا يتغير؟


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 1950 - 2007 / 6 / 18 - 11:15
المحور: المجتمع المدني
    


استناداً إلى المعايير الاقتصادية ينعتوننا، نحن المنتمين إلى عالم الجنوب، بالتخلف. فمستويات الإنتاج والإنتاجية والدخل عندنا منخفض، ناهيك عن خدمات الصحة والتعليم والكهرباء والماء وغيرها، والتي لا يحظى منها السكان إلاّ بأقل النسب. وعلى وفق المعايير الحضارية يتحدث الغرب، ولاسيما فريق من المستشرقين، عن مجتمعاتنا فيصفونها بالكسولة والاتكالية وبطيئة التطور وقليلة الإبداع وأنها تعيش هاجس الماضي ولا يعنيها المستقبل كثيراً ولا تحترم الزمن. فكيف لنا أن نثبت لهم، ولأنفسنا، العكس؟. قطعاً أنا، في هذا المقام، لست بصدد الخوض في تشعبات هذه الموضوعة الشائكة التي عُقدت عنها وحولها ندوات لا تعد ولا تحصى وكُتبت مئات وآلاف الكتب، فما أبغيه هو إعادة طرح السؤال الإشكالي؛ أترانا لا نمتلك الاستعداد حقاً لنتغير نحو الأفضل؟. ورجوعاً إلى حقيقة أن طبيعة الأفراد والمجتمعات، في كل زمان ومكان، مجبولة على التكيف والتغير والتطور، وأن جيناتنا البيولوجية لا تختلف عن جينات الآخرين، بحسب ما تؤكده الدراسات العلمية، نجد لزاماً علينا البحث في الشروط التاريخية والاجتماعية والسياسية التي تعيق عملية تغيرنا في الاتجاه الصحيح.
واليوم، تسهّل التكنولوجيا المتقدمة للمجتمعات المختلفة، مهما كانت درجة تخلفها، الدخول سريعاً إلى دائرة الدول المساهمة في الإنتاج الحضاري والثقافي للعالم. فأجهزة الاتصال والإعلام، قبل غيرها، تقرّب المجتمعات بعضها من بعض، وتهيئ أرضية تطورها وتغيرها. ولاشك أن التعامل مع التقنيات الجديدة منذ تباشير العصر الصناعي وحتى الآن قد غيّر سلوك وقيم وعلاقات الأفراد والمجتمعات وكيفية تعاملهم مع محيطهم الطبيعي والاجتماعي ونظرتهم إلى أنفسهم وإلى الحياة والكون والزمان والمكان. وإذا كان تغير بعض البشر يحدث سريعاً فإن آخرين يجدون صعوبة في مغادرة حالهم ووضعهم وأحياناً يتشبثون بقوة بتعاستهم وتخلفهم. وحتى هؤلاء قد يتغيرون، فيما بعد، حالما يدركون أين تكمن مصلحتهم.
للتغير ثمن، لاشك، وقد يكون هذا الثمن في بعض الأحيان باهضاً، لكنها سنّة الحياة أن لا يلبث شيء على حال واحدة.
تدخل أجهزة الستلايت والموبايل والكومبيوتر بيوتنا، فتغير من ترتيب أشيائنا وعلاقاتنا معها، وتعاملنا مع الزمان والمكان، وتعاطينا مع أقراننا البشر، ورؤيتنا إلى كل شيء. وقد لا تكون معالم هذا التغير ظاهرة للوهلة الأولى لكنها تنطبع في لا وعينا وطبائعنا الخفية، وبعد مدة ربما تطول أو تقصر نجد المجتمع كله قد تغير، وبخاصة مع تحديث طرق وتقنيات الإدارة والإنتاج، وتحسين الظروف المحيطة.
نحن/ في العراق بحاجة اليوم إلى فسحة أمان وإرادة سياسية وتخطيط سليم وهمّة مجتمعية واستثمار عقلاني للموارد كي نتغير بالاتجاه السليم، ونغادر هذه الحال التي دوامه، كما قال أجدادنا قديماً، من المحال.
إذ من لا يتغير؟. ولكن حذار أن يكون ذلك نحو الأسوأ.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصالح
- الاستشراق والإسلام قراءة أخرى لشؤون الشرق
- -تقنية شهرزاد في -حكايات إيفا لونا
- مروية عنوانها؛ طه حسين
- -حياة ساكنة- لقتيبة الجنابي
- في الروح الوطنية العراقية
- إمبراطورية العقل الأميركي: قراءة أولى
- في الاستثمار الثقافي
- نحو حوار ثقافي عراقي
- بمناسبة بلوغه الثمانين: ماركيز بين روايتين
- حين يُصادر كافكا وبوشكين؛ الإيديولوجيا والإنتاج الثقافي
- فيروسات بشرية
- جحا وابنه والحمار
- الأفضل هو الأسرع
- الإعلام العربي: سلطة الإيديولوجيا ومقتضيات العصر
- سنة موت ريكاردو ريس: المخيلة تنتهك التاريخ
- السياسة والكذب
- النخب العراقية ومعضلة تأصيل الهوية الوطنية
- عن الربيع والموسيقى والقراءة
- السياسة التي خربت نصف أعمارنا!!


المزيد.....




- منظمة حقوقية تشيد بمذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائي ...
- بايدن يعلق على إصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتني ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - من لا يتغير؟