أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم كطافة - محنتنا مع سارق الأكفان وولده















المزيد.....

محنتنا مع سارق الأكفان وولده


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1950 - 2007 / 6 / 18 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى الأستاذ المحترم علي ثويني.. مع التحية
لا أنكر انشدادي إلى بعض ما يكتبه الأستاذ (علي ثويني). وأنا أقرأ حروفه تلتقط حواسي أشياء أخرى غير تلك الحروف ومراميها، أشياء تتكور في ملامح عراقي تعتصره مشاهد الدمار والخراب والموت المجاني الجاري في بلده وهو يحاول التنفيس من خلال الكتابة عن ذلك الاحتصار الكائن فيه. عراقي يحاول التجرد من القومية والطائفة والدين والحزبية والعقائدية وغيرها الكثير من الجاذبيات التي تجعلنا في كثير من الأحيان منشدين حد الاستلاب إليها، متناسين الأهم من كل تلك المسميات وهو العراق. العراق الذي بدونه لن يكون لنا أي من تلك الملامح. وهذا ما يشدني إليه.
لكن، وللأسف أن ا لكتابة تحت سطوة الانفعال، كثيراً ما تجعل الكاتب يقول أشياء كثيرة، ما كان ليتفوه بها لو كان في وضع طبيعي. أشياء تنتمي إلى حالة من يهذي في غياب وعيه، وهو تحت تأثير صدمة كبيرة لم يتحملها جهازه العصبي. في مقاله الموسوم بـ(وزراء البيشمركة وعودة إلى لعبة الحرب بالنيابة) المنشور في موقع الحوار المتمدن على هذا الرابط:
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=99630
كانت الصدمة الواقع تحت تأثيرها السيدة (علي ثويني) تشبه من نواحٍ عديدة حكاية (سارق الأكفان وولده)..!! الحكاية تتحدث عن رجل كان يسرق أكفان الموتى، ولما مات هو، أخذ الناس في لعنه بدل الترحم عليه. الأمر الذي جعل ولده يقرر مع نفسه: سأجعل هؤلاء الناس يترحمون على أبي..!! وفعلاً قد حصل الذي قرره ذلك الولد البار لأبيه. لأن الناس أخذوا يصطدمون يومياًً بمشاهد جثث مرمية على التراب، مسروقة الأكفان، وثمة عصا في دبر الجثة. حينها صار الناس يرددون: الله يرحم أباه كان فقط يسرق الكفن، أما هذا فيضع عصا في دبر الميت..!!
يا سيدي الكريم (علي ثويني) أنت وأنا والجميع واقعون تحت هول صدمة ورثة (صدام حسين) من عراقيين وغير عراقيين وما يفعلونه يومياً بشعبنا. منا من دخل فخ الترحم ومنا من لم يزل معانداً يرفض الترحم على ذلك الطاغية. للأسف وجدت مقالك المشار إليه، يقع في خانة من أخذ يترحم على سارق الأكفان وهو يعتصر بالقرف والاحتقار له. أما كيف..؟ فدعني أدلك على تلك المواضع التي جاءت في مقالك وجعلتك في هذا الصف المستسلم للإرهاب والجريمة.
الموضع الأول حين وصمت تجربة (أنصار الحزب الشيوعي العراقي) بـ(المهزلة) التي جر فيها (عزيز محمد) والقيادة الكردية في الحزب، الحزب كله ليخوض حرباً بالنيابة عن (الحركة القومية الكردية).. بينما الحقيقة القريبة تقول؛ أن الحزب الشيوعي العراقي وبضغط من قاعدته السبعينية العريضة، رفض مواصلة التحالف مع البعث، بعد أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه من قمع واستبداد وانسداد أي أفق أمام أي ديمقراطية أو تداول سلطة أو حتى مشاركة في السلطة.. وجد الشيوعيون أنفسهم أمام مفترق طرق، أما الموافقة على ما يجري وبالتالي المشاركة فيه، ليحولوا حزبهم لاحقاً إلى (الحزب الشيوعي العراقي لصاحبه حزب البعث)، بالضد من رغبة قاعدتهم الجماهيرية العريضة وبالضد في النهاية وهو الأهم من مصلحة شعبهم.. أو الخروج من عباءة الجبهة ومواجهة النظام، إنما بمخاطر أقساها سيكون حرب إبادة سيدفع ثمنها الشيوعيون مباشرة..!! وهذا الذي حصل. لقد دفع الحزب الشيوعي العراقي ثمناً باهضاً من الشهداء والسجناء والمفقودين، حتى كاد أن يتحول إلى حزب منفى. لكن، إصرار الشيوعيين العراقيين وعلى الأخص قاعدتهم العريضة على عدم التسليم بالنتيجة. أؤكد هنا على دور قاعدة الحزب الشيوعي العراقي في التأثير على مسار مجمل سياساته منذ انفراط عقد التحالف مع البعث، وليس القيادة الكردية و(عزيز محمد). دفعهم تالياً إلى اتباع طريق آخر لا يقل مغامرة عن الخيار الأول، لكنه بدا لهم في ذلك الوقت هو الخيار الوحيد، فيما إذا أرادوا الحفاظ على وجودهم في الشارع العراقي وقربهم من شعبهم. اتبعوا طريق الكفاح المسلح عبر كردستان العراق، بالتحالف مع الحركة القومية الكردية وبعض الأحزاب العراقية الصغيرة التي كانت أصلاً هي خارج البلد آنذاك، ليتكاملوا لاحقاً مع الجناح الآخر من المعارضة المسلحة، أي مع القوى الإسلامية ذات الصبغة الشيعية، الذين خاضوا على مدى سني حكم البعث كفاحاً قاسياً ودموياً إن كان سياسياً أو مسلحاً.
كان موقف الحزب الشيوعي العراقي من نظام الاستبداد والجريمة، موقفاً وطنياً بكل المقاييس. لأنه لم يواصل الإذعان إلى متطلبات الحرب الباردة التي كانت مستعرة على الصعيد الدولي بين المعسكر الاشتراكي وحلفاءه والذين كان نظام (صدام حسين) يحسب من بينهم والمعسكر الأمبريالي وحلفاءه، الأمر الذي أحدث آنذاك فجوة واضحة في العلاقة مع الحزب الشيوعي السوفيتي، ليس أقل من أن النظام كان يقتل الشيوعيين العراقيين بسلاح سوفييتي، ليس أقل من أن الشيوعيين العراقيين كانوا يناضلون لإسقاط النظام، بينما تحالف السوفييت مع النظام العراقي كان في أرقى مراحله، خلال الحرب العراقية الإيرانية. هكذا نكون قد خضنا حربنا بالأصالة عن أنفسنا وليس بالنيابة عن غيرنا. وإذا كنت تعتبر دفاعنا عن الشعب الكردي هو عمالة لهذا الشعب، فيا مرحى بهكذا عمالة.. أننا كنا عملاء لشعبنا.
أما عن خرافة (قتل الجنود أولاد الخايبة)، فهذا الأمر مناف تماماً للحقيقة التي كنت شخصياً شاهداً عليها ومنها. على العكس من ذلك تماماً كنا نسعى دائماً لكسب الجنود إلى صفنا. وهذا كنا نترجمه في اختيارنا لمسرح عملياتنا. كنا نختار عمليات تستهدف عناصر الاستخبارات وأجهزة الأمن ذات الاسماء الكثيرة في ذلك الزمن، لأنهم كانوا أولاً الأقرب لهيكلية النظام وثانياً لأن أياديهم ملطخة بدماءنا ودماء الأبرياء من شعبنا. وحتى في الحالات القليلة التي استهدفنا جنوداً فيها، كنا نسعى إلى أسرهم بدل قتلهم، ومن ثم إطلاق سراحهم. وكثيراً ما تحول أولئك الجنود إلى ورطة لنا، لأنهم يرفضون من جهة إطلاق سراحهم وعودتهم إلى وحداتهم خوفاً من الحكومة ومن جهة أخرى القسم الأكبر منهم كان يتمنى لو ساعدناه في الخروج من البلد، الأمر الذي فيما لو تحول إلى تقليد سيحولنا إلى ما يشبه بشركة نقليات لمسافرين أو هاربين خارج البلد. لذلك كنا لا نميل إلى ذلك الخيار. وبالمناسبة هذا الأمر وغيره من أمور كثيرة ليس الآن موضع الخوض فيها، كانت من المعوقات التي حالت دون أن يتوسع عملنا العسكري. من جهة تريد أن تقاتل عدوك ومن جهة أخرى تحرص على عدم استهداف الأبرياء من بين صفوفه. كما تراها معادلة صعبة.
أما الموضع الثاني يا سيدي الكريم، فهو الموضع الذي يلخصه نصك التالي، بعد أن صببت جام غضبك على القيادة الكردية وعلى كل الحركة منذ ثورة أيلول 1961 إلى يومنا هذا، واصفاً الجميع بالخونة والعملاء خلصت إلى: (أن نهاية هؤلاء قريبه، وبوادرها وعي عراقي كردي أظهره تجمع أرشد زيباري، وإمتعاض شعبي ستظهره نتائج الإنتخابات القادمة، و خطر داهم و ضربة تركية قاصمة لا تترك لهم أثر وهو ما نرحب به)..!!!
لا أود الخوض الآن في هذا الحيز الصغير، مدافعاً عن تاريخ الحركة القومية الكردية، فالأخوة الكرد هم أجدر مني في الدفاع عن تاريخهم، وهو تاريخ مشرف في معظم محطاته. لكن، كما ترى معي لقد أستدرجت نفسك بنفسك لتقع في فخاخ لا يقع فيها الغشيم.. فخ اعتبار (أرشد الزيباري)، وهو (جحش) أصلي هذا حسب ما يكني به الشعب الكردي عملاء صدام حسين، جعلت هذا القراقوز المعروف للقاصي والداني كخادم ذليل لنظام صدام حسين على مدى حقبة طويلة من الزمن، جعلته رائداً لنهوض جديد للشعب الكردي..!! والفخ الثاني هو ترحيبك بآلة الحرب التركية فيما لو أقدمت لسحق التجربة الكردية في كردستان العراق، وكأن (الشقيقة) تركيا على حد وصفك لها في ثنايا المقال، هي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمها القديم، بضم كردستان العراق ومعها الموصل وكركوك إليها..!! شخصياً، لا أحيل مثل هذه التناقضات بين الحرص على العراقية والوطنية وصب جام الغضب على الاحتلال الأمريكي ومخططاته والترحيب بالاحتلال التركي، إلا إلى ما وصفته بهذيان الغائب عن الوعي والواقع تحت هول صدمة أبن سارق الأكفان..!! للأسف هذا ما وجدته.
أما ما هو سبب كل هذا الغضب على القيادة الكردية..؟ فالأمر بمجمله لا يعود لأن هؤلاء كانوا يستخدمون السيارات المفخخة التي تقتل العراقيين في الشوارع قتلاً عشوائياً، ولا لأنهم كانوا يدمرون البنية التحتية للخدمات المقدمة لشعبهم من كهرباء وماء ووقود وخطوط تموين..إلخ ولا لأنهم كانوا يقتلون كل عربي يصادفوه في الطريق ما أن يدخل مدنهم ولا لكثير من الجرائم التي ترتكب الآن باسم مقاومة المحتل الأمريكي والتي كانوا وكنا أبرياء منها.. بل يعود كل الأمر إلى ما صرح به السيد (مسعود البرزاني) عن حق، وهو يحاول الرد على تطاولات جندرمة الأتراك.. ولعبهم المكشوف في مصير مدينة عراقية سوء حظها جعلها تكون مجسم لعراق مصغر.. مدينة كركوك. لقد استمعت للسيد (مسعود البرزاني) لأكثر من مرة وقرأت نصه أكثر من مرة، لم أجد فيه كل هذا الذي يستدعي التحامل والتخوين والعمالة ومحاولة جر البلد لحرب بالنيابة عن الأكراد (من هم الأكراد في النهاية..؟). على العكس من ذلك كان التصريح ومجمل حديثه يعكس مشاعر عراقي حريص على العراق كله وضمنه كردستان. أما بحث الأتراك عن حجة يحصلون منها عن مقابل أكبر من (الكعكة العراقية)، فهذا الأمر لا يتحمل مسؤوليته القادة الكرد فقط، بقدر ما نتحمل مسؤوليته جميعاً، في ترك البلد بين مطرقة الإحتلال وسندان الإرهاب، منشغلين بهمومنا الطائفية والمذهبية والدينية والقومية.. حتى تحول بلدنا كما وصفه السيد (علي ثويني) وعن حق بـ(خان جغان) بامكان أتفه وأحقر حكام العرب وإيران أن يعلنوا ويطلبوا بلا مواربة من الاحتلال الأمريكي أن يفاوضهم مباشرة لتحقيق الأمن في البلد، إنما كل شيء بثمنه..!!



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخيراً.. أحدهم قد خجل
- بيروكوست وحكايات صدام حسين
- فاقد الشيء لن يدافع عنه..!!؟
- كرة الدين في ملاعب المسلمين..!!؟
- إلى قناة -الشرقية- حصرياً..!!؟
- عن حكمة إله الدماء...!!؟
- لا تزعجوهم.. أنهم يتحاصصون
- تحولات العالس والمعلوس ..!!؟
- ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا!!؟
- نسخ الله المتكاثرة..!!؟
- داء الذئب السياسي ومصائد الخرفان
- تجحيش الديمقراطية
- قل لي ما لون قميصك قبل عشرين سنة.. أقل لك من أنت
- في جدل الروائي المؤرخ
- صحيح العراقي
- بين الملاكم (تايسون) و(فيصل القاسم) ثمة جثة..!!؟
- مرة أخرى عن الحصان والعربة..!!؟
- نحن والمشتبه بهم
- محنة قناة الشرقية مع المجهول..!!؟
- بين الجزيرتين..!!؟


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم كطافة - محنتنا مع سارق الأكفان وولده