أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال سبتي - الطريق إلى الحرب.. والإعلام العربيّ















المزيد.....

الطريق إلى الحرب.. والإعلام العربيّ


كمال سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 1950 - 2007 / 6 / 18 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تصدقوا الدول العربية عندما تتباكى على ضعف إعلامها.
تصرفُ الدول العربية أموالاً طائلة على الإعلام.
ومن أجل أن تصرف أموالاً على الجامعات والمستشفيات وتبليط الطرق وتشييد الجسور،فإنها تذهب لتستجديها من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية ، وتذرف الدموع على تردي مستوى التعليم في بلدانها وتدهور الوضع الصحيّ حتى تستجدي قروضاً من صندوق النقد الدولي قد لا تذهب تماماً إلى مبتغاها.
لا تصرف اليابان وهي ثاني قوة اقتصادية في العالم على الإعلام ما تصرفه على الإعلام مصر وحدها أو السعودية.
لا تصرف ألمانيا وهي ثالث قوة اقتصادية في العالم على الإعلام ما تصرفه على الإعلام دول مثل سوريا واليمن السعيد وليبيا والمغرب العلويّ.

* * *
لا توجد في الإعلام الغربيّ قضايا مصيرية خالدة مثل قضية النزاع العربيّ ـ الإسرائيلي.
يُبقي الإعلام العربيّ قضيته المصيرية هذه مثارةً وخالدة حتى يبقى الوضعُ العربيّ كلّه مأزوماً والمواطنُ العربيّ متوتراً ومشدوداً على الدوام إلى ما لايدريه.
لا يلعن الهولنديّ دنياه لأنّ الله لم يُحابِهِ بنزاع مصيريّ خالد كالنزاع العربيّ ـ الإسرائيليّ .
ولا السويديّ ولا السويسريّ ولا البلجيكيّ ولا الفنلنديّ ولا النرويجيّ بل ولا الفرنسيّ ولا الإنجليزيّ بل ولا الليتوانيّ ولا الستونيّ ولا الأوكرانيّ.
لكنّ العربيّ لا يفطر إلاّ على سماع النغمة الأزلية في الصراع العربيّ ـ الإسرائيليّ والتي بدون سماعها قد لا يلذ له الجبن أو البيض أو الشاي.
نغمة يحتاج إلى سماعها كل مرة لمداعبة تلك المناطق المظلمة في اللاوعي حتى يتأكد من وجوده الفيزيقيّ.
نغمة لا علاقة لها بالرقيّ الروحيّ وحبّ الناس.
نغمة لاتسعى إلاّ إلى تصعيد الكراهية والبغض بين الأجناس وبين الأديان ، وتسمي فعلها هذا مواجهة الغزو الفكري الإمبرياليّ، أو مقاومة العدو الصهيونيّ.
* * *
بل وهي عند بعضهم فوق هذا كله ، نغمة للمتاجرة.
مرة سألني أحد الأصدقاء:
من هي الدولة العربية الأكثر تشدداً في عدم انهاء النزاع العربيّ ـ الإسرائيليّ ؟قلت بدون عناء تفكير: دولة مصر.
أنهت الحكومة المصرية قصتها في النزاع حتى توقف خساراتها،ولتحصل على مساعدات اقتصادية كبيرة. لكنها الحكومة الأكثر مقاومة في الإعلام لإسرائيل .. فتراها تصعّد بمناسبة أوبدونها ، حتى يظل النزاع قائماً وحتى يظل العرب يأتون إليها كل يوم خائفين من اسرائيل ومخططاتها،باكين من انعدام التوازن الإستراتيجيّ في حالة غيابها عن الصراع ، ودافعين ما في جيوبهم للدولة الشقيقة.
مرة بث تلفزيون مصر لقاءً مع موظف كبير في دبلوماسية الحكومة المصرية حول دخول القوات الإسرائيلية إلى مخيم جنين. أخذ الرجل يشتم ويتوعد ويهدد ويدعو الفلسطينيين الفقراء في الضفة الغربية إلى المقاومة فلا حلّ مع العدو الصهيونيّ غير المقاومة، فسأله المذيع: هناك من يسأل لماذا لاتقطع مصرعلاقتها الدبلوماسية مع اسرائيل ؟ فكان الجواب لا يذكر بغيرعادل إمام: ده خَبَلْ سياسي!.

* * *
لا يقوم ابن لادن بأيّ جهد إعلاميّ ملموس لكسب أتباع للقاعدة، لكن أتباعه يزيدون عدداً كل يوم بفعل الإعلام الرسميّ في السعودية وفي اليمن وفي مصر وفي الأردنّ وفي غيرها من بلدان العروبة.
الإعلام الرسميّ العربيّ هو إعلام ابن لادن والزرقاويّ وغيرهما..
النغمة ذاتها، الغيرة ذاتها على شرف الأمة، المهدد بالضياع، والحل ذاته في الذود بالغالي والنفيس عن حياض الأمة.
والإعلام العربيّ له عمق جغرافيّ وسكانيّ كما ليس لإعلام مثله في الكرة الأرضية كلها، وأعني بالعمق: الدول الإسلامية كلها.
وشعوب هذه الدول تحت عقدة ( الإسلام العربيّ) تتطرف في إيمانها بالإسلام ، فهي تزايد على المؤمنين العرب في زيارة موسى الكاظم وعبد القادر الكيلاني فكيف بإعلامها في قضية الدين الكبرى مع اليهود؟
العرب والمسلمون أيها الأخوة في إعلامهم الجبار يطبخون لنا طبخة لا راد لها حتى الله ، الذي لا يبدو أنه معنا في هذه الأيام،ليبطلَ تفجيرَ سيارات الزرقاويّ المفخّخة !
لا حلّ لتفادي ضياع مملكاتهم وجمهورياتهم الضاربة عميقاً في الفكر السلفيّ ، غير الحرب الأهلية في العراق،حتى يخلصوا من مشروع تحرريّ سينبثق وحيداً وجريحاً..على الرغم من الدكتاتورية الطويلة، وعلى الرغم من الحروب، وعلى الرغم من الإحتلال..
الحرب الأهلية..هي الطبخة.
* * *
لا نريد أن نقدم بلادنا قرباناً إلى مذبح أناسٍ يمتدحون العودة إلى الفكر السلفيّ ليل نهار في فعلٍ لا سابقة له في نهضات الشعوب ولا تفسير له بغير بناء طبقات أخرى من الكونكريت المسلح فوق العقل العربيّ المسكين المغيّب. لقد بنى الرواد الأوائل طبقات سميكة من الكونكريت المسلح على العقل العربيّ! وأغلقوا الباب بقفل وأخفوا المفتاح عن الأمة. وحتى تُغيِّرَ شيئاً في هذا العقل ينبغي لك أن تطرق بالمطرقة، أو بغيرها، فوق القفل لتكسره ولأ أدري متى ينكسر القفل ؟ وإذا مانجحتَ في كسر القفل ، ستفتح الباب ويكون عليك هناك أن تطرق على الطبقات السميكة من الكونكريت المسلح بالمطرقة أو بغيرها لتفتيتها طبقة طبقة وكل تفتيتِ طبقة يحتاج إلى دهر وقد تفنى أجيال قبل أن ينتهي تفتيت الطبقات،فإذا ما قُدِّرَ لأحد من أبناء هذه الأمة التي وُلِدت في العقبة وقت الهجرة ،أن يصل إلى العقل بعد تفتيت الطبقات، فسيرى ركام القرون من الجهل والكبت والحقد والبخل والغدر والقتل غيلة والخسة والجبلة على الشر وحب الثأر. فعليه أن يزيح الركام شيئاً فشيئاً، وهذا يحتاج إلى قرون.
بناة تلك الطبقات ورواد ذلك العقل هم مقاومون الآن للأمل البرىء الذي يبحث عنه فقراء العراق وأبرياؤهم في ذروة التراجيديا: بلاد حرة بلا أشرار، كما قلت البارحة. نحن محاربون للإحتلال وقد صرخنا :لا منذ كانت الحرب مخططاً، لكننا لا نريد أن نقدم بلادنا هدية إلى أولئك الأخوة العرب والمسلمين،الذين لا يسمح أكثرهم للمرأة أن تُخرجَ أظافرَ أصابع كفها من كمّ العباءةالسوداء حتى.
لقد قرر العرب والمسلمون حرباً أهلية في العراق وهم ماضون من أجلها حتى لايصبح أمل فقراء العراق هدفاً ملموسا.
* * *
لتخرج قوى الإحتلال..حتى نعرف ماالذي ينبغي علينا أن نفعله في بلادنا.
ومن لي بأحد يُفهمُ الإحتلال ومؤيديه بأنّ إعلامهم أغبى من أن يواجهَ الإعلامَ العربيّ الجبار؟
من لي بأحدٍ يُفهمُ الإحتلالَ ومؤيديه بأنَّ إخراج الجيش العراقيّ من المواجهة هدية للإعلام العربيّ وتعبيد لطريق إنتصاره ؟
من لي بأحد يُفهمُ الإحتلال ومؤيديه بأن فقراء العراق في ألوية القوات الخاصة :65 و66 و67 و68 وفي الفرقة المدرعة السادسة وفي الفرقة الآلية الخامسة وفي فرقة المشاة الحادية عشرة وغيرها، كفيلون بإيقاف الإعلام العربيّ في حدٍّ مّا،إن هم تشكلوا الآن من جديد ؟
من لي بأحد يُفهمُ الإحتلال ومؤيديه بأن الإعلام العربيّ الجبار ينتصر يوماً بعد آخر في العراق ، وإننا نعيش الآن الخطوة الأولى للكارثة ..
من لي؟
من لي؟



#كمال_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختلاف الحر
- لم أهدأْ فعرَّفني الجبلُ تائباً
- مصائرُ السّرد
- خَريفُ الغِياب
- تلك السَّعادةُ غائبة
- في الليل .. قصيدة بدر شاكر السياب والاستثناء الشعري
- بمناسبة ذكرى رحيل السياب ..تشظّي الصّوتِ الشّعريِّ الأوّل
- الآخَرُ ، العدوّ، عند إدوارد سعيد والشعراء العرب
- الشاعر والتاريخ والعزلة
- قصيدة البلاد
- مكيدة المصائر
- بريد عاجل للموتى
- وسوى الرومِ خلفَ ظهرِكَ رومٌ : نشيد انتصار
- الشاعر واصدقاؤه
- أنعتبُ على أدوارد سعيد وهو غائب عنا ..؟
- الأَقْبِيَة
- حين يبيع الغشيم شعرنا رخيصاً
- الخطوةُ الأولى في الحداثة الشعرية العراقيّة
- الصّوتُ الشّعريّ
- الخوف على الشعر


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال سبتي - الطريق إلى الحرب.. والإعلام العربيّ