رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 1950 - 2007 / 6 / 18 - 11:43
المحور:
الصحافة والاعلام
يمصونك ثم يتركونك في هوج الريح ..مقذوفا تترنح..وتقاوم عواصف وحدتك دون معين غير الله وبقايا قوة فيك ما استطعت..
يوعزون إليك مهام الكلام عنهم ويستغلون لسانك وسنانك..حتى إذا اكتفوا منك..تركوك عائد بخفي حنين..فلا حنين يشتد إليك إلا حين تشتد حاجتهم إليك وتلح عليهم اللحظة ويحيط بهم الظرف عندها تنهال رناتهم على هاتفك النحيل كوابل من زخات المطر..ويصنعون منك هالة ..وعظمة تتبخر حين تُنقضي حوائجهم ..
أنت مرتزق في أنظارهم ..مجرد آلة تستخدم وترمى..شيء منفي من تفكيرهم ..وضيع تافه لايستحق أن يكون له وجود إلا في الوقت الذي يريدونك فيه..
ينسون لحظة اكتفاء ونصر أنك أنت من صنعهم وأحاطهم بالمجد والعظمة وبترت رقاب خصومهم بدبلوماسية الكلمة وسكين المعنى..يتناسون أن الحقارة والتفاهة مبعث ذواتهم المسكونة بحب العلو وعشق التجبر..يتناسون أنك جزء من حركة التغيير ومفصل التحولات الهامة..يتناسون أنك قادر على أن تحفر في طرقاتهم حفر السقوط وأن تكشف زيف أقنعتهم الخادعة..
يقفون عائقا أمام مشاريعك الناهضة.. يقتلون أحلامك ويئدون أشواقك..ويجعلونك مجرد أجير ذليل وتابع حقير ..يوغلون في إفقارك ويغذونك بالوهم كي لاتستقل برأيك ..كي لاتكون أمينا في كلمتك ومراقبا حقيقيا لأداءاتهم المختلة..يريدونك مطبلا يحسن التزمير والعزف والتبجيل والتنميق لعبارات المديح المزيفة..
أنت الآن في الشارع تصارع برد الليالي المظلمة..وهم ينامون على فرش وثيرة محشوة بالقطن والحرير..يعاقرون الشهوة ..وتعاقر الجوع على أنغام البعوض وصوت البوم..يحلمون بالقصور والحور ..وتحلم بالخبز والمأوى..يرقصون على إيقاع أوجاعك وأنَّاتك..
السلطة والمعارضة كليهما متفقين على جعلك ملهاة وأداة..لايعترفون بدورك في الحياة وأنت من يصنع أدوارهم بجدارة..
أنت أجير أيها الصحفي..أنت باحثٌ عن شهوة وشهرة..ومكمن رزق دنيء..هكذا ينظرون إليك..وهكذا يصفونك في مجالسهم ..
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟