|
|
غلق |
|
خيارات وادوات |
|
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: ياسين الحاج صالح |
سورية بعد عام: عواقب الفراغ السياسي
لا جديد في القول إن سورية تعرضت لعملية تصحير سياسي قاسية في الحقبة الأسدية الطويلة. خلق نظام العائلة فراغاً سياسياً حول نفسه كي يكون هو البديل الوحيد عن نفسه، أو كيلا كون له بديل من غيره مثلما كان يقال فعلاً من قبل قوى دولية كما من قبل سوريين. في العقد السابق للثورة السورية حاول معارضون قدامى إحياء منظماتهم وأحزابهم التي كانت تفكر على صعيد وطني عام من حيث المبدأ، وتحاول أن تكون لها امتدادات في مناطق البلد كلها. لكن كان الأمر يتعلق بمنظمات من بضع مئات من الأشخاص في أحسن الأحوال، فقدت قوة الدفع العامة مع تداعي القومية العربية والحركات الاشتراكية خلال الربع الأخير من القرن الماضي، فلم تعد تصنع فرقاً سياسياً وتمثيلياً مهماً، وإن تكن قد صانت من وجه آخر الموقع المعارض في شروط غير مؤاتية. وخلال سنوات الثورة والصراع السوري الطويلة ظهرت قوى أهلية مسلحة، بخاصة في البيئات السنية وفي البيئة الكردية. وبينما استطاع تنظيم الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري احتكار السلاح في المجال الكردي، مستفيداً من خبرته القتالية التركية ومن تسليم النظام السلاح والسيطرة له في مناطق من الجزيرة وعفرين في تموز 2012، فإن البيئات السنية السورية شهدت تعدداً في المنظمات المسلحة، بلغ المئات وربما وصل الألف في بعض الأوقات (2013-2015). وفي الوقت نفسه حدث شيء آخر: أسلمة واسعة وسريعة للمنظمات السنية الناشئة، بل وسيطرة النموذج السلفي الجهادي في أوساطها، حتى لو كنت سلفيتها محلية ومجاهدوها سوريون حصراً. السرعة المفاجئة لتلك العملية بعد 2012 تشير إلى سطحيتها واصطناعها، وهو ما يعود على الأرجح إلى أثر تمويل شبكات سلفية خليجية في تخليق عدد غير قليل من تلك القوى الدينية المسلحة.
|
|
||||
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
نسخ
- Copy
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
اضافة موضوع جديد
|
اضافة خبر
|
|
|||
|
نسخة قابلة للطباعة
|
الحوار المتمدن
|
قواعد النشر
|
ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن
|
قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن |
|
|
||
| المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها | |||