عودة إلى استراتيجية الأمن القومي الأمريكي.. ترامب يكشف عما يريده للعالم


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8550 - 2025 / 12 / 8 - 01:26
المحور: السياسة والعلاقات الدولية     

تُقدّم استراتيجية الأمن القومي، التي يُصدرها الرؤساء عادةً مرةً واحدةً كل فترةٍ رئاسية، بيانا رسميا لأولويات الولايات المتحدة العالمية.
يعتزم الرئيس دونالد ترامب تعزيز وجوده العسكري في نصف الكرة الغربي مستقبلًا لمحاربة الهجرة والمخدرات وصعود القوى المعادية في المنطقة، وفقًا لاستراتيجيته الجديدة للأمن القومي.
تُعدّ هذه الوثيقة، المؤلفة من 33 صفحة، شرحا رسميا نادرا من قِبل إدارة ترامب لرؤيته العالمية في السياسة الخارجية. ويمكن لهذه الاستراتيجية أن تُسهم في تشكيل كيفية تخصيص الميزانيات وتحديد أولويات السياسات في قطاعات الحكومة الأمريكية.
تتضمن استراتيجية ترامب للأمن القومي، التي أصدرها بهدوء البيت الأبيض يوم الخميس الأخير، بعض الكلمات القاسية لأوروبا، مما يشير إلى أنها في حالة تدهور حضاري، وتولي اهتماما ضئيلا نسبيا للشرق الأوسط وإفريقيا.
وتركز بشكل كبير على نحو غير معتاد على نصف الكرة الغربي لغاية حماية الوطن الأمريكي. وتقول إن “أمن الحدود هو العنصر الأساسي للأمن القومي”، وتشير بشكل غير مباشر إلى جهود الصين للحصول على موطئ قدم في الجديقة الخلفية لأمريكا.
وتنص الوثيقة على أنه يجب أن تكون الولايات المتحدة بارزة في نصف الكرة الغربي كشرط لأمنها وازدهارها، وذلك هو الشرط الذي يسمح لها بتأكيد وفرض ذاتها بثقة أينما ومتى احتاجت إلى ذلك في المنطقة. كما نصت على أنه يجب أن تكون شروط تحالفات أمريكا، وتلك التي تقدم بموجبها أي نوع من المساعدة، مرتبطة بتقليص النفوذ الخارجي المعادي انطلاقا من السيطرة على المنشآت العسكرية والموانئ والبنية التحتية الرئيسية إلى شراء الأصول الاستراتيجية المحددة على نطاق واسع.
تصف الوثيقة هذه الخطط بأنها جزء من وفاء ترامب لمبدإ مونرو، وهو المبدأ الذي طرحه الرئيس جيمس مونرو عام 1823، والذي ينص على أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي تدخل أجنبي خبيث في نصفها الغربي.
واجهت ورقة ترامب، بالإضافة إلى وثيقة شريكة تُعرف باسم استراتيجية الدفاع الوطني، تأخيرات بسبب المناقشات في الإدارة حول العناصر المتعلقة بالصين. ضغط وزير الخزانة سكوت بيسنت من أجل تخفيف بعض اللهجة بشأن بكين، وفقًا لشخصين مطلعين على الأمر تم السماح لهما عدم الكشف عن هويتهما لوصف المداولات الداخلية. يشارك بيسنت حاليا في محادثات تجارية أمريكية حساسة مع الصين، وترامب نفسه حذر من العلاقات الحساسة مع بكين.
وتنص استراتيجية الأمن القومي الجديدة على أن على الولايات المتحدة اتخاذ خيارات صعبة في المجال العالمي، وعلى أنه “بعد نهاية الحرب الباردة، أقنعت نخب السياسة الخارجية الأمريكية نفسها بأن الهيمنة الأمريكية الدائمة على العالم بأسره كانت في مصلحة بلدنا. ومع ذلك، فإن شؤون الدول الأخرى هي مصدر قلقنا فقط إذا كانت أنشطتها تهدد مصالحنا بشكل مباشر”.
في مذكرة تمهيدية للاستراتيجية، وصفها ترامب بأنها “خارطة طريق لضمان بقاء أمريكا أعظم وأنجح دولة في تاريخ البشرية، وموطن الحرية على الأرض”.
لكن ترامب متقلب بطبيعته، لذا يصعب التنبؤ بمدى التزامه بالأفكار الواردة في الاستراتيجية الجديدة أو مدتها. قد يُغير حدث عالمي مفاجئ مسار تفكيره أيضا، كما حدث مع الرؤساء السابقين من جورج دبليو بوش إلى جو بايدن.