انا والصلاة (2)


قاسم حسين صالح
الحوار المتمدن - العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 00:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

كان السبب الرئيس الذي جعلني ابرر ترك الصلاة هو ( الظلم) . ففي طفولتي ومراهقتي ..قال لي رجل الدين والدي( الشيخ حسين الشيخ صالح ) ان الله رحيم يكره الظلم وانه وعد الظالمين بعذاب اليم.

كنت وقتها اتعامل مع مقولات السيد الوالد كما لو كانت حقائق مطلقة..الى يوم سجنت واستولى الظالم على السلطة والثروة ..وصارت حياة كل مواطن بيده وليس بيد الله.

عندها بدأت افكر واحاور نفسي واسألها:
اذا كان الله عادلا فلماذا يمكّن الظالم..بل ويتحداه حتى باخذ ارواح الناس التي وهبها هو لهم؟!
واذا كان الله رحيما،فكيف يرحم بظالم قتل وافقر ملايين لمجرد انه بنى جامعا!..ومن مال حرام وليس ماله؟!!

لم اتأثر ،في وقتها، لا بماركس ولا بغيره.. كنت اتحاور مع نفسي،واحيانا أسال اصدقاء بينهم من يصلّون :
• ليش تصّلي؟!
وكان بينهم من يجيب:
• خوفا من الله
وآخرون يجيبون:
• خوفا من جهنم
وكنت اتحارش معهم واقول:
• انت من كل عقلك تصدق اكو جنه ونار!
فيجيبون:
• انت صدك ملحد

وما كنت يومها ملحدا.
كان (الأيمان بالغيب) عندي قد اعتبرته حيلة ذكية ليؤمن الناس بوجود ( جنه و نار) ويوم حساب وكتاب.
ما كان عقلي يستوعب ان مليارات الناس الأموات ..ستعود لهم الحياة من جديد، ويساقون في يوم واحد ليحاسبوا حتى على اتفه الأمور واسخفها.

المفارقة..أنني كنت اعيش حالتي ضدين لا تجتمعان ..عدم ايماني بوجود (جنة وجهنم) وحياة بعد الموت،و ايماني بوجود الله. وعدم قدرة عقلي على استيعاب ان جهنم فيها طبقات وان الذي يحترق ويموت..تعاد له الحياة ليحترق من جديد في عملية لا نهاية لها، فضلا عن انها لا تليق بصفات الله. وما كان عقلي يهظم ان الذين يدخلون الجنة ..ليس لهم شغل سوى الأكل وشرب الخمر ونكاح من وما يشاء من الحوريات! ولسنين لا نهايات لها!!

(يتبع)