روسيا هي آخر دولة تقف في طريق الهيمنة الغربية
شابا أيوب شابا
2024 / 7 / 14 - 20:13
الكاتب الأمريكي المخضرم نوكتيس درافن(*): لقد قلتُ مرات عديدة على مر السنين إن روسيا هي آخر دولة في العالم تقف في طريق الهيمنة الغربية الكاملة. إذا سقطتْ روسيا أو فشلت، فإن العالم سوف يمضي نحو الأسوأ.
إذا نظرتَ إلى قيم الغرب والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والسويد وأستراليا وكندا وغيرها، فسوف تلاحظ وجود اتجاه مُحدد مشترك بينها. وهذه البلدان نراها تتخلى بشكل متزايد عن هويتها، ويجتاحها المُهاجرون، حيث تذوب ثقافاتها ويُمحى تاريخها. وفي بعض من هذه البلدان تم استبدال السكان، وقتلهم، واغتصابهم، وتمَّ نُسيانهم في نهاية المطاف.
يهدف المنتدى الاقتصادي العالمي والأجندة العالمية إلى جعل العالم بلا حدود، بلا ثقافة وهوية، الى جعله حشدًا جماهيريًا من الناس ليس لديهم ولاء لأرضهم أو تراثهم ، ويمكن بسهولة أكبر السيطرة عليهم، وأنْ لا نكون أكثر من ناس فاقدي الكرامة وقطيع من الماشية تتبع الأوامر.
إن الغرب يشترك في كراهية التقاليد والأسرة والأطفال والقيم التقليدية. إنَّهم يريدون مَنازلْ يَسكنها أحد الوالدين، أو الأفضل من ذلك، منازل بلا والدين. إنهم لا يريدون إنجاب الأطفال، ويُساهمون في زيادة مخاوف المناخ، ويدعمون ويعبدون أيديولوجية مجتمع الميم LGBTQ (*). عالم تسوده أيديولوجية "إذا عجبكَ الأمر ، إفعله"، دون أي اعتبار للأخلاق أو أي قيود. وكل دولة "تنضم" إلى الغرب ينتهي بها الأمر إلى أن تصبح مثلهم.
قم بالسير عبر باريس، أو السويد، أو أي دولة أوروبية ركعت أمام دعاة العولمة، لن تجد الفرنسيين في باريس، ولن تجد الإنجليز في إنجلترا، ولن تجد الألمان في ألمانيا، وهكذا. لا يمكن التعرف على الثقافات التقليدية، إذ تم تدميرها، وفي الواقع يبدو أن الأيديولوجية الوحيدة التي يبدو أنهم جميعًا متفقون عليها هي أيديولوجية الميم التي تم ذكرها أعلاه.
روسيا لم تنحدر إلى هذا الحد، روسيا هي العكس تماما وتشكل تهديداً للغرب. ليس لأن روسيا تريد غزو الغرب أو تغييره، وليس لأن روسيا تسعى إلى الحرب، ولكن ببساطة لأن روسيا موجودة وقوية. روسيا قوية ولا يُمكنهم إجبارها على الخضوع لهذا المسار، لذا فإن مجرد وجود قوة لن تخضع هو أمرٌ مُهين ومُخيف للغرب. ولهذا السبب يواصلون دائمًا الاستفزازات بهدف تدمير روسيا.
والأسوأ من ذلك أن روسيا تقاوم الغرب وتُلهم الآخرين للقيام بنفس الشيء، وتظهر كقدوة للآخرين على أنّ الغرب يمكن هزيمته، وأن هناك مساراً آخر متعدد الأقطاب. وهناك طريقة أخرى يمكن للعالم من خلالها ممارسة التجارة و الأعمال التجارية والبقاء دون الانحناء أو الاستسلام للأيديولوجية الشيطانية للعولمة الغربية. ولا يمكن للغرب أن يتسامح مع هذا، لذا فهم يسعون إلى تدمير روسيا. ويدرك الغرب أنه إذا سقطت روسيا فإن بقية العالم سوف يسقط أيضاً.
يجب ألا نسمح أبدًا بسقوط روسيا، فهي تمثل آخر معقل للحرية في العالم. ليس لدى أحرار العالم مكان آخر يهربون إليه. فإمّا أن نقف إلى جانب روسيا، أو سنعيش على رُكَبنا أمام نظام العولمة العالمي المُستيقظ ويقترب بشكل خطير من القضاء على كل شيء.
(*) نوكتيس درافين
مُحارب قديم، كاتب، باحث تاريخي، مناهض للحرب ومضيف برنامج The Gray.
(**) مجتمع الميم هو اصطلاح يشير إلى مثليي الجنس ومزدوجي التوجه الجنسي وللمتحولين جنسيًا. وسبب اختيار هذا الاسم هو لأن المصطلحات «مثلي، مزدوج، متحول ومتحير» كلها تبدأ بحرف الميم.
يهدف مصطلح "LGBTQ" إلى تسليط الضوء على تنوع "الجنسيات القائمة على الثقافة والهويات الجنسية" ويستخدم للإشارة إلى الأشخاص المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسيًا. منذ عام 1996، تم استخدام الاختصار (LGBTQ)، والذي يرمز فيه الحرف (Q) إلى كلمة "queer". بالإنجليزية وتعني مثلي.
ترجمة وإعداد: د. شابا أيوب