بيان الاتجاه الماركسي المعاصر بمناسبة الثامن من مارس، يوم المرأة العالمي!
الاتجاه الماركسي المعاصر
الحوار المتمدن
-
العدد: 6834 - 2021 / 3 / 7 - 03:39
المحور:
ملف يوم المرأة العالمي 2021: التصاعد المرعب في جرائم العنف الأسري في ظل تداعيات وباء كورونا وسبل مواجهتها
نهنئ المرأة وكافة المناضلين والمناضلات من اجل المساواة والحرية، بمناسبة الثامن من (آذار) مارس يوم المرأة العالمي، هذا اليوم هو يوم نضالي ضد اضطهاد وانتقاص مكانة المرأة في المجتمع المدني. فان النظام البرجوازي الطبقي والمجتمع المدني على الصعيد العالمي، رغم وجود بعض الفوارق في الحقوق السياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية إلا ان النساء يتم معاملتهنّ بدونية وإذلال، وعلى الصعيد الاجتماعي يتم العمل بقوانين وأعراف القرون القديمة، حيث يتم اعادة انتاج وصياغة هذه القوانين والأعراف في إطار قانوني. و أن أكبر وأبرز تمييز بين الجنسين على مستوى العالم هي الفوارق في الأجور الممنوحة للنساء والرجال.
الطبقة البرجوازية العالمية هي بحاجة الى هذا التمييز الجنسي بين الرجل والمرأة بغية خلق فجوة طبقية بين صفوف الحركة العمالية (البروليتاريا) على اساس جنسي، او كما تسميها البرجوازية - النوع الاجتماعي، جيندر- وفي الوقت ذاته فان هذا التمييز يؤمن مصالح اقتصادية كبيرة للرأسماليين. بيدَ ان هذا التمييز العالمي الشامل في الدول الاسلامية والدول التي تسود فيها الاديان على الفعاليات والأنشطة الاجتماعية، لا يقف عند مستوى عدم المساواة في الأجور و المرتبات فحسب بل يصل الى صعيد الحياة الاجتماعية كافة، ويتم سلب ارادة المرأة وتصبح ضعيفة، ويجردها من انسانيتها، حيث لا يتم اعتماد شهادتها (في المحاكم) ولا تمنح ميراثها كإنسانة كاملة، أما فيما يتعلق بزواج واختيار شريك حياتها يتم التعامل معها كسلعة وانسانة ناقصة تستخدم في حالات زواج مختلفة كزواج المتعة وزواج المسيار والزواج السياحي و الزواج على اساس المهر المقدم والمؤخر، واذا خرجت المرأة عن مسار هذه القوانين والاعراف الاجتماعية والمتاجرة الرأسمالية يتم اتهامها بالأخلال لشرفها وشرف عائلتها، حينذاك أما ان تقتل أو ترجم بالحجارة او تجلد.
وفي ظل هذا النظام المجحف والطبقي، و من زاوية قوانين الاحوال الشخصية فان النساء في الدول الاسلامية يتم النظر اليهن كمصدر للجنس وتأمين المتعة للرجال فحسب. و على الصعيد العالمي يتم استخدام اجسادهن في السوق كسلعة للبغاء(بيع اجسادهن) والعرض والترويج والتسويق واظهارها كسلعة جنسية بهدف جمع ثروات وارباح أكبر لصالح الرأسمالية، ان استخدام جسد المرأة كسلعة واستخدامها لبغاء المتعة، نقطة سوداء ووصمة عار في جبين النظام الرأسمالي العالمي المعولم.
ان اسس ومتطلبات النظام الرأسمالي و قدسية الربح و الجشع اللامتناهي على المستوى العالمي والتي انتجت اللامساواة والتمييز الجنسي بين الرجل والمرأة تحافظ بدوره على هذا العرف الاجتماعي وتعيد انتاجه. على هذا الاساس وفي ظل القوانين والضغوطات الكثيرة تصبح المرأة ضحية هذه الاعراف المجتمعية البالية والمتخلفة، لذا فان الطبقة البرجوازية ومجتمعاتها المدنية في العالم أجمع، ومن ضمنها العراق وكوردستان، باتت تفتقر الى اي قدرة للتغيير او الأصلاح لصالح قضية المرأة وحقوقهن الاجتماعية والاقتصادية.
وفي هذا المنحى فان البرجوازية العالمية خطت خطواتها الاخيرة المتعلقة بحقوق المرأة، وحقوقها الفردية والمدنية وبالأخص الاقتصادية على مستوى العالم. عليه فإن النضال في سبيل تحقيق المساواة القانونية بين الرجال والنساء بشكلها القانوني مرهون ببروز الطبقة العاملة كقوة طبقية امام الرأسمالية. و الحرية والمساواة التامة في المجتمع، مرهونة بانتصار الثورة الطبقية للبروليتاريا وتأسيس مجتمع اشتراكي، حيث تصل المرأة كضرورة تاريخية الى عالم يسود فيه الحرية و المساواة الاجتماعية الحقيقية. يوم نضال المرأة، الثامن من مارس، يوم لانضمام الى مسيرة النضال الاشتراكي البروليتاري.
5 مارس 2021