الطبقة العاملة والتصدي لوباء كورونا
الاتجاه الماركسي المعاصر
الحوار المتمدن
-
العدد: 6539 - 2020 / 4 / 16 - 00:51
المحور:
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية
-أن الراسمالية الكبيرة منها والصغيرة، باعلامها، مثقفيها ومفكريها، متفقون بالاجماع بتغطية وتمرير أزمة الرأسمالية العالمية الخطيرة والتي عززها وعراها تفشي وباء كورونا. تلبست أزمة وباء كورونا لحذف وتسويف الحقيقة حتى تحول الوباء الى الوجه الظاهر لاخفاء الازمة الاقتصادية العميقة في العالم. وأن الوباء عمق الازمة بشكل كبير. وبعد الانتهاء من الوباء وتخفيف الازمة الاقتصادية، سوف يشهد المجتمع البشري ظهور توازن قوى جديد بين الدول الراسمالية الكبيرة، من جانب وتوازن قوى جديد بين البرجوازية والطبقة البروليتاريا من الجانب الاخر.
-ان وباء الكورونا فسح المجال للطبقة البرجوازية وكتابها المأجورين على الصعيد العالمي بمحوا الحدود بين طبقات المجتمع تحت عنوان "مصيرنا مشترك". حيث تستغل الاوضاع الحرجة التي يتغلب عليها الخوف والهلع وعدم الاستقرار. محاولة بهذه الكذبة كسر ارادة العمال والجماهير المحرومة، وعلى هذا الاساس حولوا حياة ومعيشة وصحة وضمان العمل الى شماعة لمصالحهم الطبقية والعمل على معالجة الازمة العميقة الراهنة بحلول ترقيعية للخروج منها. لقد اطلقت السلطة البرجوازية شعارها الواهي " البقاء في المنزل" الذي تسلحت به وهو شعار يمثل تملصها من مسؤوليتها وفشلها في تقديم الضمانات و الخدمات الصحية إزاء الوباء. ان البروباغندا السلطة البرجوازية واعلامها، سلك طريق التضليل من أجل تقويض وتحجيم وعي الجماهير ونضالهم واحتجاجاتهم ولافراغه من محتواه الطبقي المتصدي لجشعهم.
-الدول الرأسمالية رفعت الشعار "البقاء في البيت" في الوقت الذي لم يتوقف معظم عمال الشركات الانتاجية العملاقة والمؤسسات الخدمية والاسواق وقطاع الخدمات اللوجستية عن العمل منذ تفشي الوباء ولحد هذه اللحظة. مصانع الحديد والالمنيوم، الاسلحة والمعدات العسكرية، قطاعات الصحة والماء والكهرباء والطاقة و البناء والبلديات، النقل والمواصلات العامة، الموانئ ، القطاعات اللوجستية، الاستيراد والتصدير، اسواق المواد الغذائية والعشرات من القطاعات التجارية والصناعية الاخرى في جميع انحاء العالم. حيث يعمل العمال من دون ادنى اهتمام باوضاع الحجر الصحي والسلامة العامة للعاملين في تلك القطاعات. يضاف الى ذلك حين يطالب العمال بالرعاية والسلامة الصحية يواجهون التهديد و الرد بالطرد من العمل.
-وعلى هذا الاساس نرى بان اغلبية الطبقة العاملة والجماهير المحرومة في المجتمع هم مضطرين ان يخرجوا من بيوتهم, وان يتواجدوا في اماكن عملهم. لذلك يجب على الطبقة العاملة ان يكونوا منَظمين في اماكن عملهم كخطوة اولية، وان يرفعوا مطاليبهم المتمثلة بالضمان والتامين الصحي وجميع الاجراءات الصحية كمطلب عاجل وفوري ومحاولة لفرض المطاليب الاقتصادية والاجتماعية الاخرى. الخطوة الثانية تحويل هذه الاوضاع لتجسير و تهيئة واعداد لنضالات طبقية بعد أزمة الكورونا، خصوصا ان البرجوازية تلوُح ببطالة مئات الملايين من العمال.
-الطبقة العاملة و الطبقة البرجوازية في صراع طبقي مستمر، وفي خضم انتشار وباء كورونا، لكل منهما مصير مغاير تماما. تتمكن الطبقة العاملة من النهوض كقوة مقتدرة في المجتمع وتقوم بدورها في تحديد مسار المجتمع، عندما تقوم بتنظيم نفسها وتعد عدّتها للمواجهة. ان الحضور المؤثر للطبقة العاملة منذ بداية شهر المنصرم، في ايطاليا، اسبانيا، فرنسا،امريكا، كندا واليونان ماهو الا جزء يسر من احتجاجات هذه الطبقة، التي خرجت من تحت أبطء الحركة النقابية. وفي نفس الوقت بامكان العمال اللجوء الى وسائل نضالية اخرى في ادارة المحلات حيث اماكن معيشتهم، وتشكيل لجان المحلات، ولجان اخرى تقدم الخدمات الطوعية وربطها بتنظيم لجانهم. وعلى هذا الاساس تظهر شبكات واسعة من التنظيم بقيادة العمال على مستوى المدن الكبرى وهي مسألة عملية وامر ممكن و قابل للتحقيق وابراز اقتدارها لفرض مطاليبها في المجتمع. اذا كان ثمة حديث عن بريق امل امام المجتمع البشري، هذا الامل ينبع من هنا، من حركة الاحتجاجات الطبقة العاملة.
-إن الخلاص النهائي ومواجهة وباء كورونا وكل الاوبئة والمصائب الاخرى التي تواجها البشرية، يمر بالضرورة عبر القيام بالثورة العمالية. وتحررنا الى الابد من النظام الراسمالي، وتُأمن حياة انسانية امنة وعادلة و مرفهه. وفي حال مواجهة المجتمع البشري لأفات مرة اخرى سوف تخرج منها باقل خسارة ممكنة. وان تحقيق هذا المطلب غير ممكن في ظل النظام الراسمالي القائم، الذي تكون فيه صحة وامان الانسان قائمة على أساس الربح فقط.