أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 8301 - 2025 / 4 / 3 - 14:02
المحور:
الادارة و الاقتصاد
يؤشر هذا الإعلان على خطر إعادة خلط أوراق التجارة العالمية. في مساء الثاني من أبريل، وقع دونالد ترامب على مرسوم يقضي بإعادة فرض رسوم جمركية ضخمة على السلع الواردة إلى الولايات المتحدة. المغرب، الذي ليس من بين الدول الأكثر استهدافاً، لم يسلم من الضريبة، إذ ستخضع منتجاته من الآن لضريبة بنسبة 10% عند دخولها السوق الأميركية.
وأعلن البيت الأبيض، مساء الأربعاء، عن سلسلة من الزيادات في الرسوم الجمركية، التي بادر بها الرئيس دونالد ترامب، والتي ستدخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع. وهكذا سيتم فرض رسوم جمركية على جميع المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة بنسبة 10% على الأقل، اعتبارا من الساعة الرابعة ودقيقة فجرا بتوقيت جرينتش يوم 5 أبريل. ومن المقرر أن تستهدف الرسوم الإضافية المعززة، اعتبارا من 9 أبريل، بعض الشركاء الذين يعتبرون "معادين"، مثل الصين (34%) والاتحاد الأوروبي (20%) وفيتنام (46%) وكمبوديا (49%).
ومع ذلك، فإن المغرب، الذي لا توجد لديه أي نزاعات تجارية كبيرة مع واشنطن، كان من نصيبه معدل الضريبة الأدنى البالغ 10%، مثل بلدان أخرى في أفريقيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط. وهو إجراء من شأنه أن يؤدي إلى إضعاف بعض المصدرين المغاربة الذين يواجهون بالفعل تباطؤا في الطلب العالمي.
ما هي القطاعات المغربية المتضررة؟
رغم أن حجم الصادرات المغربية إلى الولايات المتحدة يظل متواضعا (حوالي 3.5 مليار درهم في عام 2023)، فإن بعض القطاعات الاستراتيجية قد تتأثر. وهذا هو الحال بشكل خاص في صناعة الأغذية، والمنسوجات، وحتى أجزاء السيارات - وهي القطاعات التي تتحرك بسرعة نحو الارتفاع وتتجه نحو التصدير.
ويقول خبير في التجارة الخارجية إن "هذه الضريبة تأتي في وقت يسعى فيه المصنعون المغاربة إلى تنويع أسواقهم خارج أوروبا". ورغم اتسام السوق الأمريكية بالتعقيد، إلا أنها تُعتبر فرصةً واعدةً. وقد يُعيق هذا الإجراء بعض خطط التأسيس أو التوسع.
التنفيذ الوشيك
يدخل القرار حيز التنفيذ قريبا: ابتداء من فجر غد الجمعة 5 أبريل (04:01 بتوقيت جرينتش)، ستطبق الضريبة الجديدة على جميع السلع القادمة من المغرب والدول الأخرى المدرجة. ولم يتم الإعلان عن أي إعفاءات قطاعية في هذه المرحلة.
خلف الكواليس، يتساءل بعض المشغلين المغاربة: هل يؤثر هذا القرار على خطط التوسع في السوق الأمريكية الشمالية؟ هل ينبغي لنا إعادة توجيه التدفقات نحو أوروبا أو أفريقيا؟
نحو تعزيز مناخ التجارة العالمية؟
على نطاق أوسع، من شأن هذا القرار أن يؤدي إلى إحياء التوترات التجارية على نطاق عالمي. ومع تباطؤ العولمة وإعادة تشكيل سلاسل التوريد، فإن هذا التحول في الأسعار يثير تساؤلات حول التوازنات الهشة أصلا.
بالنسبة إلى المغرب الذي يسعى إلى الاندماج في سلاسل القيمة العالمية مع ازدياد عدد اتفاقيات التجارة الحرة، فقد تغير الوضع للتو. ويبقى أن نرى ما إذا كان هذا الإجراء سيظل بمثابة انقلاب انتخابي أم مقدمة لعصر جديد من الحمائية.
عن:Boursenews
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟