نصوص اسلام المذاهب (4)

صفاء علي حميد

الحوار المتمدن-العدد: 8200 - 2024 / 12 / 23 - 17:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

النص (11)
عن إسحاق بن عمار قال: قال أبوعبدالله : من كان عاقلا كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنة. " الكافي / ج 1 / ص 11 "

تعليق :
لا اعلم لماذا الفقهاء لا ينظرون الى هذا النص وغيره من النصوص التي تعظم العقل ...؟

في سابق الازمان قام العلامة المجلسي في مرآة العقول بتضعيف هذا الحديث فقاموا بتضعيفه تبعاً له بسبب احد الرواة الذي روى وهو محمد بن حسان ولم يلتفتوا الى قول الصدوق فيه بانه ثقة واخذوا بقول غيره فالمهم عندهم هو التضعيف وكفى الله شرور العقل ومأسي ...!

لا النص رائع ولا يلتفت الى تضعيف سندة فالمتن قوي بما يكفي لاخذه والعمل به وتطبيقه حتى على الامور العقدية الاخروية المرتبطة بمصير العبد من الناحية الاعتقادية ...

التعقل والعقل متقدم عن الدين والتدين فلا يختلف ذلك من بلد لاخر او اي جنس ولا يتعلق الامر بالتمذهب والاديان فالمهم كل المهم هنا ان يكون المرء عاقلاً مدركاً لما فيه الخير والشر ويعمل وفق ذلك بالطريقة الصحيحة السليمة ...

عندها يكون متديناً ومن كان كذلك يدخل الجنة فلا معيار سوى العقل وليس مذهب او دين فالجنة مثوى العقلاء وليس المسلمين او النصارى واليهود ...!

النص (12)
عن أبي الجارود، عن أبي جعفر قال: إنما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا. " الكافي / ج 1 / ص 11 "

تعليق :
هذا نص تكميلي للنص الذي سبقه وهو دليل اخر على ان الله تعالى سوف يحاسب الناس على قدر العقول التي يمتلكونها وعليه مدار العقاب والثواب ...

فليس كثرة الصلاة او الصوم مع اهميتها مما يلتفت اليه بل العقل الذي يملكه بالدنيا هو المدار كما هو واضح وصريح بالنص اعلاه !

النص (13)
عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال: قلت لابي عبدالله : فلان من عبادته ودينه وفضله؟
فقال: كيف عقله؟
قلت: لا أدري،
فقال: إن الثواب على قدر العقل، إن رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزائز البحر، خضراء نضرة، كثيرة الشجر ظاهرة الماء وإن ملكا من الملائكة مر به فقال يا رب أرني ثواب عبدك هذا، فأراه الله [تعالى] ذلك، فاستقله الملك، فأوحى الله [تعالى] إليه: أن اصحبه فأتاه الملك في صوره إنسي .
فقال له: من أنت؟
قال: أنا رجل عابد بلغني مكانك وعبادتك في هذا المكان فأتيتك لاعبدالله معك، فكان معه يومه ذلك فلما أصبح قال له الملك: إن مكانك لنزه، وما يصلح إلا للعبادة،
فقال له العابد: إن لمكاننا هذا عيبا
فقال له: وما هو؟
قال: ليس لربنا بهيمة فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع، فإن هذا الحشيش يضيع، فقال له [ذلك] الملك: وما لربك حمار؟
فقال: لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش، فأوحى الله إلى الملك: إنما اثيبه على قدر عقله. " الكافي / ج 1 / ص 12 "

تعليق :
مع الاسف الشديد الناس انذاك شغلوا الائمة بأمور تافهة واسئلة شخصانية قد حرموا الأمة من علوم كانت ستغير وجه العلم والحقيقة ...

عموماً هذا هو حالنا وهذا ما وصل الينا بحمد الله ونشكره عليه مع ما فيه من العلل والتنافض والتنافي وعدم الاستقامة ...

الثواب على قدر العقل بهذه الجملة ختم الامام قول الله تعالى للملك الذي احب ان يرى مدى عقلية ذلك العابد ... ومع انه كان عابداً كثير الصلاة والصيام الا انه كان جاهلاً لم يستخدم عقله حتى وصل به الحال ان يعتقد ان الله ليس له حمار وان الحشيش لا فائدة منه سوى اطعام الحمير بها ...!

مثل ذلك العابد كمثل الفقهاء الذين كانوا يعتقدون ان نظام البعث وصدام لا يمكن ازالته والتخلص منه فراحوا يلهثون خلفه ويلمعون صورته ... الا ان اراده الله جاءت من خلال امريكا لتخلص الشعب منه ومن شره !

كانوا ولم يزالوا بعقلية عابد بني اسرائيل لا يفقهون من الدين سوى العبادات ولا يهتمون الا بها بينما الله يريد منهم عقلاء ينفعون ابناء بلدهم ولا يعتقدون مثله ان الحشيش خلق فقط للحمير ...؟!

بل الله خلق هذا الكون الفسيح وما فيه من اجل تسخيرة في خدمة الانسان والاستفادة المطلقة الصحيحة منه والله العالم ...!

النص (14)
قال رسول الله : إذا بلغكم عن رجل حسن حال فانظروا في حسن عقله، فإنما يجازي بعقله . " الكافي / ج 1 / ص 12 "

تعليق :
هذا ليس نصاً فحسب بل هو قاعدة يمكن لنا الاعتماد عليها وتطبيقها على سيرة الرجال في الماضي واحوالنا واحوال من حولنا في الحاضر والمستقبل ...!

النظر الى عقلية الانسان الذي امامنا هو الميزان الصحيح لمعرفة حاله وسائر اموره وكذلك الى نفوسنا واحوالنا فهذا هو المدار وليس غيره ..!

وللمازندراني كلام مفيد حول هذا النص اذ يقول بالحرف الواحد [ إذا بلغكم عن رجل حسن حال من فعل الصلاة والزكاة والصيام والحج والصدقات وغيرها من الأعمال الدينية والدنيوية ( فانظروا في حسن عقله ) فان وجدتم عقله على وجه الكمال فاعلموا أن أعماله أيضاً على وجه الكمال وأن الثواب المترتيب علميها على وجه الكمال .

وإن وجدتم عقلـــه ناقصاً فاعلموا أن جميع ذلك ناقص فلا تغتروا بحسن أعماله وأفعاله واستقامة أحواله ظاهراً ولا تحكموا بمجرد ذلك على صحة عقيدته و سلامة قلبه وكمال عمله و ثوابه بل انظروا أولاً في حسن عقله وكمال جوهره ( فانما يجازى بعقله ) أي بقدر عقله وللعقل مراتب متفاوتة تفاوتاً فاحشاً وهو أصل العبادة وأساسها كما قال الصادق : العبادة حسن النية من الوجوه التي يطاع الله منها .

وظاهر أن ذلك لا يحصل بدون العقل ففضل العبادة وكمال ثوابها بقدر فضل العقل وكماله ، وفيه دلالة على أن ثواب العالم أفضل من ثواب الجاهل و إن كان الجاهل أعبد منه ، وعلى اختبار حال الشاهد والراوي وكل مخبر و إن كانت أحوالهم حسنة بحسب الظاهر " ( شرح الكافي / ج 1 / ص 95 ) ...

#صفاء_علي_حميد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات