شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8171 - 2024 / 11 / 24 - 10:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تكن تلك إلا بداية القصة الكورية. فبعد توقيع المعاهدة بستة أيام فحسب، طالبت روسيا وفرنسا وبريطانيا اليابان التخلي عن شبه جزيرة لياودونغ، فالدول الثلاث كانت لها مصلحة مشتركة مع الصين، بعد عقود من انتهاء "حرب الأفيون" مع بريطانيا، ورغبة روسيا نشر سكك حديد عبر منشوريا الصينية نحو سيبيريا، فيما كان نشر الكاثوليكية في كوريا يغري الفرنسيين.
بناء على ذلك، طلبت الملكة الكورية "مين" دعم روسيا لكسر النفوذ الياباني، فاغتالها الحاكم الياباني "ميورا جورو"، فلجأ زوجها الملك إلى مقر البعثة الروسية. وحدثت الحرب اليابانية -الروسية خلال عقد، هيمنت روسيا على كوريا سياسيا، لكن ذلك كان سببا لاندلاع الحرب اليابانية/ الروسية بعد أقل من عقد. كانت كوريا مسرحا لتلك الحرب الطاحنة وانقسم الكوريون بسببها: فأكثر من ربع مليون كوري عملوا مع القوات اليابانية، آملين في أن تكون التحولات التحديثية والعلاقات الممتازة التي تجمع اليابان بدول الغرب لصالح نهضتهم مستقبلا، لينهوا البنية السياسية/ الدينية التقليدية. في المقابل، رهن المرتبطون والموالون للنظام الملكي والعادات الدينية التقليدية، مستقبلهم مع النفوذ الروسي. انتهت الحرب لصالح اليابان، وصارت كوريا محمية تابعة لها.
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟