|
المغرب : هل سلم الملك محمد السادس استقالته للرئيس الفرنسي ، أم أقاله هذا الأخير؟
علي لهروشي
كاتب
(Ali Lahrouchi)
الحوار المتمدن-العدد: 8170 - 2024 / 11 / 23 - 09:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد سبق لي و أن نشرت تدوينة عبر الفايسبوك تحت عنوان " الرئيس الفرنسي يتحول إلى ملك الموت بالمغرب " حيث أنه هو الذي يسهر شخصيا على نقل سلطة العرش بالمغرب من ملك مريض ، أو ميت إلى ولي عهده ، و ذلك لما تتوفر عليه فرنسا من سلطة على المغرب عامة ، و على الملكية خاصة ، فلا أحد يجهل أو يتجاهل أن فرنسا قد عملت من قبل تحت صك أو قانون الحماية على توجيه ، وتدريب ، وتعليم ، وترويض ، وتربية ، واحتضان ، وحماية الملكية بالمغرب ، كلفها ذلك بالطبع تكلفة باهضة من الأرواح ، والعتاد و الأموال ، والمجهودات ، والأتعاب في مواجهتها المسلحة للمقاومين ، وجيش التحرير المغربي ، إلا أنها أي فرنسا لم تقم بكل ذلك من أجل سواد عيون الملكية ، بل من أجل أستعادة ديونها بأضعاف الأضعاف ، وهو ما جعلها تفرض على الملكية إملاءات ، ومُعاهدات ، واتفاقيات منها ماهو علني ، ومنها ما هو سري ، لا يعرفه سوى الملكية و فرنسا على حد سواء ، ويبقى الهدف الأساسي من كل ذلك هو ضمان مصالح فرنسا بالمغرب ، لما تجنيه ، و تحصده من أرباح و مداخيل ، ومنافع ، مقابل دعمها ، و حفاظها ، وحمايتها لعرش الملكية من الزوال. فعندما كان المجرم السفاح الحسن الثاني على سرير الموت في لحظاته الأخيرة ، بعدما علم من الأطباء الساهرين على مُراقبة ، و مُواكبة صحته على أنه سيُودع لا محالة ، إذ لم يعد ينفع مع مرضه الخبيث لا دواء ، و لا دُعاء ، لا علم ، و لا خرافة ، لا سحر ، و لا تطبيب ، فقد لجأ على التو إلى فرنسا التي تحمي عرشه من الزوال ، ليس لعلاجه ، أو لإنقاذه من الموت ، و الفناء ، لأنها بنفسها عاجزة عن تحقيق ذلك. لقد أتى على عجل بالرئيس الفرنسي الراحل " جاك شيراك " إلى القصر الملكي للسهر على ترتيب البيت الداخلي في السر ، و القيام بالإجراءات ، واللقاءات الماراطونية مع الأمراء ، و الأميرات من أجل توحيد صفهم خلف من سيتولى العرش بعد وفاة الملك المجرم أنذاك . و قد كان الأمير " هشام العلوي " الملقب بالأمير الأحمر في خلاف مع عمه " الحسن الثاني " الممدد فوق سرير الموت ، و هو ما ادى بالرئيس الفرنسي " جاك شراك " إلى دعوة هذا الأخير إلى فرنسا قادما إليها من أمريكا حيث يُقيم ، و تم إقناعه ، و الاتفاق على مُوافقة هذا الأمير على تولي إبن عمه " محمد السادس " كرسي العرش ، و العمل على مُبايعته ، وهو الأمر الذي حصل مُباشرة بعد دفن جثة " الحسن الثاني " المقبور ، حيث حضر الأمير الأحمر إلى المغرب لتقديم البيعة ، وحضور مراسيمها ، و قد استمرت تلك اللقاءات بين كل من الرئيس الفرنسي " جاك شيراك " و بين و الأمراء ، و الأميرات ، سواءا بشكل جماعي أو بشكل فردي بغرض استتباب الأمن ، و الاستقرار للعرش العلوي ، ناهيك عن الدور الفرنسي في الوقوف ضد الخطر الذي كان يشكله أنذاك المدعو " هشام المنضري " إبن المقبور " الحسن الثاني " الغير معترف به على العرش العلوي ، و الذي تمت تصفيته في حينه بإسبانيا ، لإزالة المتاريس ، و العراقيل ، و الحواجز ، و الصعوبات أمام استمرار الحكم العلوي بالمغرب تحت قيادة الملك المفترس محمد السادس ، الذي روج له الفرنسيون أنفسهم على أنه ملك الفقراء ، وملك المعوزين ، و المعاقين ، و ملك المصالحة ، و ملك مغرب النفط و الغاز ، و البترودولار... و... و... و... و ما إلى غير ذلك من تراهات ، و إفتراءات ، وإشاعات مُغرضة ، الهدف منها تدجين ، وتنويم ، وتخدير المغاربة. حيث أن تلك اللقاءات ، و المشاورات التي يسهر عليها الرئيس الفرنسي شخصيا تتخللها المصادقة على اتفاقيات ، و قطع وُعود ، وإجراء صفقات مالية ، و عُمرانية ، و تجارية ، و سُلطوية ، وتوزيع الثروة ، و المهام ، و الأدوار بين تلك الأفراد أي النخبة الحاكمة المتكونة من الأمراء و الأميرات ، لتجنب أي إنزلاق نحو الخلاف ، و الإختلاف فيما بينهما المؤدي إلى الصراع ، و المواجهة بين أفراد هذه النجبة ، مما قد يتسبب في ضياع ، و فقدان العرش العلوي ، و بالتالي فقدان ، وضياع مصالح فرنسا بالمغرب ، من هنا يحضر الرئيس الفرنسي كلما اقتربت نهاية الملك للسهر شخصيا على جمع الأمراء ، و الأميرات على طاولة واحدة ، وعلى كلمة واحدة ، تحت إجراء واحد ، ألا وهو الإتفاق على من سيتولى كرسي العرش بعد دفن جثة الملك المريض ، الذي ينتظر الموت ، و العمل مباشرة على ترويض ، و التسويق لمن سيتولى الجلوس على كرسي العرش ، وذلك بتسخير الإعلام المغربي المنعدم التجربة أساسا في مواجهته ، وبحثه عن الحقيقة ، والعاجز عن النبش في الأمر ، و الفاقد للمصداقية ، ثم حشر بعض الأبواق الإنتهازية الفرنسية للترويج ، و تسيريب ، و نشر صور ، ولقاءات ، و مقالات ، و فبركة حكايات ، و قصص خيالية ، الهدف الأساسي من وراءها هو تحسين صورة من سيتولى كرسي العرش ، و العمل من خلال الإعلام ، و بعض المؤسسات الدولية التي تهيمن عليها فرنسا ببرمجة ، و تخزين كل تلك الصور ، و المقالات ، و الحكايات في عقول المغاربة ، والدفع بهم لتقبل الأمر ، والترحيب بالملك الجديد على أنه المفتاح ، والحل لكل مشاكلهم ، والعمل بذلك على تهميش ، و مسح ، ومحو كل الأفكار ، أو الدعوات ، أو النداءات ، أو النضالات ، أو التحركات التي بإمكانها أن تمس بكرسي العرش عبر الانتفاضة الشعبية ، و الدعوة للقيام بالثورة ضد الملكية. ذلك هو مضمون زيارة الرئيس الفرنسي الأخيرة " إمانويل ماكرون " للمغرب ، فمهما كبر الوفد المرافق له ، ومهما ضخمت وسائل الإعلام من هنا و هناك ، ونشرت على أن هدف الزيارة هو التطرق ، وحل المشاكل الديبلوماسية ، والسياسية ، و عقد تصالح بين المغرب و فرنسا ، التي شابتها خلافات على إثر استعمال المغرب لبرنامج "بيكاسوس " الاسرائيلي للتجسس ، و التنصت ، و مراقبة المسؤولين الفرنسيين عن بعد ، و على رأسهم الرئيس الفرنسي نفسه ، ثم الإشارة إلى أن تلك الزيارة نتج عنها عقد اتفاقيات اقتصادية ، و تجارية عبر إجراء صفقات مختلفة بين المغرب و فرنسا ، مع العلم أن فرنسا لا تحتاج لعقد اتفاقيات جديدة ، لكونها تُهيمن عن اتفاقياتها المسبقة مع المغرب لنهب خيراته ، وثرواته ، والتحكم في مستقبله منذ عقد اتفاقيات الحماية الفرنسية مع العرش العلوي بالمغرب منذ سنة 1912 م . إلا أن الأمر الخفي في تلك الزيارة هو عمل فرنسا على ترتيب البيت الداخلي للقصر الملكي ، وتهيء الأجواء لما بعد حكم الملك المفترس " محمد السادس " ، الذي سيودع قريبا لما يعانيه من أمراض مزمنة ، خطيرة ، أو قد يكون تم إجباره من قبل الرئيس الفرنسي على تقديم استقالته لولي عرشه " الحسن الثالث " لعجزه عن تسيير الشأن بالمغرب ، كما انهيت تدوينتي بأن الأيام القادمة هي التي ستبين ذلك ، و ها هي الأيام بدأت بسرعة ، تبين ، و تكشف عن هذه الحقائق ، حيث استقبل الشاب المراهق " الحسن الثالث " رئيس أقوى دولة في العالم ، و هو الرئيس الصيني ، في غياب الملك المفترس ، المريض ، و المعتوه ، و السكير ، و المتصكع ، و الشاذ " محمد السادس " ، وهو ما جعلني أتسائل: هل سلم استقالته للرئيس الفرنسي ، أم أقاله هذا الأخير من كرسي العرش؟ أمستردام
#علي_لهروشي (هاشتاغ)
Ali_Lahrouchi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاستقالات المتتوالية قد يُعجل بإسقاط الحكومة الهولندية
-
الاستقالات المُتتالية قد تُعجل بإسقاط الحكومة الهولندية
-
هولندا : أحداث أمستردام و مُخططات اللوبي الصهيوني إلى أين ؟
-
حسن نصر الله ليس شيعيا إسلاميا فقط ، بل مناهضا للصهيونية و ا
...
-
التنسيق الفرنسي ، الإسرائيلي ، المغربي ، الإماراتي ضد الجزائ
...
-
المغرب : إغتيال طبيب عسكري جريمة أخرى تنضاف إلى جرائم الديكت
...
-
أين أنتم يا حكام العرب والمسلمين ممّا يجري بفلسطين؟
-
تنبيه هام : الظاهر و الخفي وراء منح الجنسية الهولندية لإسرائ
...
-
المحرقة الإسرائلية ضد فلسطين و صمت العالم إلى أين ؟
-
المغرب و الصهيونية : إلهاء الشعب بتنظيم كأس العالم 2030 لكرة
...
-
إعتبار وزير الخارجية المغربي المقاومة الفليسطينية إرهابا ، ي
...
-
قرار برلمان الاتحاد الأوروبي ضد المغرب يُعري عن عملاء الديكت
...
-
نجاح القمة العربية بالجزائر ، وفشل خطة المغرب و الصهاينة
-
مخططات المغرب لإفشال قمة الجامعة العربية المزمع عقدها بالجزا
...
-
رسالة إلى فلادمير بوتين : للأسف أتيت متأخرا لتحارب الصهيونية
...
-
أمين عام حزب الله -حسن نصر الله - مر من هنا!
-
المغرب :حكم الملكية الديكتاتورية المطلق والنضال لإحياء جمهور
...
-
المغرب من المقاومة إلى الماسونية.
-
وفاء الجزائر للقضية الفليسطينية وتخاذل الديكتاتورية الحاكمة
...
-
المغرب : الديكتاتورية العلوية وانفجار البركان الشعبي الغاضب.
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|