أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - لماذا تعمد الشيخ نعيم قاسم عدم الربط الصريح بين لبنان وفلسطين؟؟















المزيد.....

لماذا تعمد الشيخ نعيم قاسم عدم الربط الصريح بين لبنان وفلسطين؟؟


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 20:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الطبيعي ان تمتنع اطراف اي مفاوضات لم تصل بعد الى نهاياتها عن الادلاء بتصريحات او تلميحات من شأنها ان تعرقلها او تطيح بها وان تلجأ في افضل الحالات الى انتقاء كلماتها ومصطلحاتها للاخبار عنها، من تلك التي تنطوي على ما يسمى بالغموض البناء، كما فعل امس الامين العام لحزب الله نعيم قاسم في كلمته التي تأخرت عن موعدها السابق بنحو 24 ساعة تزامنت مع ما توارد من انباء عن احراز بعض النجاحات في مفاوضات وقف الحرب، غير ان هذا الغموض لا يحول دائما دون كشف النقاب سواء عن نوايا اطراف التفاوض او عن ما وصلت اليه من نتائج، فما الذي قصده نعيم قاسم من وراء هذا الغموض المتعمد؟؟.
فما لفت في كلمة الامين العام لحزب الله قوله في معرض حديثه عن توقعاته بشأن ما قد تؤول اليه هذه المفاوضات من نتائج قوله: ليكن معلوما تفاوضنا تحت سقفين، سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل والسقف الثاني حفظ السيادة اللبنانية، دون اي اشارة للحرب في قطاع غزة، وهو ما تلقفته وسائل الاعلام الاسرائيلية وبعض الجهات الرسمية للايحاء بنجاح اسرائيل في ارغام حزب الله على قبول الانفصال عن غزة، بيد ان ذلك قد لا يستقيم واستخدامه لعبارة وقف العدوان بشكل كامل وشامل، وهي نفس العبارة التي كان يستخدمها الشهيد الشيخ حسن نصر الله عندما كان يتحدث عن محاولات بعض الجهات الاقليمية والدولية لترتيب وقف لاطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، حيث كان يشدد على استحالة ذلك ما لم يتم وقف العدوان بشكل كامل وان القرار في ذلك متروك لغزة في ان تقبل او ترفض، مما يرجح احتمالات الاستمرار في المحافظة على ما يسمى بوحدة الساحات، وان امتناع قاسم عن الافصاح عن ذلك قد يعود لحرصه على عدم اثارة ضوضاء حول سير المفاوضات بالاضافة الى حسابات تتعلق بالداخل اللبناني.
ولكون هذا مجرد احتمال، فان ذلك لا يمنع من اثارة الاحتمال المقابل عن امكانية قبول حزب الله بالفصل بين الساحات، وتكرار نفس الخطأ الذي ارتكبه عندما انخرط في المواجهة مع اسرائيل بعد يوم واحد من هجوم حماس في السابع من اكتوبر على مواقع ومستوطنات اسرائيل في المناطق الحدودية تحت مسمى جبهة الاسناد، الذي اعتقد حزب الله مخطئا انه من خلالها يمكن له اصابة عصفورين بحجر واحد بأقل الاثمان، اي تحقيق كسب شعبي واسع ومصداقية اضافية على انه الجهة العربية الوحيدة التي ساندت فلسطين بالفعل والدم لا بالقول والشعارات ويثبت نفسه ومعه ايران كلاعب اساسي في شؤون الاقليم، حيث بين سير الاحداث لاحقا ان لا جدوى لتأكيدات الشيخ الشهيد المتكررة ورسائله المعادة عن محدودية الدور الذي سيقوم به حزب الله وان جبهة الشمال لا تتعدو كونها جبهة اسناد ليس الا، في ثني اسرائيل عن المضي في محاولة تحقيق اهدافها الاقليمية، والتي اتضح جليا ان حزب الله ولبنان احدها وربما احد اهمها، اذ بعد نحو عام من حرب الابادة الوحشية التي شنتها اسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة ومخيمات وقرى الضفة الغربية، وبعد ان اطمأنت لمحدودية الاداء الفلسطيني في حالة نشوب حرب اقليمية واسعة، اتجهت نحو حزب الله بقوة ضاربة كانت معدة التصميم مسبقا ومبيتة الاهداف، تمخضت نتائج مأساوية في صفوفه كان من بينها اغتيال الامين العام لحزب الله رفقة عدد كببر من قادة الحزب السياسيين والعسكريين ومواقع القيادة والسيطرة، بعد هجوم منسق طال الصف القيادي الوسيط به من خلال حملة البيجر التي ولا شك انها اصابة الحزب بالعمى وافقدته القدرة على التواصل والتنسيق في فترة حرجة ولايام ليست قليلة في حسابات زمن الحرب.
واليوم وهي حقيقة لا بد من التأكيد عليها وهي ان اسرائيل التي راكمت عددا كبيرا من الانجازات التكتيكية دون ان تحرز نصرا استراتيجيا وفي سبيل السعي لتحقيقه، فانها تتجه لتبريد جبهة المواجهة في الشمال قبل الاستعداد لشن هجومها الواسع والنهائي على ايران للتخلص من برنامجها النووي بعد ان الحقت اضرارا فادحة ببرنامجها الصاروخي البالستي خلال ردها الاخير والذي تمكنت خلاله ايضا وفقا لادعاءات اسرائيل من تحييد دفاعاتها الجوية وفتح المجال الجوي الايراني لحرية حركة الطيران الحربي الاسرائيلي.
وعلى هذا الصعيد بالذات فان ايران لا تكرر هي الاخرى نفس خطأ تأجيل الرد على اغتيال الشهيدين فؤاد شكر واسماعيل هنية ولاحقا نصر الله ورفاقه، بل تقع في فخ وشراك التحيل الامريكي الاسرائيلي، اذ تقود نيابة عن العرب مفاوضات وقف الحرب على الجبهة الشمالية في محاولة ليست واقعية لانقاذ حزب الله قبل الانزلاق الى حرب استنزاف طويلة الامد ستكون معالجة اثارها مكلفة جدا ان قيض لها ان تبقى وتشارك فيها، حيث المرجح وربما المؤكد ان ايران تساهم من حيث لا تدري في تهئية المسرح لقيام اسرائيل وبدعم وطلب امريكي لتدمير برنامجها النووي والاطاحة لاحقا بالنظام الذي سيكون متاحا اكثر خلال ولاية ترمب المقبلة.
فقد أبلغ السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام قبل عدة ايام فقط، رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بأن "يفعل ما يجب فعله" لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وفق ما قال متحدث باسم غراهام لموقع "أكسيوس"، واضاف في بيان اصدره في اعقاب اجتماع له مع نتنياهو ووزيره للدفاع كاتس السبت الماضي إنه "لم يكن قلقا أبدا بشأن النووي الإيراني أكثر من الآن". وان "من مصلحة الولايات المتحدة أن تضمن عدم امتلاك النظام الإيراني لسلاح نووي. وكانت صحيفة نيورك تايمز قد نقلت عن نفسى هذا السيناتور الذي طالب بقصف غزة بالنووي، نقلت عنه أثناء إحدى المكالمات التي اجراها ترمب مع نتنياهو خلال حملته الانتخابية قوله: "لم يخبره (ترامب لنتنياهو) بما يجب القيام به عسكريا، لكنه أعرب عن إعجابه بعملية أجهزة البيجر" في اشارة واضحة منذ البداية لتأييد كل ما تقدم عليه اسرائيل في الاقليم.
وما يزيد من احتمالات تشجيع ادارة ترمب حكومة اليمين الصهيوني المتطرف للقيام بالتخلص من النووي الايراني، هو ما ذهبت اليه الميديا الامريكية في التركيز على امكانية ترشيح ترمب لجائزة نوابل للسلام، وفي تفسيرها لتأكيداته في انه سوف لن يشعل الحروب بل سيعمل على انهائها واحلال السلام في العالم، بمعنى ان ترمب لا يريد ان يدخل البيت الابيض الا وقد حققت الادارة الامريكية كافة اهدافها على الصعيد الدولي وان فترة حكمه ستكون للاستثمار الهادئ في تلك الاهداف سواء في الشرق الوسط او في الحرب الروسية الاوكرانية التي شهدت هي الاخرى تصعيدا نوعيا اذ سمحت ادارة بايدن لزيلينسكي باستهداف العمق الروسي بصواريخ امريكية الصنع في تحد صارخ للتعديلات الاخيرة في العقيدة النووية الروسية.
لهذه الاعتبارات فان قفز نعيم قاسم عن الربط الصريح بين وقف اطلاق النار على الجبهة الشمالية ووقف الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، ان تجاوز حسابات عدم التشويش على سير المفاوضات وعدم اثارة بعض مكونات الداخل اللبناني، وتبين انه قبول للضغط الامريكي الاسرائيلي، او اعتقاد ساذج لحماية حزب الله للجولة القادمة من الحرب او حماية ايران التي ترعى هذه المفاوضات، فان ذلك سيكون النهاية الحتمية للحزب ولايران النووية ونظام الحكم فيها، اذ ان اسرائيل واليمين الصهيوتي خاصة لن يفوت هذه الفرصة التاريخية للبدء في تنفيذ مخطط اسرائيل الكبرى الذي لم يعد شعارا بعيد المنال بل حقيقة واقعية يمنحها امكانية التحقق الانهيار الشامل ليس فقط لهيكلية النظام الاقليمي العربي بل ولكل قيمه حيث لن يكون هناك معنى لمفاهيم الدين والوطن والسيادة وغيرها من مفاهيم انتماء الامة لمكونات العصر.

هاني الروسان/ استاذ الاعلام والجيوبوليتيك في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يكون ترمب فلسطينيا او عربيا او ايرانيا.
- ترامب-الجديد-: استراتيجية بيع القوة وتغيراسس التحالفات الدول ...
- التسريبات الامنية: بناء اسرائيل الجديدة والسيطرة على الاقليم ...
- السياقات الترجيحية لرد اسرائيلي حاسم
- المواجهة الايرانية مع اسرلئيل والولايات المتحدة بين خطابين
- اسرائيل في الاستراتيجية الامريكية: من قيادة تحالف امني اقليم ...
- هل ما زالت امام ايران فرصة ؟؟؟
- دول الاعتدال العربي ووهم الاهمية: التوقيع على فصل الجبهة الش ...
- الصاروخ اليمني واعادة طرح الاسئلة
- الرد الايراني بعد البيان الامريكي القطري المصري
- الرد الايراني لن يكترث بمتلازمة الحرب الاقليمية
- هل سيستغل نتنياهو صاروخ مجدل شمس ؟
- هل سينهي تفعيل المجابهة في المتوسط الحرب على غزة؟
- انهيار ثقافة التعالي الصهيوني وراء العنف الوحشي على غزة
- هل يطيح اليمين الاسرائيلي بالدولة؟؟
- بعد موافقة حماس هل سترغم واشنطن اسرائيل على وقف الحرب؟؟
- اصرار واشنطن على وقف اطلاق النار وحدود المغايرة في الاستراتي ...
- الرد الايراني ولو بالذهاب الى حافة الهاوية
- وقف اطلاق النار وترتيب المنهزمين
- ما لا يمكن لواشنطن استدراكه بعد قرار وقف إطلاق النار


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - لماذا تعمد الشيخ نعيم قاسم عدم الربط الصريح بين لبنان وفلسطين؟؟