أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - عن الاقتصاد وهزائم المواطن وانتصار الحكومات














المزيد.....


عن الاقتصاد وهزائم المواطن وانتصار الحكومات


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8154 - 2024 / 11 / 7 - 14:23
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


عندما تسألُ عراقيّاً (في الغالبِ الأعَمّ): هل تُفضِّل أن يرتفع معدّل التضخّم بنسبة 10% بسبب الفشل الحكومي في ادارة الشأن الاقتصادي، أم تُفضّل قيام الحكومة بزيادة راتبك بنسبة 5% لمواجهة الارتفاع العام في الأسعار.. فإنّه سيُفضِّل زيادة الراتب، ولو كان ذلك بنسبة أقل من خفض معدلات التضخّم.. بل أنّهُ قد ينظر إلى هذا الاجراء وكأنّهُ "انجاز" اقتصادي حكومي يهدف لمساعدة "ذوي الدخل المحدود".
لا يُعيرُ معظم العراقيّين أهميّة تُذكَر لـ "مُعدّلات التضخّم"، وتأثيرها على دخولهم "الحقيقية"، ومستويات معيشتهم، بل أنّهم لا يعرفونَ أصلاً كم تبلغ هذه "المُعدّلات"، وما هي تداعياتها السلبية عليهم.. ولا يُتابِعون مقدار التغيّر الذي يطرأ عليها بين وقتٍ وآخر، لكي يتمكنّوا من بناء موقف "سياسي" (مُعارِض، أو مُؤيّد) للحكومات.
ما يهمّهم هو مقدار الراتب.. أو دخولهم "النقدية" فقط.
لا يُدرِك معظم العراقيّين أنّ "التضخم" هذا هو ضريبة "ضمنية" تفرضها الحكومة من خلال تغاضيها عن معدلات مرتفعة للتضخّم.. فيقبل المواطن بدفع ضريبة تضخّم "ضمنية" قدرها 10% من راتبه، مقابل زيادة هذا الراتب بنسبة 5%..
الحكومات العراقيّة المُتعاقِبة (ومنذ عقود تمتدّ إلى ما قبل 2003) سعيدة جدّاً بهذا "الإدراك" المتواضع للمواطن بصدد طريقة احتسابه لراتبه بالدنانير (وهذا هو معيار دخله النقدي)، وما يمكن لهُ أن يشتريه بهذا الراتب من سلع وخدمات (وهذا هو معيار دخله الحقيقي).
ما يعانيه غيرُ الموظفين الحكوميّين من التضخّم، هو الأقسى، والأكثر مرارة.
ارتفاع معدّل التضخم في مدة رئاسة جو بايدن، كانت السبب الرئيس وراء هزيمة الديموقراطيّين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وفوز الجمهوري دونالد ترامب.
أمّا لدينا، فإنّ الفشل في ادارة الاقتصاد، لم يتسبّب يوماً في "هزيمة" أيّةِ حكومة، ولن يؤدّي أبداً إلى الإقرار (والاقتناع) بأنّ الشأن الاقتصادي هو السبب الرئيس في "هزيمة" الحكومات.
بوجود عائدات صادرات النفط "الخام"، فإن سبب "الهزائم" الدائم سيكون "سياسيّاً" (نتيجة الخلاف، أو الصراع، حول كيفيّة تقاسُم العائدات)، وليس اقتصاديّاً (بسبب عدم استخدام وتخصيص هذه العائدات بشكلٍ كفوء)، اللهمّ إلاّ إذا "خانت" العائدات النفطية "ماليّة" الحكومة، وعجزت هذه الأخيرة عن دفع رواتبها، و"مكرماتها" السخيّةِ للمستفيدين.
يكفي الحكومة في العراق أن تتخّذ قراراً بزيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين ورواتب الحماية الاجتماعية، ولو بنسبة أقلّ بكثير من معدلات التضخم القائمة (أو المٌتوقّعة)، وبغضّ النظر عن مصادر تمويل هذه "الزيادات".. لكي تكون أفضل حكومة في هذا العالم، وسيكونُ معظم العراقيّينَ مستعدّينَ لتجديد "الولاية" لها لألفِ عام.
أمّا ماذا سيحلُّ بالبلد (بشكل عام)، وبالاقتصاد (بشكلِ خاصّ)، بما في ذلك مستوى النشاط الاقتصادي لأصحاب الدخل المحدود من غير الموظفين، فهذا أمرٌ لا قيمة له.
امنحني "توظيفاً" حكوميّا، وقم بزيادة راتبي النقدي (الوظيفي والتقاعدي وراتب الحماية الاجتماعيّة)، وحقّق انجازاً سياسيّاً- شعبويّا في الأجل القصير.. وليذهب كلُّ شيءٍ في الأجل الطويل (بما فيه العراق ذاته) إلى الجحيم.
نحنُ نعيشُ (خلافاً لكلّ شعوبِ وحكومات الأرض) لـهذا "الأجلِ القصير" فقط..
أمّا "متطلبات" و "التزامات" و "حقائق" الأجل الطويل على الأرض، وتداعياتها الكارثيّة علينا وعلى بلدنا، فلا معنى لها لدينا.. لأنّنا.. كُلّنا.. حاكِمينَ ومحكومين، سنكونُ "موتى" في ذلكَ الأجل الطويل.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنانُ الحُلوُ وفيروز، ولا شيءَ آخر
- الدولة والتنظيمات الثوريّة - العقائديّة: اشكاليّة تحديد معاي ...
- عن موزارتِ الميّتِ في المدينةِ والناس
- استراتيجيّةُ الحِفاظِ على ما تبقّى
- الحروبُ المُشينةُ في بلاد العرب
- انشغالات عميقة.. ليس من بينها الحرب
- لا أحدَ ولا شيء.. سوف يأتي
- أتشفّى بكِ الآن من كُلّ قلبي
- اللهُ سيدتي الصغيرةِ.. الله
- عُد إلى البيتِ يا سيّءَ الحظِّ جدّاً
- كيسٌ صغيرٌ من الجِبْسِ الفاسد
- أوّلُ النهرِ.. آخرُ السور
- دفاترُ الحرب 3 : مقاطع من يوميات جنديّ مُسِنّ، من بقايا الحر ...
- حكايةُ الجماعة في هذه الجُمعة وفي كُلّ جُمعة
- نوحُ على الشاطيء.. ينتظرُ العائلة
- تارا التي لا تُحِبُّ الجنود
- دفاترُ الوقتِ طويل الأجل (2)
- أنا و يوسفُ الأسى وخلاصةُ خذلاني
- كَهفٌ واسعٌ لقلبي القديم
- انتِفاخ وتلاشي الفُقاعة العقارية في العراق(2021-2024)


المزيد.....




- تحديث لحظي..سعر الذهب اليوم في مصر وأسعار سبائك BTC
- بلومبيرغ: رسوم ترامب الجمركية ستحدث ألما كبيرا لشركات السيار ...
- بوينغ تستأنف إنتاج الطائرات عريضة البدن 767 و777 بعد إضراب
- تحقيق أوروبي يستهدف -تيك توك- بسبب انتخابات رومانيا
- الكونغرس الأميركي يكشف عن تشريع مؤقت لتجنب الإغلاق الحكومي
- رويترز: هوندا ونيسان تجريان محادثات لتأسيس شركة قابضة
- بريطانيا تفرض عقوبات على 20 ناقلة نفط روسية
- المركزي الإسباني يرفع توقعاته للنمو للعام 2024 رغم الفيضانات ...
- صادرات اليابان ترتفع بوتيرة أسرع من المتوقع في نوفمبر
- البنك الدولي: إسرائيل دمرت 93% من فروع البنوك في غزة


المزيد.....

- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - عن الاقتصاد وهزائم المواطن وانتصار الحكومات