أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عامر صالح - عندما يحكم منطق الحصان خلف العربة














المزيد.....


عندما يحكم منطق الحصان خلف العربة


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8153 - 2024 / 11 / 6 - 02:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تناقلت وسائل الإعلام والصحافة العراقية والعربية ووسائل التواصل الأجتماعي حديث السيد علي السيستاني مع الممثل الجديد للأمم المتحدة في العراق وكان حديث السيد يشير إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق في الوقت الحاضر وما يعانيه الشعب العراقي على أكثر من صعيد, وقد أكد انه ينبغي على العراقيين ولا سيما النخب الواعية أن يأخذوا العبر من التجارب التي مروا بها ويبذلوا قصارى جهدهم في تجاوز اخفاقاتها ويعملوا بجد في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار, واكد كذلك أنه لا يتسنى ذلك من دون إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسلم مواقع المسؤولية ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها وتحكيم سلطة القانون وحصر السلاح بيد الدولة ومكافحة الفساد على جميع المستويات, واشار ايضا أن امام العراقيين مسار طويل الى أن يصلوا الى تحقيق ذلك, وقد عبر أيضا عن عميق تألّمه للمأساة المستمرة في لبنان وغزة وبالغ أسفه على عجز المجتمع الدولي ومؤسساته عن فرض حلول ناجعة لإيقافها او في الحدّ الأدنى تحييد المدنيين من مآسي العدوانية الشرسة التي يمارسها الكيان الإسرائيلي.


ما تحدث به السيستاني هو معضلات بنيوية يعاني منها النظام العراقي منذ تأسيسه بعد عام 2003 على خلفية سقوط النظام الدكتاتوري وهي معضلات غير قابلة للحل بسبب طبيعة النظام السياسي الطائفي والأثني الذي يتصرف مع الدولة وثرواتها وسلاحها كغنائم، ومن اسباب ذلك هو زج الدين في السياسة في ظل مجتمع متنوع البنية الطائفية والمذهبية والعرقية مع العلم ان دستور عام 2005 لا يسمح للأحزاب ذات الأجنحة المسلحة في المشاركة في الحكم وان التدخل عبر فتاوى لا يجدي نفعا في الحد من حالة التدهور على مختلف الأصعدة في البلاد لأن باب الاجتهاد في توظيف كلام السيد مفتوحا على مصرعيه والسيد لا يمتلك السلطات للحد من ذلك، بل ان المرجعية في محطات كثيرة ساهمت في تكريس النظام واعادة إنتاجه عبر الدعم المباشر وغير المباشر بفتاوى ضمنية لدعم انتخاب احزاب الأسلام السياسي بل وصلت إلى حد" اذا اردت ان لا تنتخبها فأرمي الورقة بيضاء في صندوق الأقتراع" نحن أمام معضلة لا تسمح للنظام السياسي لأعادة بناء منظومته السياسية على أسس من فصل الدين عن السياسية كما هي في ديمقراطيات العالم وقد ساهم الاحتلال الأمريكي في بناء هذا النظام المشوه عبر استمالة الأحزاب الطائفية السياسية والأستعانة برجالات الدين لتكريس الوضع القائم. المعالجات تأتي عبر تشخيص الأسباب وليست العمل بالنتائج باعتبارها هي الأسباب في محاولة للهروب من الواقع المزري وهي كما يقال" وضع العربة أمام الحصان".


أن ما تحدث به السيد علي السيستاني وسبق له او عبر وكلائه ان تحدث مرارا وتكرارا عن تلك الأزمات المستفحلة لأكثر من عقدين من الزمن, من فساد اداري ومالي وسرقة للمال العام وفضائح من الفرهود وانهيار للبنية التحتية الأقتصادية والأجتماعية والأخلاقية وانعدام الخدمات الأنسانية الأساسية من صحة وتعليم وماء وكهرباء وانعدام الضمانات الأجتماعية الأساسية وانتشار البطالة العامة وبطالة الخريجين وانعدام افق المستقبل في شعب يقف اكثر من ثلاثين بالمئة منه على خط الفقر الى جانب التفكك الأجتماعي من ارتفاع نسب الطلاق وتعاطي المخدرات وشيوع وانتشار السلاح المنفلت في الشارع العراقي وبين العشائر وبين مجاميع مسلحة منفلتة ترتكب الجرائم بوضح النهار دون رادع من الحكومات او القضاء او اي خوف من اجهزة الدولة التي يفترض ان تحمي المواطن. وقد استخدم السلاح في اكثر من مناسبة احتجاج ضد الأوضاع المزرية السائدة وقد ذهب ضحية ذلك المئات من الأبرياء والضحايا, لا يعقل أن يهدر العراق منذ سقوط النظام والى اليوم أكثر من 1500 مليار دولار اهدارا وسرقة ونهبا للمال العام ولم تستطيع كل الحكومات المتعاقبة وضع حد لذلك ولعل اقرب دليل هو ما اطلق عليه سرقة القرن حيث السارق وشركائه طلقاء وقد بلغت سرقتهم في بداية اثارة قضيتهم اكثر من 3 مليار دولار وتتناقل الأخبار انها اضعاف ذلك.



أن ما يحتاج أليه العراق ليست فتاوى لتشخيص أزمة النظام لأن ذلك اصبح من المسلمات لأبسط مواطن عراقي, بل الى فتاوى تسحب الشرعية بشكل واضح عن الطبقة السياسية الفاسدة ويعبأ الجهود المجتمعية لأزاحتها من المشهد. نعم قد يكون النظام المحصصاتي مطمئنا ان الناس متعبون من الفقر وحائرون بلقمة العيش وقد تعرض الناس للأبادة والحروب في مناسبات مختلفة لكن الوعي بطبيعة الأزمات ومسببيها واسبابها قد يخلق فرص للنهوض من جديد اما الفتاوى بضرورة تحسين الحال هي أشبه بالمسكنات ولكنها لا تعالج الأسباب. ولذلك توجب على المرجعية والنخب الأجتماعية والقيادات السياسية المخلصة ومؤسسات المجتمع المدني لخلق الوعي اللازم بسلوك الطبقات والحكومات المتعاقبة التي عاثت في العراق فاسدا وخلق المقدمات الضرورية للخلاص منها.






#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يجوز أجراء أستبيان لتعديل قانون الأحوال المدنية المرقم 18 ...
- بعض الملاحظات السايكولوجية والأجتماعية والسياسية في الهرولة ...
- مناظرة بادين ترامب: أذا كانت السلطة المطلقة هي مفسدة مطلقة ...
- الدعوة الى تشكيل الأقاليم في العراق وأزمة الديمقراطية
- التسامح وأزمة التحول الفكري والجنسي
- بعض من الأطر السايكو سياسية والدينية في الصراع الفلسطيني ا ...
- قراءة سايكوسياسية في حرق الكتب
- في الذكرى ال 65 لثورة 14 تموز في العراق
- قراءة سيكولوجية سياسية لبطولة -خليجي 25- لكرة القدم
- الحرب الروسية ـ الأوكرانية -رب كلمة باطل أريد بها حق-
- لماذا ممنوع علينا الحديث عن معاناتنا امام المجتمع الدولي؟
- السياسي والسيكولوجي في الحرب الروسية ـ الأوكرانية
- بين أحتلال -رحيم- وغزو -خبيث- يختبئ الشيطان !!!
- بعض من مفردات العهر السياسي
- هل ستكون الخاتمة مسك في العراق
- لعبة الخاسرين في الأنتخابات البرلمانية العراقية والطريق الدا ...
- كذبة الديمقراطية في العراق
- الديمقراطية في العراق: إن لم تكن لي فلن تكن لغيري
- عندما تختزل الديمقراطية فقط بصناديق الأقتراع
- هل يدشن المغرب مرحلة ما بعد الأسلام السياسي وماهي فائدة الدر ...


المزيد.....




- بعد اكتشاف أنه ضابط بنظام الأسد وتخفى على أنه سجين بتقرير شب ...
- إسقاط طائرة عسكرية أمريكية -بنيران صديقة- فوق البحر الأحمر
- -لن ندفع شيئا-.. لواء مصري يكشف تفاصيل صفقة الأسلحة الأمريكي ...
- -دا شغل مخابرات-.. رسائل من السيسي للمصريين وتحذير من -مخطط ...
- عدد مستخدمي منصة -بلوسكاي- يصل إلى 25 مليونا
- اليانصيب الإسباني يعلن عن جوائز تزيد قيمتها عن 2.8 مليار دول ...
- محمد علي الحوثي: الهجمات الأمريكية على اليمن إرهابية مدانة و ...
- الولايات المتحدة.. رجل يرتكب جريمة وحشية بحق ابنه الرضيع
- مجموعات استطلاع روسية تأسر جنودا أوكرانيين في دونيتسك
- الموقف الصيني من فلسطين وإسرائيل بعد 14 شهر على حرب غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عامر صالح - عندما يحكم منطق الحصان خلف العربة