أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صفاء علي حميد - فصل الدين عن الحياة














المزيد.....


فصل الدين عن الحياة


صفاء علي حميد

الحوار المتمدن-العدد: 8082 - 2024 / 8 / 27 - 10:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم تكن الشعوب الأوربية صاحبه ثقافة عالية تجعلهم يدركون أنهم قد ظلموا .

لم تكن تعرف أن بعض المتطرفين يستغلون إنسانيتهم من أجل استعبادهم .

كانوا لا يفقهون من الحياة الدنيا إلا خدمة السيد الأعلى الذي بيده الحل والعقد سواء كان مما يتعلق بحياتهم أو كان ما يرتبط بحكمهم .

شاءت الأقدار أن يشذ بعض المفكرين الثوار الذين قد عاينوا عذابات أهلهم وحرمانهم من أبسط ما يحتاج إليه الإنسان الغربي .
وشاءت الأقدار أيضا أن يكون الظالم الذي ظلم الناس واستغلهم هو ( القديس ) أو ( الراهب ) .

بدأ المفكر الثائر يثور على كل ما يرتبط بالكنسية التي كان يديرها رجل الدين المسيحي أول شيء تخلص منه المفكرون هناك هو الإيمان بوجود الله تبارك وتعالى ، وبعد أن تخلصوا من هذا الأيمان راحوا يحاربون ما يسمى بالدين .

أننا لا نريد أن نذكر من هم المفكرين أو سرد الوحشية التي كان رجال الدين يتصرفون بها اتجاه الناس بقدر ما نريد معرفة الأسباب التي جعلت الشعوب الغربية تفصل الدين عن السياسة في الوهلة الأولى ، وراح هذا الفصل يتوسع شيئاً فشيئاً حتى وصل إلى فصل الدين عن الحياة العامة بكل صورها ، وجعل الدين علاقة قلبية بين العبد وربه .

في الحقيقة أن الغرب لم يصل إلى ما وصل إليهِ إلا بعد أن أتخذ هذا القرار الصارم الذي لا يرضى المتدينين في كل الأحوال .
وكيف يرضى المتدين وبالخصوص المتدين المؤمن بأن الدين دين سياسة وفي الدين كل شيء ؟

كيف يرضى ذلك المتدين الذي ينعم بنعيم لا مثيل له من خدم وتقديس وتقبيل اليد والاحترام من قبل العامة المغلوب على أمرها ؟

أن المتدينين ينظرون إلى الدين على أنه الحل لكل المشاكل التي تعاني منها البشرية في وقتنا الحاضر .... لا نريد أن نناقشهم في ما يرون بقدر ما نريد أن نعرف جواب سؤالين مهمين :

1ـ هل أن الشعوب العربية ينبغي لها أن تفصل الدين عن السياسة ؟
2ـ أم أن السياسيين ينبغي لهم ذلك الفصل ؟

للإجابة عن السؤالين لأبد لنا أن نبين نقطة جوهرية في عنوان المقال وهو أن العنوان لم يكن دقيقاً .
إذ أن الدين بما هو دين ( أقصد بقولي كل الأديان سواء كانت سماوية أو أرضية ، إذ أن القائلين بفصل الدين عن السياسة يقصدون بقولهم كل الأديان التي أشرنا لها فنرجو الانتباه إلى هذهِ النقطة المهمة ) لا يتعارض مع كل سياسات العالم ، ولا يكون حاجزاً عن خدمة البشرية كلها .

فلا أحد من السياسيين في العالم لا يريد أن يكون صادقاً أو محسناً أو وفياً للعهد أو مخلصاً لشعبه .
هذهِ المفاهيم التي تتفق كل البشرية على حسنها هي الدين بعينه ، فكيف نرفض أن يتحلى بها السياسي ؟
نعم أننا نرفض أن يحكم رجال الدين على أساس أنهم ظل الله تبارك وتعالى في الأرض .

إذ أنهم لا يمثلون ذلك الظل المنحصر بالأنبياء المرسلين والأئمة الصالحين صلوات الله عليهم أجمعين .
ونؤكد على فصل الكتل والتيارات والأحزاب الإسلامية عن العملية السياسية .
فلا ينبغي لهؤلاء أن يحكموا الناس بالحكم الإسلامي الذي كان يحكم به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله .

نعم أنا مع الحكومة الإسلامية في كل الدول العربية أن كانت هذهِ الحكومة تدار من قبل فقهاء مجتهدين يرجعون إلى أهل البيت عليهم السلام ولا يدعون ان استنباطاتهم وقراءاتهم للقران والحديث هي الدين بعينه وما عدى هو الضلال فهذا ليس صحيح وليس ها هنا محل مناقشته !

بعد هذهِ المقدمة نجيب على السؤال الأول بالقول أن الشعوب أن كانت واعية فاهمه فلا يمكن لأحد أن يستغلها أو يحرمها من حقوقها .

أما لو كانت الشعوب العربية جاهلة تاركه الأمر للقدر بعيده عن اهل البيت عليهم السلام فلا يمكن لها أن تتطور وتعيش حياة مطمئنة .

لا نقول على الشعوب العربية أن تفصل الدين عن السياسة بقدر ما على الشعوب العربية أن تجعل الدين منبع السلام والمحبة والتعايش مع الأخر .

نعم لها أن تفصل الدين عن السياسة بعدم السماح لغير الفقهاء المجتهدين أن يصلوا إلى المناصب التي من خلالها يقدمون الخدمات الإنسانية لشعوبهم ... وكل هذا يجب ان يكون بعيداً عن تمثيل الله والسماء والاعتماد على القراءات البشرية حالها حال القوانين الوضعية التي وضعها المقننين في سبيل احياء العدل والقسط !



#صفاء_علي_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يكون الشيعة سادة العالم ؟
- قتل كنانة بن الربيع
- الانسلاخ عن المكون بحجج واهية
- الارتباط القسري بين المكونات
- المرجعية بين الأمس واليوم
- لك في القلب دولة
- يلهثون خلف المال
- تحكم العشيرة والاقرباء بالسلطة
- الشيعة والدفاع عن وحدة العراق
- شيعي الكراسي كونوا احراراً
- عندما يكسب السياسي المكون الشيعي
- العراق منبع التشيع
- قصة بلا مصدر
- الماضي حينما يخالف العقل
- شركاء الفساد يهادنون بعضهم البعض
- نحن امام خيارين لا ثالث لهما
- التعافي من بعض الامراض
- الحل لقضية المرجعية السياسية
- قتل العلماء النووين العراقيين
- امريكا تستحق الشكر والامتنان


المزيد.....




- بعد اكتشاف أنه ضابط بنظام الأسد وتخفى على أنه سجين بتقرير شب ...
- إسقاط طائرة عسكرية أمريكية -بنيران صديقة- فوق البحر الأحمر
- -لن ندفع شيئا-.. لواء مصري يكشف تفاصيل صفقة الأسلحة الأمريكي ...
- -دا شغل مخابرات-.. رسائل من السيسي للمصريين وتحذير من -مخطط ...
- عدد مستخدمي منصة -بلوسكاي- يصل إلى 25 مليونا
- اليانصيب الإسباني يعلن عن جوائز تزيد قيمتها عن 2.8 مليار دول ...
- محمد علي الحوثي: الهجمات الأمريكية على اليمن إرهابية مدانة و ...
- الولايات المتحدة.. رجل يرتكب جريمة وحشية بحق ابنه الرضيع
- مجموعات استطلاع روسية تأسر جنودا أوكرانيين في دونيتسك
- الموقف الصيني من فلسطين وإسرائيل بعد 14 شهر على حرب غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صفاء علي حميد - فصل الدين عن الحياة