عود أحمد يا سيد شامل.. أود إستغلال فرصة زيارتي للموقع -اليوم- وإطلاعي على مقالك للإستفسار منك ما إذا كنت قد إطلعت على كتاب - فجر العلم الحديث -، تأليف توبي هف. هذا الكتاب صدر ضمن سلسلة عالم المعرفة - الكويت- قبل عدة سنوات، وقد أثار الكتاب ضجة وإهتمام النقاد والقرّاء في حينها، بالنظر لكونه أول كتاب يشرح لماذا نشأ العلم الحديث في أوربا وليس الصين أو دار الإسلام. الكتاب أنزلته أنا في مكتبة التمدن لكي يطلع عليه من يهمه الأمر، وأقترح عليك الإطلاع عليه إذا توفر لك الوقت. أعتقد أن ريتشارد دوكنز سيغير الكثير من آرائه لو يطلع على هذا الكتاب. مع تحياتي العطرة..
إسطوانة الحروب الصليبية، التي يرددها المسلمون والكتاب الغربيون الجهلة، أصبحت مشروخة وممجوجة جداً في ضوء هجرة الملايين المسلمين الى بلاد الصليبين، وفي ضوء حلم الملايين الأخرى، التي لم تهاجر بعد، للّحاق بمن هاجر قبلهم، الأمر الذي أصبح يمثل شكلاً من أشكال الغزو. الحروب الصليبية، لعلم الكاتبة المحترمة، كانت رد فعل على الغزوات الإسلامية التي حاصرت أوربا من الغرب- إسبانيا- ومن الجنوب- اليونان، وقد حصلت بعد 3 قرون من الغزوات الإسلامية، أي أنها كانت رد فعل على الغزوات الإسلامية. والحال فإن الحروب الصليبية، لو نجحت، لكانت منطقتنا الآن تعيش وضعاً حضارياً مشابهاً للوضع الذي تعيشه أوربا، ولما كانت الكاتبة وغيرها قد إحتاجوا للهجرة الى بلاد الصليبين.
ﻻ شك أن الجهد الذي بذله اﻷستاذ حامد الحمداني، في مجال التأريخ السياسي، يستحق التقدير والثناء. لكن مع ذلك ينبغي القول أن اﻷستاذ الحمداني دخل هذا المجال دون أن يكون متخصصاً فيه. هذا اﻷمر جعل كتاباته تأخذ الطابع السردي والروائي والذاتي اﻷيديولوجي، وليس الطابع العلمي الموضوعي. تمنياتنا للأستاذ حامد الحمداني المزيد من العطاء الفكري، مع اﻻحترام والتقدير.
أقل ما يقال عن ما ورد في المقال هو أن السيد الكاتب قام بتشويه الحقيقة بشأن المسؤول الرئيسي عن مأساة مدينة حلبجة. إن المسؤول الرئيسي عن ما حصل لهذه المدينة هو الإتحاد الوطني الكردستاني أولاً، والحزب الديمقراطي الكردستاني ثانياً. هذا ما كشف عنه جلال الطالباني نفسه في إجتماع حزبي قبل أشهر قليلة، حيث ألقى بالمسؤولية على رئيس تيار التغيير، نوشيروان مصطفى، بشأن الضربة التي تعرضت لها هذه المدينة. ومن جهته فقد رد تيار التغيير محملاً جلال الطالباني نفسه المسؤولية بإعتباره القائد المسؤول عن الحزب وكافة قراراته وسياساته. أما إيران فهي لا تتحمل المسؤولية الرئيسة بخصوص مأساة حلبجة، وإنما الذي يتحملها هو من تعاون معها ضد وطنه وشجعها على إرسال قواتها الى مدينة حلبجة. فلماذا هذا التشويه للحقائق يا سيد نزار جاف؟
المقارنة بين ألمانيا والعراق هي مقارنة مجحفة وغير منطقية بالنظر لأختلاف العوالم التي ينتمي إليها البلدان. المقارنة الصحيحة والمنطقية هي تلك التي تعقد بين بلدان متقاربة في الظروف أوالثقافة أوالأوضاع أو سلم التطور. كانت بلدان العالم، خلال القرن الماضي، تصنف ضمن ثلاث مجموعات : 1- بلدان العالم الأول التي تضم أمريكا وأوربا الغربية وكندا وأستراليا. 2- بلدان العالم الثاني التي تضم بلدان المعسكر الاشتراكي السابق. 3- بلدان العالم الثالث في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. الذي حصل، خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي، هو أن بعض بلدان العالم الثاني والثالث تقدمت، والبعض الآخر تراجع وتخلف. هذا الأمر إقتضى إضافة تصنيف رابع للبلدان بحيث أصبح لدينا الآن بلدان عالم أول وثاني وثالث ورابع. فعلى سبيل المثال، العراق ومصر وإيران والصين والبرازيل والأرجنتين وتركيا وكوريا وسنغافورة كانت تصنف، في سبعينيات القرن الماضي ضمن بلدان العالم الثالث. الآن أصبح تصنيف هذه البلدان مختلفاً : العراق وإيران ومصر أصبحت تصنف الآن ضمن العالم الرابع، بينما أصبحت الصين والبرازيل وكوريا وسنغافورة وتايوان تصنف ضمن العالم الثاني، في حين ظلت تركيا والأرجنتين تصنف ضمن العالم الثالث. ختاماً، أمل أن تكون الصورة قد توضحت لدى السيد
المقاربة الماركسية للظاهرة الدينية هي مقاربة سطحية ومتخلفة بالمقارنة مع المناهج الحديثة، وأهمها المنهج الأنثروبولوجي. معلومات ماركس حول الظاهرة الدينية كانت تستند الى مادية القرن 19، وهي مادية كانت تنقصها الكثير من المعلومات والدراسات حول وضوع. نحن نعيش الآن في القرن 21، وقد نشأ خلال تلك الفترة علم جديد يسمى ((علم الأنثروبولوجيا )). هذا العلم درس الظاهرة الدينية بطريقة علمية وليست بطريقة أيديولوجية كما فعل ماركس. إقتراحي الى الحوار المتدمن أن يتوقف عن نشر مواد قديمة مضى عليها أكثر من قرن ونصف، نظراً لأن العلم قد تجاوزها الآن. مع الاحترام والتقدير.
السيد كاتب المقال يلقي بالمسؤولية الرئيسة عن الهزيمة على الرئيس جمال عبدالناصر، وهذا يمثل نصف الحقيقة. أما النصف الآخر من الحقيقة والمسؤولية فيقع على الجماهير. ذلك أن عبدالناصر ما كان ليصعد المواجهة مع إسرائيل لولا خوفه من إتهامه بالجبن من قبل الجماهير. عبدالناصر، بسبب غرور الزعامة وخوفه على شعبيته، ما كان يجرؤ على مصارحة الجماهير بحقيقة عدم قدرته على هزيمة إسرائيل عسكرياً. ولهذا السبب فقد وقع عبدالناصر في فخ نصبته له جماهيره وزعامته وليس إسرائيل، وهذا هو أهم درس من دروس هزيمة 5 حزيران عام 1967.
ورد في المقال أن الكنيسة كانت قد سيطرت على الدولة في أوربا. هذا الطرح خاطئ لأن أوربا لم تعرف ظاهرة الدولة إلا بعد معاهدة ويستفاليا في العام 1648، وبالتالي لم تكن قبل ذلك التاريخ شيء إسمه دولة لكي تسيطر عليها الكنيسة. الذي حصل في أوربا، خلال القرون الوسطى، هو أن غياب الدولة فرض على الكنيسة القيام بأداء بعض وظائف الدولة الغائبة. وهذا أمر طبيعي، فعندما تغيب الدولة تقوم مؤسسات المجتمع المدني أو الأهلي، من كنيسة أو طائفة أو عشيرة أو قبيلة، بشغل بعض من وظائف الدولة الغائبة. إن أهم سمة ميزت الحالة الأوربية، خلال القرون الوسطى، هي غياب الدولة وتشتت السلطة والثروة بين الإقطاعيين والنبلاء والكنيسة والتجار، كما تميزت أيضاً بالتمييز بين السلطة الدينية والسلطة السياسية رغم قيام الكنيسة بأداء بعض وظائف الدولة الغائبة. أمل أن يدقق السيد الكاتب في هذه المعلومة في الجزء الثالث من المقال. مع فائق الاحترام والتقدير.
على الصعيد الموضوعي، فإن الواقع العراقي، الطبقي والثقافي والسياسي، لم ينضج بعد بحيث يمكن أن تنشأ فيه أحزاب سياسية بالمعنى الحقيقي للكلمة. ذلك أن التشوه الطبقي وعدم تبلور الطبقات بصورة واضحة لا يساهم في تشكل أحزاب متبلورة وفاعلة على الساحة السياسية. ما هي محصلة ذلك كله؟ المحصلة هي أن ما نسميه أحزاباً سياسية لا تعدو أن تكون تجمعات سياسية مصلحية أو تكتلات لأفراد ذوي نزعة إرادوية حركية. فالأحزاب السياسية العراقية - العربية والكردية - هي مجرد غطاء لنزعات قبلية أو دينية - طائفية أو جهوية أو لزعامات شخصية. والحال هذا لا عجب أن يكون الحزب شيوعي بالإسم، وديني - طائفي أو مصلحي أو إنتهازي في الجوهر.
شكراً جزيلاً على إهتمامكم بتعليقي. في الحقيقة إن السبب الذي دعاني الى كتابة وإرسال هذا التعليق هو إنعدام الوضوح الفكري، لدى إدارة الموقع والقرّاء على حد سواء، حول موضوع نقد العقائد الدينية. هذا الأمر إستنتجته من خلال إستمرار النقد والإحتجاج اللذان يوجهان الى الموقع حول هذا الموضوع، وأيضاً من خلال طرح الموضوع على القرّاء لكي يشاركوا بآرائهم حول الموضوع. لا بأس أن يشارك القرّاء في إعطاء رأيهم حول هذا الموضوع أو غيره، لكن مع ذلك كان ينبغي على إدارة الموقع أن توضح مقدماً للقرّاء أسباب تبنيها سياسة نقد العقائد الدينية، حتى تكون الصورة واضحة لديهم كيما يبدوا بآرائهم حول تلك الأسباب بشكل حصري. أمل أن تكون الأسباب والشروط، التي ذكرتها في تعليقي، قد ساهمت في إزالة التشوش والغموض حول هذا الموضوع. مع أطيب التحيات والتمنيات.
ثمة أسباب ينبغي توفرها بخصوص نقد العقيدة الدينية أو الفكر الديني، وإلا أصبح الأمر إنتهاكاً لحرية الإعتقاد التي أقرها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. الأسباب هي التالية : أولاً، رفض العقيدة الدينية مبدأ المساواة بين البشر، والمساواة بين المرأة والرجل. ثانياً، رفض العقيدة الدينية مبدأ فصل الدين عن الدولة، وهو المبدأ الذي يضمن تحقيق مبدأ المواطنة والمساواة بين كافة المواطنين. ثالثاً، أن تكون العقيدة الدينية، أو إحدى تأويلاتها، مصدراً للعنف والكراهية والإرهاب. رابعاً، رفض العقيدة الدينية مبدأ حرية الإعتقاد والسلوك والضمير الشخصي. خامساً، رفض العقيدة الدينية المبادئ الأخرى التي نص عليها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان.
هذه هي الأسباب التي تستوجب نقد أي عقيدة أو فكر ديني. عدا ذلك، أي في حالة إمتثال العقيدة الدينية لمبادئ حقوق الإنسان وزوال أسباب النقد، فإن إستمرار النقد لا يعدو أن يكون تحاملاً وكراهية ضد العقائد الدينية. وأخيراً، أود التنويه إلى أن البحث التاريخي، العلمي والموضوعي، في العقائد الدينية، لا يصنف ضمن نقد العقائد والأفكار الدينية
شكراً جزيلاً على مداخلتكم.. ما ذكرته أنا في تعليقي هو تفسير جزئي لظاهرة تراجع الرأسمالية الأمريكية والأوربية، أما السبب الرئيسي لهذا التراجع فلا علاقة له بموضوع الطبقة الوسطى، وسوف لن أتطرق إليه هنا لأن السيد النمري عجز حتى الآن عن إعطاء التفسير الصحيح لهذا التراجع. مع التحيات..
ما نشهده اليوم - يا أستاذ فؤاد النمري - ليس إنهياراً للنظام الرأسمالي، وإنما هو تطبيق لقانون التطور المتفاوت للرأسماليات الذي تحدث عنه لينين. لقد كان لينين أول من شخص حقيقة أن الرأسماليات تأخذ طابعاً متفاوتاً في تطورها ومسارها : ففي القرن 18 و 19 كانت الرأسمالية البريطانية وبعدها الفرنسية هما المسيطرتان على النظام الرأسمالي العالمي، ثم بدأت هاتان الرأسماليتان، منذ أوائل القرن 20، بالتراجع لصالح الرأسمالية الأمريكية والألمانية. وما نشهده اليوم هو تراجع الرأسمالية الأمريكية والأوربية لصالح رأسماليات جديدة ناهضة في شرق وجنوب آسيا، وليس إنهياراً أو تراجعاً للنظام الرأسمالي العالمي كما تقول. قانون التطور المتفاوت للرأسماليات يُسجل كإسهامة فكرية -إقتصادية مهمة لصالح لينين، فهل نسيت هذا القانون أم ماذا؟
أنقد ولا تخف لأنه لا يوجد في المسيحية تكفير أو قانون للردة أو إرهاب. إن العقائد الضعيفة فقط هي التي تخاف من النقد، أما العقائد القوية، الواثقة من مبادئها الأخلاقية والإنسانية، فهي لا تخاف من النقد. لقد أعطى الواقع والتاريخ حكمهما الإيجابي بشأن العقيدة المسيحية، والبلد الذي تعيش فيه أنشأه ووضع دستوره مسيحيون، لكنهم لم يجعلوا منه بلدا أصولياً عنصرياً يقتصر على عرق أو دين واحد، وإنما جعلوه بلداً ديمقراطياً ليبرالياً علمانياً، بلداً مفتوحاً لكل الأعراق والأجناس والأديان. نقد المسيحية ليس بالأمر الجديد في التاريخ الغربي، فقد إنتقد المسيحية نيتشه وبرتنارد رسل وغيرهم من مفكري المدارس الإلحادية، لكن كل الذين إنتقدوها لم ينتج عن فكرهم سوى النازية والحكم الإستبدادي الشمولي ودعوات إستخدام الإسلحة الذرية، الأمر الذي جعل أوربا تعيد الإعتبار الى القيم المسيحية بعد تجارب الأنظمة النازية والفاشية والشيوعية، وذلك بإنشاء أحزاب الديمقراطية المسيحية التي تسترشد بالقيم المسيحية كقيم ثقافية، وليس كشريعة دينية تفرض على المجتمع.. أقول مرة أخرى : أنقد ولكن ليس على طريقة أنصاف وأشباه المثقفين كما في مقالك حول المرأة في المسيحية والإسلام. مع فائق الاحترام والتقدير..
إسمح لي بالقول أن طرحك يتميز بالسذاجة.. كان المفروض برسل أن يدعو أمريكا الى نزع سلاحها النووي لكي يسحب الحجة من روسيا وغيرها في إمتلاك السلاح النووي، لا أن يدعوها الى إبادة الشعب الروسي بالقنابل الذرية. أما نشاط رسل في حركات السلم فقد جاء بعد وصمة العار التي أصابت سمعته جراء دعوته ﻹستخدام السلاح النووي. إن رسل عالم رياضيات، والرياضيات تتميز بمنطقها الجاف والصارم ﻷنها تتعامل مع معادﻻت صماء غير حية وناطقة، وبالتالي فإن عالم الرياضيات غير مؤهل، بحكم إختصاصه، ﻹعطاء آراء سديدة حول المجتمع والسياسة واﻹقتصاد والدين. مع التحيات
إضربوا روسيا بالقنابل الذرية.. هذه كانت دعوة برنارد رسل الى أمريكا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وكانت تلك الدعوة قبل أن تمتلك روسيا القنبلة الذرية. إن شخصاً بمثل هذه النزعة الدموية عندما ينتقد المسيحية، فإنه يعطي بذلك شهادة لصالحها، بدليل أنه لم يحاكم أو يحاسب على رأيه. نصيحتي إلى محرر الحوار المتمدن أن يتأكد من سيرة الأشخاص قبل نشر وترويج آرائهم ومقالاتهم.
إن أهم المآخذ على شخصية محمد تتمثل في تأمليته المحدودة، وفي غياب مثال الكمال اﻹنساني، وفي إنكاره إمكان اﻹتحاد التام بين اﻹنسان واﻹله، أي في غياب السعي اﻹسلامي للوصول الى نموذج اﻹنسان - اﻹله أو أنسنة اﻹله كما حصل في المسيحية. فاﻹسلام لا يطلب من أتباعه التطور المطرد واﻹكتمال المتصاعد وصولاً الى اﻹنسان الكامل والكمال اﻹنساني، وإنما كل ما يطلبه هو اﻹمتثال التام والخضوع الكلي لوضعية العبودية المطلقة لله.
في مناخ شرقي يفتقر الى تقليد عقلاني، يصعب أن يتخلص المرء دفعة واحدة من المعتقد الإيماني في سائر أبعاده ووجوهه. ذلك أن التاريخ والمجتمع في آن يعملان معاً لتعويض هذا المعتقد الإيماني الديني بمعتقد إيماني آخر، ربما علماني أو ثوري أو إشتراكي أو قومي أو شيوعي، لآن العالم الأيديولوجي أو الثقافي لم يُبنَ بأحجار عقلانية وواقعية. لذا فإن ذبول معتقد إيماني ديني، في عقل من العقول، لا يعقبه بالضرورة إنبثاق توجهات عقلانية. فالإلحاد الشرقي، الذي لم يعرف واقعه ثورة برجوازية ديمقراطية ليبرالية، غالباً ما يفتقر الى أرضية عقلانية، فيغدو إيمانية مقلوبة. وهذا هو الذي يفسر، مع أسباب أخرى، الطابع المعتقدي للماركسيات العربية.
متهيئلي سي صلاح لسه مش عارف إيه هي الحكاية بينا وبين اليهود : الحكاية يا سي صلاح مش حكاية نيل وفرات وأندلس.. الحكاية أكبر من كده بكتير.. الحكاية هي حكاية حرب وطار بينا وبين اليهود.. حكاية الحرب دي إبتدت لما اليهود تأمروا على النبي، والحرب دي مش حتنتهي حتى تقوم الساعة : (( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي تعال فأقتله، إلا الفرقد فإنه من شجر اليهود )). عرفت بقى دلوقت - يا سي صلاح - إيه هي الحكاية بينا وبين اليهود. مع الإعتذار على تحوير كلمات أغنية ( حكاية شعب ) لعبدالحليم حافظ.
ينبه الفيلسوف هيجل الى وجود نوعين من الأخلاق : الأخلاق ذات المنبع الداخلي، والأخلاق ذات المنبع الخارجي. في المجتمعات الإستبدادية (الشرقية) لا تنبع الأخلاق من داخل الأفراد، أي من شعورهم بالواجب وإحساسهم بضرورة الإلتزام بالسلوك الأخلاقي، وبالتالي فالعقاب لا يكون داخلياً أيضاً، أي لا يوجد عندهم تأنيب للضمير أو إحساس بالذنب والإثم. فلا الفعل الأخلاقي داخلي، ولا عقوبته داخلية، وإنما الفعل الأخلاقي مفروض على الذات من الخارج : من عادات المجتمع وتقاليده وخوف الفرد من العقاب الخارجي. ويرجع هيجل ذلك إلى إنعدام الشخصية في المجتمعات الشرقية، أو ما يسميه (( الذاتية الفردية )). فليس لدى الفرد في هذه المجتمعات شعور بذاته أو إحساس بفرديته، لأن الكل مدمج في العائلة أو العشيرة أو الطائفة أو الإثنية أو الحاكم. إن الأخلاق الحقيقية هي، في النهاية، هذا الشعور الداخلي الذي يبقى حتى لو زالت العادات والتقاليد وإمتنع العقاب الخارجي.. يا ترى كم موظف في بلداننا يؤدي واجبه بدافع داخلي ينبع من ذاته، وليس خوفاً من عقاب خارجي؟!
إذا كان القاضي راضي فما دخلك أنت يا سيد جواد البشيتي.. بمعنى إذا كان اللبنانيون أنفسهم قد وافقوا على هذه الصيغة في إتفاق الطائف، فما هو دخل غير اللبناني في الموضوع؟ ألا يكفي الثمن الباهض الذي دفعه لبنان جرّاء تدخلات العرب في شأنهم الداخلي. وعليه، أقترح عليك وعلى كل شخص غير لبناني أن لا يتدخل في الشأن الداخلي لهذا البلد، وأن يترك اللبنانيين يختاروا عن طريق التوافق الصيغة المناسبة لحكم بلدهم.
نصيحتي للأستاذ كامل النجار أن يوسع ويعمق من معلوماته عن الفلسفة والتاريخ وفلسفة التاريخ وعلم اﻻديان المقارن وعلم اﻻنثروبولوجيا، ثم يبدأ بعدها بالكتابة عن التجربة اﻷوربية. ذلك أن المقارنة بين تجربة الكنيسة، التي هي ليست العقيدة المسيحية، وبين الاسلام كشفت عن جهل السيد النجار بهذه المواضيع، التي من دون اﻻطلاع عليها ﻻ يستطيع الكاتب إجراء مقارنة علمية جدلية بين التجربة الدينية اﻻوربية والتجربة اﻻسلامية. مع اﻻحترام والتقدير
إسمح لي - ياسيد علم الدين - بالقول : لقد جانبك كل الصواب في المقال.. فسواء إتفقنا مع طروحات عون أو إختلفنا معها، فإن الديمقراطية تتيح الفرصة لأي مواطن أن يرشح نفسه في الانتخابات، ويبقى الناخب هو الحكم في نهاية المطاف. هذا أولاً، وثانياً إن وجود ظاهرة عون، في الانتخابات اللبنانية المقبلة، هو المؤشر الوحيد على وجود شيء يمكن أن نطلق عليه ديمقراطية في لبنان، أعني وجود تعددية في الآراء والاتجاهات السياسية. لكن - مع الأسف- هذه التعددية توجد في الجانب المسيحي -فقط- ولا توجد في الطائفتين الأخرتين، حيث أن غالبية الناخبين في الجانب السني والشيعي سوف تصوت كالقطيع الى تيار المستقبل وحزب الله وأتباعهما. أليس كذلك؟
المجتمعات التي شبعت حداثة هي وحدها القادرة على نقد الحداثة.. أما المجتمعات التي لا تزال تعيش عقلية القرون الوسطى أو ما قبلها، فهي ليست في وضع يمكنها من نقد الحداثة، وفاقد الشيء لا يعطيه.. إن نقد الحداثة، أو ما بعد الحداثة، في مجتمعات لم تعرفها إنما هو نوع من الترف الفكري لأناس منقطعي الصلة بواقعهم، أناس لا وظيفة لهم سوى إستهلاك كل موضة فكرية جديدة تظهر في بلاد الغرب.
الاحزاب والتيارات القومية ممكن تفهم وتقبل وجودها في حال وجود إضطهاد واقع على شعبها أو قومها، بشرط أن لا تحتوي برامجها على أي نزعة عنصرية، إستعلائية تجاه الشعوب والقوميات الأخرى. ولكن بعد زوال الاضطهاد ينبغي على هذه الاحزاب إما أن تحل نفسها، أو تتحول الى أحزاب سياسية ذات برامج إقتصادية وإجتماعية. ذلك أن إستمرار وجود أحزاب تقوم على أساس الهوية القومية - بعد زوال الإضطهاد القومي - سوف يجعلها بالضرورة أحزاب شوفينية عنصرية. والحال لم يحصل، في تاريخ أي بلد ديمقراطي حقيقي في العالم، أن حكمت أحزاب سياسية يستند برنامجها أو خطابها الى الهوية القومية أو الدينية. الإستثناء من ذلك طبعاً هو الحالة الألمانية، التي أدى صعود الحزب النازي القومي فيها الى إشعال الحروب مع الشعوب الأخرى، وأيضاً الى القضاء على الديمقراطية في ألمانيا نفسها.
الفيسبوك
التويتر
اليوتيوب
RSS
الانستغرام
لينكد إن
تيلكرام
بلوكر
الموبايل