عاشت أيدك د. لبيب على هذا المقال الحيوي المهم، لي ملاحظات منها ،رغم أنك تقول إنك لا تعتبر الانقراض -أمراً لا مفر منه-، إلا أن استشهادك بموافقة على تقييم الباحث يوفال نوح هراري (باحتمال انقراض الحضارة خلال 100 عام) يخلق نبرة متشائمة جداً وقد تكون مبالغة في حتمية الكارثة. التاريخ يظهر أن التكنولوجيا تدمر وظائف وتخلق أخرى. تفترض اأن فقدان الوظيفة الذهنية (التحليل والإبداع) يعني فقدان الذات. هذا يعيد تعريف -الذات الإنسانية- بالاعتماد على القدرة الإنتاجية. نسيت أن الأتمتة قد تحرر الإنسان للتركيز على جوانب -الذات- غير المنتجة اقتصادياً، مثل الفلسفة، العلاقات، العاطفة، والتجريب الفني غير الموجه بالربح. ربطك التطرف بشكل أساسي بـ -البحث عن الذات الضائعة- أمام الآلة هو تحليل قوي، لكنه يغفل الدوافع المعقدة الأخرى للتطرف (مثل الظلم الاقتصادي التقليدي، والصراعات الجيوسياسية، والفساد، والفشل الحكومي) التي قد تكون أكثر تأثيراً من الشعور بعدم الجدوى المعرفية. انتظر الأجزاء الأخرى ألقاك على خير
استاذي العزيز ابو نورس الورد …اعترفلك بأن أسم نيسان جميل و يذكرنا بالربيع الورود و الفراشات و…أنا اخترت هذا الاسم و هو الشيخ بمعني الرجل الطاعن بالسن و الذي شاب رأسه والذي تجاوز الخمسين او الستين و ليس شيخ عشيرة و لكن لا بأس انت اختار اي واحد منهم و آني راضي و كما تعلم صفوك معناها الجبل الممتنع و العالي او الصخرة العالية …تگدر تتخيلني مثل رجل كبير ذو لحية بيضاء گاعد فوق صخرة علي جبل (مثل المخبل) و بيده عصا مثل عصا موسي و أتوكأٌ عليها و أَهُشٌّ بِها عـلي غنمي و لي فيها مآربُ اخري(ادفع عمري الباقي و اعرف شنو كانت هاي المآرب) اماً بالنسبة الي صخرة اولورو فقد كنت محظوظاً بزيارتها مع مجموعة من الأصدقاء و تسلقنا اجزاء منها قبل ستة سنوات بعدها بأشهر قليلة منعت الحكومة الاسترالية ذلك و الغرامة هي عشرة آلاف دولار ..و السبب كما يقولون هو اولاً لانه موقع مقدس للسكان الأصليين (شعب الأنانغو) و هي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بارواح اسلافهم و قوانينهم الثقافية و التسلق يعتبر تدنيساً له والسبب الثاني هو لحماية و سلامة الزوار من السقوط .. وإذا زرتنا بأستراليا ترا احنا ألك عين غطا و عين فراش
(5) الاسم و موضوع
التعليق
د. لبيب سلطان الرجاء تفعيل زر البريد الالكتروني في صفحة التبرع
الاخوة الاعزاء لكم كل الدعم وكل المؤازرة على هذا الجهد المستدام والهام الذي لامثيل له في العالم العربي لدعمكم وجدت صعوبة التواصل فالزر الخاص للاتصال بكم على صفحة التبرع لايعمل كما ولم يأت منكم تأكيدا منكم ان تبرعا سنويا من بطاقة ائئتمان قد قدم لكم وهو مايسمح سنويا باستقطاع مبلغ ومنه لا اعلم هل وصلكم ( وهو قد جرى منذ قرابة 6 أشهر) ولم استلم تأكيدا كما لايعمل زر البريد خاص بالتبرع للاتصال بكم راجيا معالجته ومتابعة امر التأكيد كي نكون على علم ان المبلغ السنوي مثلا يصلكم ولكم كل التقدير والشد على ايديكم متمنين التطور والسير على ما انتم عليه مع التقدير د. لبيب سلطان
اقول مساك خير كي استميح العذر سلفاً، فوجوده كان بمثابة المطهر لحهة الرجال يتربص بهم على رأس كل الشارع والمدينة وبالبلدة، طبعاً قد خسر مع النساء كثيراً وهو امر لم يستطع أن يكون مطهراً في حالة النساء، كل التقدير
ربما الدكتاتوريات يغلفنا بوجودنا كي نعمر أكثر وايضاً يكون حكمهم اطول، ولكن ما تفعله انت ربما كي ننسى الالم ولكن هيهات كون الالم يكون شاهداعلى الوجود ذاته،كل التحية
(10) الاسم و موضوع
التعليق
حسين علوان حسين ما كانت الدار داري ولا كان صدر المعزّب رحباً
مولانا الجليل شيخ المشايخ صفوك الورد تحية حارة أعجبني تعليقكم إياه حتى كدت أكتب مقالاً أزعم فيه بكيفي أن سيدنا المسيح قد صلب لمناوءته الصرافين؛ ثم عدلت. لم أرد على تعليقكم الجميل في حينها لأنني أحسست أنه لا الدار داري ولا قلب المعزّب مفتّح ولا صدره رحب. بالمناسبة، هناك طوائف مسيحية اشتراكية قديمة رائعة، مثلما تعلمون؛ وشعار: من كل حسب عمله ولكل حسب حاجته مسيحي . أقول: عود لويشن عمنا نيسان اسمه حلو وهوايا أحلى من أسمك؟ ها؟ مو بس اسمه حلو، حتى اسم أبوه وعشيرته همّاتين حلوات، يخبلن! هنيئاً له. وجنابكم الكريم شيخ يا عشيرة من العشاير، شيخنا المبجل؟ ووين صايره مضاربكم بأستراليا، مولانا؟ بس لا مخيمين يم صخرة اولورو اللي أحبها كلش وكلشون. تدري لويش أحبها ؟ لأنها حمراء! أنا أسأل عن مضاربكم حتى يجوز امر بيكم فرد يوم على الحصان الطاير واشرب يمكم فنجان قهوة، لأن قهوتي سادة، مثلما تعلمون، مولانا الجليل.. بالمناسبة، أنا أموت من الكاميرات؛ وإذا أنت عرفت شنهو السبب يصيبك الأجر والثواب. لازم تجاوبني بكل صراحة، وإذا ما جاوبت ترا راح أغني لك: ها شيخنا، ها ها، تكول آنا عيناك؟ كل الحب والتقدير والاعتزاز
هدوءك وكتاباتك يسهل علينا أن نكون بشراً واليوم خرج الجديد علينا ليقول لنا ما قاله اسد منذ فترة طويلة، ربما بعد سنوات تكتب عن هذه الحقبة تماماً،تقديري لك سلفاً
(13) الاسم و موضوع
التعليق
ليندا كبرييل المشكلة ليست في الكاميرا بل في الخارج على القانون
الجريمة الظلم الحروب المجازر... الحق مو عالكاميرا عزيزتي، الحق عالبشر الذين تخلّوا عن سابق تصميم عن إنسانيتهم وارتضوا بالحيونة فجاءت حضرة الكاميرا لتكشف رعونتهم الأخلاقية والنفسية
الجرائم موجودة منذ أن وجد هابيل وقايين على الأرض وستبقى، خاصة في الدول التي تفتقر إلى القانون والأمن والوعي لن تختفي الحروب أو تقلّ الصدامات والزعرنات رغم وجود تقنيات حديثة كالكاميرا والبصمة الوراثية وغيرها وذلك لأسباب بشرية واجتماعية كالثأر والصراعات الدينية والعرقية والفقر والإدمان.... كل هذا لا يمكن لأي كاميرا أو وسيلة حديثة أن تلغيها تكشفها، ولكن لا تضعفها ولا تبطلها
التكنولوجيا تتطور، فتتطور معها أساليب المجرمين، هي في خدمة الشرطة والمجرمين أيضا مع انتشار وسائل المعرفة الحديثة أصبحنا نعرف عن الجرائم(والأمراض أيضا) أكثر مما كنا نعرف في الماضي فيتهيّأ لنا أنها زادت عن الأمس
• -لست نبتة واهنة تتغذى على فتات غيرها-: السؤال الذي طرحته -كيف لصقت الفتات بغذاء النبتة- يسعى إلى المنطق الحرفي، بينما الصورة هنا هي كناية عن الاعتماد على الذات والكرامة والاستغناء. الفتات هنا رمز للفضل اليسير والغير الضروري الذي تستمده النبتة (الضعيفة) من مصدر خارجي، والشاعر ينفي هذه الصورة ليرسخ معنى الاكتفاء والقوة. • -ولا شجرة تحني أغصانها خضوعاً أمام لمسة النسيم العابرة-: قد تحتاج أغصان الشجرة إلى أكثر من نسيم لكي تنحني، لكن هنا النسيم هو رمز لأبسط المؤثرات أو الظروف العابرة. الشاعر ينفي أن تكون هذه الشخصية مذعنة أو خاضعة حتى لأبسط وألطف الضغوط، مؤكدًا على عزة النفس والثبات. في الشعر، لا نسأل -هل النحيل يتمايل مع النسمة أم العاصفة؟- بل نسأل: ماذا أراد الشاعر أن يقول عن قوة هذا الإنسان أو صلابته عبر هذه المقارنة غير المنطقية؟ أرجو أن تكون هذه الإضاءة قد أوضحت لك كيفية التعامل مع الصور الشعرية!
عزيزي طلال بغدادي، أشكرك على قراءة القصيدة بانتباه، وتساؤلاتك تدل على اهتمامك بمفرداتها. يبدو أنك تقترب من القصيدة بمنظور منطقي ومباشر، بينما الشعر غالبًا ما يعتمد على المجاز، والصورة الشعرية، وكسر المألوف لإيصال المعنى أو الشعور. عليك أن تعرف الفرق بين لغة المنطق ولغة الشعر، وأن الغرض من هذه الصور ليس الوصف الحرفي. الشعر ليس تقرير علمي، ولا دليل إرشادي لفيزياء الطبيعة. إنه لغة تهدف إلى خلق صورة، وإثارة شعور، وتوصيل فكرة مجردة عبر المجاز والمبالغة أحيانًا. • -أنت لست قشة تقتلعها الرياح الهوجاء-: الغرض هنا ليس وصف قوة الرياح على القشة حرفيًا، بل تصوير مدى صلابة الموصوف وقوته الداخلية، بحيث أن أشد الظروف (الرياح الهوجاء) لا تستطيع اقتلاعه، نفيًا للمبالغة في ضعفه. • -ولا غصناً نحيلاً يتمايل تحت سطوة العواصف-: الغصن النحيل يتأثر بأقل نسيم، نعم، لكن الشاعر يضعه هنا مقابل -سطوة العواصف- ليوحي بأن الشخص الموصوف يتجاوز الهشاشة والضعف إلى درجة لا تجعله يتأثر حتى بأقوى المحن.
اساس الدين هو الاعتدال. الا ان استعمال كاداة للتسلط باسم الازهر او باسم السلفية الوهابية هو مانراه الان اي السيسي يريد ان يخنق الاسلام السياسي، ويحكم قبضته على الدين فمرة يلويه يمين ومرة يسارا اما بن سلمان فهو انه يريد ان يفلت من اتفاقيية محمد بن عبد الوهاب وال سعود المتزمتة والوهابية تشكل ثقلا وهاجسا مستمرا السيسي وبن سلمان كلاهما يريد حكما لا يزاحمه فيه احد، حكم انفرادي. وكلاهما لا ينظر الى الاعتدال او الغلو الا كاداة تحقق مصالح انية او مستقبلية فلو كان بن سلمان يحترم مواطنين ، او يفكر في احترام التعدد الفكري والديني كماقلت ما قتل صحافيا واحدا ولا اعتقل احد ان مايضيق الخناق ويمنع التنفس هو الهاجس الوحيد والاوحد للحاكم : السلطة سواء كانت باسم الدين او باسم الامن او باسم العشيرة ان هدف الحاكم الوحيد هو احكام القبضة على السلطة ومزيدا والتاريخ حافل بامثال هؤولاء اما القول بان المجتمع هو من يمارس الرقابة الذاتية فهو مغالطة لا ن كل الؤسسات في يد عسكر السيسي او تحت امره فقد سجن وضايق ونكل ب كل من يخالف ولم يبق الا الموالون لذالك قلت ان العدالة و الصحافة النزيهتين هما المعيارالاول
والله آني هم مشتاق و قد أرسلت لك تحياتي في مقالة السيد عبدالسلام فاروق و المعنونة ..علي الوردي الصوت الذي ارعب السلطة بتاريخ 20/11/25 و علي ذكر الكاميرات …إذا ما مصدگني چيّيك الكاميرات ههههههههه انت من ريحة هلي …تبقي غالي
شهدتُ عصابات الشيوعيين (المقاومة الشعبية) تُداهم المنازل، وتُلقي بالحبال على معارضي حكم قاسم، وتُجرّهم في الشوارع دون إذن قضائي.
رأيتُ الرعب في عيون عائلتي وجيراني وأقاربي وهم يُحذّرون بعضهم البعض من عصابات المقاومة الشعبية التي تُقتحم المنازل دون إذن قضائي، وتُدي منشورات ضدّ الزعيم لمعاقبة من يُشكّكون في ولائه.
رأيتُ عصابات الشيوعيين (المقاومة الشعبية) تُتبادل إطلاق النار مع عصابات البعثيين (الحرس الوطني) وسط مدنيين عُزّل. شهدتُ وعشتُ فظاعة القتل العشوائي، حيثُ بقيت الجثث مُلقاة في الشوارع لأيام.
رأيتُ الرعب في عيون عائلتي وجيراني وأقاربي وهم يُحذّرون بعضهم البعض من عصابات الحرس القومي التي تُقتحم المنازل دون إذن قضائي.
رأيتُ عصابات الشيوعيين والبعثيين تُعتدي على أعراض الناس وتُقتاد النساء إلى السجون.
لقد عشتُ أيام حظر التجول، حين كانت الحياة صعبة، وكان الحصول على الطعام ونقل المرضى إلى المستشفيات أمرًا شاقًا.
أنت لست قشة تقتلعها الرياح الهوجاء ( القشة لاتحتاج إلى ريح هوجاء لاقتلاعها)، ولا غصناً نحيلاً يتمايل تحت سطوة العواصف (الغصن النحيل يتمايل مع نسمة عابرة). كيف لصقت الفتات بغذاء النبتة) لست نبتة واهنة تتغذى على فتات غيرها؟؟؟؟ !!! ، ولا شجرة تحني أغصانها خضوعاً أمام لمسة النسيم العابرة (أغصان الشجرة تحتاج اكثر من لمسة نسيم لتنحني.
أشكرك من القلب يا صديقي آدم، على هذا التقدير الدافئ والتحليل العميق. إن تعليقك هذا، الذي تصف فيه كلماتي، هو في الحقيقة إضافة قيمة وفهم نبيل لما أردتُ قوله تعبيرك عن كلماتي يثبت أن العمق موجود في القراءة كما هو في الكتابة. أنت لست فقط قارئاً نبيلاً، بل شريك في صياغة المعنى.. ألقاك على خير
بدلاً من هذا، ينشغل البعض مثل صاحبنا القائد بزخرفة الخطابات بمفردات صاخبة وجذابة دون أي مضمون عملي أو تحليلي قوي يترجمها إلى خطة عمل واقعية ومفهومة. إن هذه الممارسات تُعمّق فجوة الثقة بين الأطراف الفاعلة وبين الشرائح الشعبية التي يُفترض أن تكون هذه الأطراف صوتها والمدافع الأول عنها.
مرة أخرى أشكرك بإخلاص، عزيزي خالد على هذه الفرصة الثمينة لخوض مثل هذا النقاش العميق والمفيد.
لذلك، أعتبر أنه على الرغم من صعوبة أو استحالة تصور انقلاب جذري شامل في الوقت الراهن، إلا أن ذلك لا يعني التخلي عن حلم التحول الأعمق أو الابتعاد عن رؤية جذرية تُعيد بناء الواقع بشكل جوهري. إن التحدي يكمن في صياغة استراتيجية مزاوجة بين الرؤية الجذرية بعيدة المدى والخطوات التدريجية الواقعية الممكنة، حيث نسعى نحو هذا التغيير الكبير، لكن بعقلانية تتماشى مع خصوصيات الظرف الراهن وتحدياته.أما فيما يخص ملاحظتك الدقيقة حول خطورة استخدام الشعارات الجوفاء وحشر المفردات التي تبدو غير ذات دلالة فعلية في الخطاب السياسي كالصراع الطبقي وما شابه، فإنني أتفق تماماً. كما ذكرت بشكل حكيم ومؤثر، الأزمة الفعلية ليست مشكلة الألفاظ نفسها، بل في غياب التحليل الواقعي والعميق الذي ينبغي أن يكون أساس أي خطاب أو مشروع سياسي. إن عدم القدرة على تكييف الأدوات التحليلية الماركسية، مثل مفهوم التحليل الطبقي، مع طبيعة الظروف المحلية لمجتمعاتنا المشوهة والطبيعة غير الكلاسيكية لواقع الكادحين والمهمشين اليوم، يؤدي غالباً إلى برامج عمل عاجزة عن مخاطبة حاجاتهم الحقيقية والملموسة.
قد يبدو أنني جانبت الدقة حين استخدمت المصطلح إذا ما أخذناه بمعناه التاريخي وفق المنظور اللينيني التقليدي. ولكني قصدت بذلك الإشارة إلى ضرورة إيجاد تمايز أصيل عن الفساد والرجعية التي تمسك بمفاصل واقعنا. مما لا شك فيه أن قراءة تجارب التاريخ، خاصة تلك المتعلقة بالدول الاشتراكية السابقة، تكشف لنا مدى انزياح التفكير نحو حتمية التدرجية في التحولات السياسية والاقتصادية، كما يظهر في نموذج الاشتراكية الديمقراطية. ونجاح هذه الأخيرة في دول مثل الدول الإسكندنافية يقدم مثالاً مشرقاً على إمكانية تحقيق العدالة الاجتماعية والاستقرار الطويل الأمد ضمن سياق رأسمالي متطور ومتين سياسياً. ولكن في ظل واقع دولنا المضطرب سياسياً والمفتقر إلى القوانين الناظمة والمؤسسات القوية، يبرز تساؤل جوهري: هل بإمكاننا فعلاً تبني نموذج تدريجي مشابِه في مجتمع يفتقر إلى أسس الاستقرار والديمقراطية الحقيقية؟ وهل يمكن توقع تغير تدريجي في ظل هيمنة قوى رجعية مهيمنة بأساليب القمع والفساد؟ أم أن هذا الخيار التدريجي قد لا يكون إلا حجة للجمود والتعايش مع الوضع القائم الذي تعززه قوى النظام السائدة والمعادية لأي تحول حقيقي؟
مرحباً عزيزي خالد، وأود أن أعبر لك عن خالص امتناني لمداخلتك الثرية التي تحمل الكثير من العمق الفكري والإسهام الجدير بالتقدير.إنني أعي تماماً ما أشرت إليه فيما يتعلق باستخدامي لمصطلح -الجذري- في تناول الواقع الذي نعيشه. وأوافقك الرأي بأن المسألة أعمق من مجرد اختيار لفظ، إذ يعبر المصطلح عن تحديات مجتمعنا الذي يفتقر إلى الطبقات الاجتماعية التقليدية التي عرفتها المراحل الكلاسيكية، فلا يمكن وصفه بمجتمع برجوازي خالص أو بروليتاري تقليدي، بل هو مزيج معقد من الفئات الكادحة والمحرومة التي تعاني الإفقار والاستغلال بصورة مشوهة. في هذا الإطار، أرى أن أي محاولة لتحقيق تحول جوهري بحيث يتمايز المشروع الذي نحمله بشكل حقيقي عن مشاريع القوى الرجعية المهيمنة، والتي تمثل المنتج الأبرز لهذه التشوهات، يمكن اعتبارها تحركاً جذرياً بالمعنى السياسي والاجتماعي. إن الجذرية في هذا السياق لا ترتبط حتماً بنموذج تاريخي واحد كالثورات البروليتارية الكلاسيكية، بل تكمن في قدرتها على القطع مع الأسباب العميقة والمتجذرة للاستغلال والفقر، وفقاً لطبيعة ظروفنا الحالية.
«أتفق مع حضرتك في الرأي، ولا أنكر أن معظم الدول العربية – بلا استثناء – تواجه تحديات حقيقية في ملف حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير. وقد اعتادت شعوبنا، للأسف، على قيود تمارسها السلطات. لكن ما أتحدث عنه هنا – خاصة في الحالة المصرية – هو أمر مختلف، وهو تحوّل المجتمع نفسه إلى سلطة رقابية تمارس الوصاية الأخلاقية والدينية على الأفراد، فيتحول الفضاء العام إلى مساحة خانقة لا تسمح بالاختلاف.
أما التجربة السعودية فهي بالطبع ليست مثالية، لكنها تمثل – في رأيي – محاولة جادة لإعادة التفكير في شكل الدولة والمجتمع. أن يمتلك الحاكم رؤية لتنويع مصادر الدخل بعد عقود من الاعتماد على النفط وموسم الحج والعمرة، وأن يسعى لتحويل بلاده إلى وجهة سياحية وثقافية منفتحة تحاول احترام التعدد والاختلاف الفكري والديني، فذلك جهد لا يمكن إنكاره حتى لو اختلفنا حول تفاصيله».