|
المؤقت و الدائم
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 7943 - 2024 / 4 / 10 - 20:13
المحور:
القضية الفلسطينية
من المعلوم أن نسبة اللاجئين في قطاع غزة على السكان الأصليين هي الأعلى وأن غالبيتهم نزحوا عن بلداتهم في جنوب فلسطين كبئر السبع و عسقلان و اشدود ، و بالتالي هم ينتظرون في مخيمات مؤقتة ، تحت رعاية الأمم المتحدة ، بواسطة و كالة غوث و تشغيل لاجئي فلسطين ، المؤقتة . نجم عنه أن الفلسطينيين كانوا نظريا ، أمام ثلاثة احتمالات : 1ـ أن يجد المجتمع الدولي وسيلة تمكنهم من العودة إلى منازلهم و أرضهم . هذا لم يحدث ، حيث اتضح مرة بعد مرة منذ سنة 1948 ، أن هذا المجتمع تحت قبضة الولايات المتحدة الأميركية و أنه أداة طيعة لخدمة مصالحها ، و أن دولة إسرائيل هي في الواقع امتداد للولايات المتحدة الأميركية في المشرق العربي . ليس من حاجة بعد الكارثة الإنسانية التي وقعت في قطاع غزة ، لأدلة و براهين ، على أن إسرائيل هي مكون عضوي من تحالف الدول الغربية في إطار الحلف الأطلسي . حيث أنه صار بيِّنا أن هذا الأخير يتصرف كما لو ان بلدان المشرق العربي حديقة من حدائقه الخلفية و أن سكانها لا يساوي الفرد منهم ثمن الرصاصة التي قتلت محمد الدرة في قطاع غزة و القنبلة الحارقة التي أسقطتها قاذفة أميركية على ملجأ العامرية في بغداد فقتلت حرقا عدة مئات من العراقيين . مجمل القول أن الحرب التي أعلنتها إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 ،على قطاع غزة ، بمعاونة الدول الأوروبية و الولايات المتحدة الأميركية ، هي استئصالية كونها تهدف لمحو " قضية اللاجئين" و لإلغاء "وجود الفلسطينيين " . هذا ما يوحي استخدام نعت هؤلاء " بالحيوانات الآدمية " و تراجع الولايات المتحدة الأميركية و دول أوروبية عن تسديد مساهماتها في ميزانية الأنروا بطلب من إسرائيل . 2ـ أن تجبر "الدول العربية " إسرائيل على العمل من أجل تسوية مع الفلسطينيين ، تأسيسا على أن هذه التسوية ،تعني لو تحققت ،" توطين " الإسرائيليين في المشرق العربي و تخليهم عن المشروع الاستعماري الغربي الذي ألمحنا إليه أعلاه ، الذي يمكننا أن نتخيل أبعاده و تداعياته من خلال الحروب و الثورات التمهيدية في الجزائر و العراق و تونس و ليبيا وسورية و مصر و السودان ، و قبلها الكلام عن إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط . لا يتسع المجال هنا للدخول في تفاصيل ما ظهر من معلومات عن الحروب التي بادر إليها الإسرائيليون ، في 1956 و 1967 و 1973 ، ضد النظام العربي ، بهدف تطويعه في البلدان العربية و إخضاعه لإرادة التحالف الغربي . نجم عنه أنه حصل عكس ما كان يجب أن يحصل ، فلم يقبل الإسرائيليون ، التوطين و الاندماج ، كما كان سكان البلدان العربية اليهود تاريخيا ، و إنما صار نظام الحكم العربي و كيلا للتحالف الغربي . 3ـ و كان هناك بالطبع ،طريق ثالث تمثلت في مقاومة الاحتلال انطلاقا من ضرورة أن يأخذ الفلسطينيون زمام أمورهم بأنفسهم حفاظا على الوجود . يمكننا أن نقول في هذا الصدد أن الفلسطينيين قاوموا و لا يزالون يقدمون أغلى الأثمان طلبا للحرية و للسيادة الوطنية . و لكن لا مفر من التسليم بأن موضوع المقاومة معقد و ذو تفاصيل عديدة ، كأية مقاومة ضد استعمار استيطاني استئصالي متعال ،لا يحترم شِرعة أو قانون . ينبني عليه أن الغوص فيه بتطلب جهدا كبيرا ووقتا طويلا . لذا نكتفي بالإشارة إلى ، أن الفلسطينيين لم يشذوا عن القاعدة كغيرهم من الشعوب تحت وطأة المستعمر ، فلقد ظهر في صفوفهم ثلاثة تيارات ، تيار انقاد لنظام الحكم العربي و أنضم إلى جوقته ، و تيار يائس فضل مداهنة المستعمر ، و ثالث و هو الغالب أختار مسار النضال ضد الاحتلال كلما و جد إلى ذلك سبيلا ، و لا يخفي في هذا الصدد أنه اعترضت هذا المسار تعاريج تكاثرت توازيا مع تنامي ميول نظام الحكم العربي إلى الاستسلام و التواطؤ مع المحتلين . نصل بعد هذه المداورة في الذهن إلى خلاصة ازدادت وضوحا من خلال حرب التطهير العرقي و التدمير الشامل في قطاع غزة ، فلا يعتريها غموض أو شبهة .،مفادها أن الأوضاع في قطاع غزة كانت صعبة للغاية ، حيث قيل أن الناس يعيشون فيه تحت نظام الغيتو ، و أنه أكبر سجن في العالم ، أو زريبة . الغريب في الأمر أن دول الغرب الأوروبي و الولايات المتحدة الأميركية ، أنكروا حق الناس في مقاومة إسرائيل التي تفرض عليهم العيش تحت هذه الشروط بالرغم من معرفتها . و لم يقتصر موقفها على الإنكار و أنما و قفت إلى جانب المستعمرين ، فأمدتهم بالسلاح و قاتلت معهم . دليلا على ان الفلسطينيين يقاومون تحالفا دوليا يضم إسرائيل .
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسائل الحاصر مستعجلة و مسائل الماضي يجب تأجيلها !
-
3 ـ قراءة في المشهد الغزازي
-
2 ـ قراءة في المشهد الغزاوي
-
1 ـ قراءة في المشهد الغزاوي
-
أبعاد الحرب على قطاع غزة
-
إتلاف الشعب الفلسطيني
-
البحر أمامكم
-
الحرب الدولية الكبيرة 2
-
الأبادة أو المنفى
-
حرب دولية كبيرة
-
الموقف الوسطي خدعة في المحيط المتوسطي
-
3 ـ حرب حزيران 1967 لم تنته بعد !
-
2 حرب حزيران 1967 لم تنتهه بعد !
-
1 ـ حرب حزيران 1967 لم تنته بعد !
-
إعلام السرب !
-
6 الحرب على قطاع غزة, ما تظهره و ما تسمعه !!
-
5ـ الحرب على قطاع غزة ، ماتطهره و ما نسمعه |!
-
4 ـ الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و ما أسمعته !!
-
3 ـ الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و ما أسمعته !
-
2 ـ الحرب على قطاع غزة: ما أظهرته و ما أسمعته !!
المزيد.....
-
هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با
...
-
مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل
...
-
يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
-
السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش
...
-
بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
-
السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب
...
-
محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي
...
-
الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع
...
-
الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة
...
-
حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر
...
المزيد.....
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
-
التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|