أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نور فهمي - حصن (الهوية المستعارة)














المزيد.....

حصن (الهوية المستعارة)


نور فهمي
كاتبة

(Noor Fahmy)


الحوار المتمدن-العدد: 7941 - 2024 / 4 / 8 - 22:15
المحور: حقوق الانسان
    


عندما يتلقى الجمهور المعلومة بصورة مرئية؛ يكون التأثير أقوى آلاف المرات من الوسيلة المقروئة أو حتى المسموعة!!
ولكن هل فى كل مرة يتحول فيها العمل الروائى لعمل درامى يضطر المبدع لأن يتخلى عن نصف أفكاره،
فقط ليلاءم طبيعة الفكر الجمعى ويهدهد هواه؟!
أعلم أن أغلبية القراء أكثر تقبلا للأفكار المختلفة والغريبة، بل والشاذة منها، بالمقارنة إلى جموع المشاهدين.
ولكن هل غايتنا أن نبيع الأفكار لمؤيديها؟! أم نحن فى حاجة فعلية لأن نطرح هذه الأفكار من خلال شاشات التلفاز والسينما، ونزيد من توعية الأكثرية، والذين لا تتوفر لديهم المعرفة أو سبل التغيير إلا عن "طريق الفن"؟! فعند تحويل عمل روائى إلى مسلسل أو فيلم، يذاع صيته وينتشر بصورة أكبر وأشد تأثيرا وتغلغلا فى النفس عما إذا ظل سطورا بين صفحات كتاب؛ فيمكن حينها الترويج لحرية الفكر، وتقبل الرأى الآخر"المخالف عنى" والذى ليس بالضرورة يوافق هوى الأغلبية أو أفكارهم ..بل يحثهم على التفكير مرة أخرى فى معتقداتهم الراسخة، وعاداتهم التى تضر أحيانا أكثر مما تنفع، أو تثمر عن خير!!
اتساءل دوما:
هل تنقصنا الجرأة؟! هل أصبحت أفكارنا وإبداعاتنا هشة لا تحتمل نقدا ولا تحملا للقيل والقال؟!
وهل يحدث أى تغيير دون إنفجار فكرى مدوى، وطرح شرس بلا مهاودة أو مهادنة؟!
لم يتراجع فنيا حال المنتجين فقط، بل المبدعين أيضا؛ فباتوا يخشون هجوم الناس وخاصة فى زمن أصبح فيه حجم (اللايكات) و(الشير) والتعليقات المسيئة والجارحة تحدد منحى الإبداع، ودفة المبدعين، فيتخيروا ما يبقيهم بمأمن من سيل الهجمات والتجريح وتتقهقر بذلك مستوياتهم الإبداعية فيترددون آلاف المرات قبل أن يعرضوا أفكارهم أو يطرحوا آراءهم الجريئة للجمهور_إلا من رحم ربى_ وهم قلة نادرة!!
أعلم جيدا أن من واجب المفكر والمبدع أن يستمر بجرأة وشغف ويواصل طرح فيه أحيانا "بتر" لخلايا الوهم المقدس!!
ولكن أنى له ذلك فى ظل هذا الجو العام الذى يحيط به من تربص وتنمر وسخافات لا حد لها، تمتد أحيانا لأسرته وعائلته وحتى معارفه؟!
فبعض الروائيين مثلا، ترفع ضدهم دعاوى قضائية وتحرر ضدهم بلاغات لا حصر لها !!
هل تدرى معنى أن يحاكم أحدهم من أجل "شخصية" فى رواية وأن يغتال آخر بسبب كلمة .. هل تدرك معنى أن يصيغ أحدهم "حبكة ممتعة" فينقلب الرأى العام ضده بين ليلة وضحاها، فلا يصبح إبداعه مكرما بل مهانا ومدانا؟!
عبر عن ذلك الروائى الكبير الراحل (إحسان عبد القدوس) فى مقدمة روايته (أنا حرة) ساخرا:
"جلبت لى هذه القصص من المتاعب قدر ما جلبته لى كتاباتى فى المواضيع السياسية والوطنية، وأثارت حولى من الجدل والمناقشة والتهم قدر ما أثارته قضية الأسلحة الفاسدة مثلا! "
هذا على مستوى الإبداع الفنى والأدبى..أما على مستوى "حرية الرأى عموما؛
فتجد (بروافايلات) بعض التنويرين على مواقع التواصل الاجتماعى بأسماء وصور "مستعارة" ليتمكنوا من طرح آراءهم وأفكارهم بحرية!!
فهل هناك قانونا يحمى المبدعين، أو المفكرين؟!
ليس من سرقة افكارهم فحسب، بل من سرقة أمانهم"الشخصى" ؟!
هل هناك قانونا يكفل حرية الرأى والتعبير دون مقاضاة أو محاكمة؟!
أسماء مزيفة هنا ..وصورا مزيفة هناك..معلومات مضللة
تمتلئ بها مواقع التواصل الاجتماعى؛ خاصة (الفيسبوك) وتطبيق ال(كلوب هاوس)
فالتوارى خلف "هوية مستعارة" بات "عادة الكترونية"، بالإضافة إلى محاولة كسب؛ (اللايكات) و(الشير)، والتأثير فى الرأى العام، بل وتوريط بعض الأفراد الذين يتفاعلون مع منشوراتهم وأصحاب البروفايلات الرئيسيين فى مأمن تام من أى تكدير أو تعكير صفو حريتهم"المزيفة"!!
هل تدعى إذن شجاعة لا تملكها يا هذا؟!
هل تدعى رأيا لا يخصك؟ هل هناك أهدافا أخرى من فتح حسابات مزيفة، وحشد آخرين يتفاعلون أحيانا بعفوية ظنا منهم أنك تحمل نفس أفكارهم وأحلامهم؟! بل ويتخذ بعضهم أيضا من صيت الدفاع عن حقوق المرأة وحريتها سبيلا للتحرش والتصيد والملاحقة!!
وعلى كل المستويات الفكرية، والسياسية والدينية، هناك دائما أشخاصا يعرضون آراءهم "من وراء حجاب"!!
لا يجرأ أحدهم أن يعلن عن معتقداته بحرية..عن أفكاره وتشككاته على الملأ، بل ويهلل بعضهم أو يسب ويلعن غضبا وثورة، ولا يجرؤ حتى على إعلان اسمه!!
فهل تعدوا هذه شجاعة؟! وإن كانوا هم أنفسهم من يحثون الآخرين على الثورة الفكرية والتعبير عن رأيهم بحرية دون خوف؟ فكيف وهم عاجزون حتى عن الثورة ضد أنفسهم؟ كيف يدعون امتلاك الحرية وهم محرومون منها..كيف يدعون جرأة لم تتحلى بها نفوسهم يوما؟!
وكما قال الكاتب الصحفى الراحل
(على أمين) قى كتابه(فكرة فى المنفى):
"إن الذين يغامرون بكل شئ دفاعا عن رأيهم يصلون دائما إلى القمة!"
وأنا أدرك وأتفهم تماما أنه لم يخلق أحد منا مساويا للآخر أو شبيها له..فكل منا له قضاياه وأولوياته واتجاهاته، لديه درجة من "تحمل" الاختلاف وتقبل "الاضطهاد" تختلف عن أخيه الإنسان، ولذلك وجب احترام اختيارات البعض مهما كانت مختلفة عنا أو مناقضة لأفكارنا.
ولكن الخوف ..كل الخوف.. من أن يضطر أحدهم إدعاء هوية مزيفة درءا للخطر، وبذلك تختلط الأهواء والنوايا ولا يدرى أحد من الطالح فيهم أو الصالح؟! من الذى يحمل فكرا وغاية ورسالة، ومن الذى يفسد ويضلل بقصد وبدعم؟!
الكل للأسف تحت غطاء واحد؛ غطاء "الأسماء المستعارة" و"الهوية المزيفة" إما بقصد درء الخطر عن نفسه وإيثارا للسلامة، وإما توريط آخرين لا ذنب لهم فى الخطر!!
وأخيرا؛
هل سنمتلك يوما محيطا آمنا للتعببر عن آراءنا بعفوية وصدق!؟!
هل سنصبح أحرارا فى التعبير عن هويتنا ومكنونات أنفسنا دون ملاحقة أو مقاضاة ؟!
هل بإمكاننا الظهور بحقيقتنا يوما، لا التصنع دوما بالظهور؟!



#نور_فهمي (هاشتاغ)       Noor_Fahmy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوادة-البكر-
- ثورة النساء أم ثورة الإنسان؟!
- كتابات آخر موضة!
- بين العهر والحج -رحلة-
- الأستاذ -إله-
- ورم الجنس (مقال)
- بردا وسلاما على المبدعين (مقال)
- براءة الرب (مقال)
- علاقة(إحسان عبد القدوس) بمسلسل -أزمة منتصف العمر-
- وجه لا يشبه صاحبه!
- شاهينية الهوى
- (منتهى اللذة..منتهى الألم) مقال
- آيات سينمائية..تلاوة امرأة
- حرية موقوتة (نص نثرى)
- انتحار عارية (قصة قصيرة)
- سمعة الكترونية (قصة قصيرة)


المزيد.....




- اليونسكو تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين في ...
- اليونسكو تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين في ...
- لاوغاي.. معسكرات الاعتقال في الصين (الجزء الثاني)
- قانون تجريم المثلية الجنسية.. التمييز ومطالبات الإلغاء
- اليونيسكو تمنح جائزة حرية الصحافة للصحافيين الفلسطينيين في غ ...
- حرب غزة: قصف متواصل على القطاع واعتقال مشتبه به حاول مهاجمة ...
- -اليونيسكو- تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين ...
- لاوغاي.. معسكرات الاعتقال في الصين (الجزء الأول)
- برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: الدمار في غزة هو الأسوأ منذ ا ...
- اليونيسكو تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين في ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نور فهمي - حصن (الهوية المستعارة)