أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - أعطونا بلداً مثل سويسرا لنصبح سوريين














المزيد.....

أعطونا بلداً مثل سويسرا لنصبح سوريين


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 7940 - 2024 / 4 / 7 - 18:14
المحور: القضية الكردية
    


تريدون من الكردي أن يفكر وطنياً لا قومياً، بينما دولكم وحكوماتكم وكل أحزابكم وبمختلف تياراتها السياسية من أقصى اليمين الماركسي لأقصى اليمين الإسلامي المتطرف، لا بل والأغلبية المطلقة من شعوبكم تفكيرها ليس فقط قوموياً وإنما عنصرياً بحيث جعلتم كل شيء في البلاد والعباد بلون واحد فتركيا الفتاة الكمالية جعلت من تركيا ذات علم ولغة وقومية واحدة هي التركية مع أن الأتراك آخر من حاؤوا واستولوا على جغرافية الآخرين فيها من أرمن وكرد ويونانيين وما زالت الأوابد تشهد وكذلك مجازرهم بحق تلك المكونات، بل ما زال الكرد يشكلون أكثر من ربع سكان البلاد؛ أي ما يزيد عن عشرون مليوناً وذلك بالرغم من كل ما تمارسها من قمع وسياسات التهجير والتغيير الديموغرافي، وطبعاً جاءت الأردوغانية التي زاوجت بين الفاشيتين القومية والدينية مثلها مثل نظام الملالي بإيران وسارت على نفس المنهجية العنصرية الأتاتوركية في جعل كل شيء قومجي تركي بصبغة دينية مذهبية، ومثلها نظام الملالي في إيران طبعاً وكذلك فإن الدول العربية وما يهمنا هنا نظامي البعث في سوريا والعراق، لم يتركوا شيء ولم يعربوه حتى السماء وصولاً للبترول في بواطن الأرض وجعلهم يرددون؛ "بترول العرب للعرب".

وبالمناسبة فإن هذه العبارة المستفزة جعلتني وأنا التلميذ في المراحل الابتدائية بأن أقول؛ بترول الكرد للكرد، طبعاً ما شجعني على ترديدها أمام المعلم وزملائي بالصف هو شجاعة الطفل في العاشرة من عمره الذي لا يعرف دهاليز السياسة وأقبية سجون وزنازين الطغاة وكذلك لكون المعلم كان كردياً وجاراً لنا؛ صحيح كان بعثياً وعاقبني ولكن حفظ للجيرة أخلاقياتها ولم يشي بي للإدارة أو ربما فعلها ولفلفوها درءً لمخاطر أمنية قد تطالهم أيضاً وكيف يجرؤ تلميذ في ذاك العمر أن يتفوه بمثل تلك العبارة، لكن بالتأكيد كان لها أسبابها ودوافعها فمن جهة وكما أسلفنا استفزاز عبارة "بترول العرب للعرب"، مع أن البترول في البلدين هو ضمن المناطق الكردية وكذلك كانت أجواء البيت وعلاقة أبي بالسياسة والبارتي له فواعله في نفسية ذاك الطفل والانتماء للهوية.

المهم بالموضوع وما أردنا قوله في هذه العجالة؛ هو أن هذه الدول وحكوماتها وكذلك شعوبها ومختلف تياراتها السياسية قدمت للكرد أسوأ النماذج العنصرية، إن كانت ذات صبغة دينية أو قومية أو التزاوج بين الفاشيتين، كما قلنا في كل من حالة نظام الملالي بإيران أو الأردوغانية و"العثمنة الجديدة" في تركيا، بمعنى صبغ كل شيء بالصبغة القومية والمذهبية ويأتي بعد ذلك من يطالب الكردي بأن يكون وطنياً لا قومياً وكأننا كنا نعيش في دولة مثل سويسرا بحيث يجعل الكردي يقول أنا سوري أو تركي وليس كردياً سورياً، كما يفعلها السويسريين بمختلف أطيافهم وثقافتهم ولغاتهم حيث تجد الألمانية والفرنسية والإيطالية ولغة رابعة لا تشكل إلا 0.05% بالمائة من سكان البلاد ورغم ذلك معترف بها لغة رابعة رسمية في البلاد وكذلك تجد لكل كانتون علمه الخاص ويحكمها أبنائها ولا يأتي ضابط أمني على غرار محمد المنصورة مثالاً ليحكم في شمال البلاد ويمنع التلاميذ من التكلم بلغته الأم في المدرسة والشارع وحتى في البيت ببعض المراحل في تركيا! ولذلك تجد السويسري لا يعرف نفسه بأنه ألماني سويسري، كحال الكردي السوري، بل يقول إنه سويسري.. نعم أعطونا بلداً مثل سويسرا فحينها سنكون سوريين، أما أن تجعلوا سوريا عربية في ثقافتها ولغتها وعلمها وشعبها وحتى في لون سمائها وبترولها، فبالتأكيد سأبقى كردياً سورياً ولاحقاً وربما فقط كردستانياً ولا علاقة لنا بكل تلويناتكم وحكوماتكم وأعلامكم بحيث تكون لكم جغرافيتكم ولنا جغرافيتنا!



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الفرق بين أن تكون عميلاً من أن تكون شريكاً؟!
- راكب دبابة المحتل هو عميل خائن
- توضيح بخصوص -ترخيص الأحزاب-
- قراءة موجزة في تجربتي روژآڤا وإقليم كردستان
- نحن والعرب كنا إخوة وجيران
- تركيا تحاول إعادة “الحركة المريدية” في عفرين
- الكوتا ضمانة لحقوق الأقليات
- عنصرية الآشوريين تجاه الكرد!
- نحن الكرد لا نستفيد حتى من تجاربنا الفاشلة
- حياة القائد أم قضايا شعبنا؟
- هل العروبة ثقافة أم قومية عنصرية؟!
- هل فعلاً الكردستاني “ضد القومية الكردية”؟!
- فيدان أين كردستان؟!
- نحن الكرد ضحايا الدولة السوفييتية
- نعم كوباني وليس -عين العرب-
- رسالة لكل الأطراف الكردستانية
- تاريخنا يحتاج لإعادة التدوين
- حكاية عملاء تركيا من “الانكشاريين”
- نحن الكرد أين يجب أن يكون موقعنا في ظل الصراعات الإقليمية؟
- عندما يكون الخيار بين الممر الأمريكي والهلال الشيعي/السني ال ...


المزيد.....




- المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تبرر عدم حسمها الدعاوى بخصوص ...
- أكسيوس: أعضاء بالكونغرس يبحثون مع الجنائية الدولية مذكرات اع ...
- في يومها العالمي.. السياسة والحروب تقلص حرية الصحافة حول الع ...
- جائزة حرية الصحافة للفلسطينيين وتراجع استقلال الإعلام عالميا ...
- الخارجية الروسية: الغرب الجماعي ينتهك حرية التعبير
- استشهاد دكتور فلسطيني و-الاحتلال- يرفض كشف معلومات عن بقية ا ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة - مخاطر تحيط بصحفيي السودان
- كوريا الشمالية تسلط الضوء على سياساتها التعليمية لذوي الاحتي ...
- مستوطنون يهاجمون بلدة جنوب نابلس والقوات الإسرائيلية تشن حمل ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف فلسطيني مفقود تحت أنقاض غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - أعطونا بلداً مثل سويسرا لنصبح سوريين