أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - نحن الكورد انفصاليون - 4














المزيد.....

نحن الكورد انفصاليون - 4


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7938 - 2024 / 4 / 5 - 10:41
المحور: القضية الكردية
    


معاناتنا نحن الكورد من القوميين العرب مريرة، وقديمة، فمنذ نشوء الدول العربية لم ينفك قوميّوها عن السعي لصهر المكونات غير العربية في بوتقتهم القومية، وتجلّى مسعاهم هذا لنا نحن كورد سوريا بوضوح إبّان حقبة الوحدة مع مصر، حيث خططت الناصرية آنذاك إفراغ المنطقة الكوردية من سكانها واستبدالهم بالعرب، وكانت أولى تجاربها في استعراب المنطقة بإنشاء قريتين على نهر دجلة بعد مصادرة الأراضي من مالكيها الكورد. ولإفراغها من سكنتها لديهم، ما شاء الله، من الطرق ما يخطر على البال، غير أنهم اختاروا ثلاث طرق كبداية: الإرهاب، مصادرة الأراضي، الإبادة. بدأ الإرهاب منذ أيام الأولى للوحدة. حينها لم يكن طُرق المشروع قد وضع بعد. من سوء طالعنا بدأوا بالإبادة قبل مصادرة الأراضي، إذا استثنينا القريتين، وشاءت الأقدار بفك عرى تلك الوحدة، وتأجل المشروع إلى حين. بدأت الإبادة بافتعال حادثة حريق سينما عامودا متحاشين الضجة والفضيحة، وراحت ضحيتها أطفال في عمر الزهور. وأتبعوها بتهجير عائلات كوردية عنوة من سوريا، على أساس أنهم غير سوريين! وسار المشروع جاريا على قدم وساق إلى أن فسخوا الوحدة بين مصر وسوريا بانقلاب عسكري قادته ضباط دمشقيون، ليبدأ المشروع من جديد بأشرّ من الأول، مبتغيا إمحاء وجودنا إلى آخر واحد فينا على أرض هذه المنطقة.
ربما كانت الإبادة بالحوادث المفتعلة أكثر حظا في التخلص منا على وجه السرعة، ومن دون ضجة تُذكر!
فتأسيس الحراك من قبل أمثالنا، المبتلين بقساة القلوب، في مثل هذه البيئات ربما هو نجاة من الموت المؤكد، لم يكن كافيا نُذاق بِسِيْلَة الموت في أطفالنا، فارتقوا بنا إلى شَرْي الإصلاح الزراعي، وبؤس الحزام العربي. تحولت عقاراتنا إلى مزارع للدولة، وإحصاء العام 1962م الكارثي جعلنا مواطنين بلا جنسية على هذا الكوكب، لا وطن يضمنا، كأننا من كوكب آخر.
لم يكن عهد الانفصال أهون علينا من سنوات الوحدة؛ حيث وجد أناس الحكم آنذاك فينا نحن الكرد وسيلة مثلى لتثبيت عروبتهم، وإبانة حرصهم الشديد عليها، تعويضا لفسخهم الوحدة العربية التي كانت أمنية كل عربي من الخليج إلى شرق الأطلسي، فابتكروا تهمة مثالية لإثبات مواثقتهم على العربية والعروبة دون أن يشك فيهم أحد، هي اعتبارنا إسرائيل ثانية وخنجر في خاصرة العروبة! لذا بدأوا بالإحصاء الخاص بالمنطقة الكردية فجرّدوا مائة وخمسين ألف عائلة من الجنسية السورية، لكن الوقت لم تمهلهم لتنفيذ ما قرروه، فآل تطبيقه إلى خليفتهم المنقلب عليهم بانقلاب الثامن من آذار، وقبل الإحصاء حرّموا مرشحين عن الحراك الكوردي في دخول البرلمان رغم فوزهم في الانتخابات، وعيّنوا بدلا عنهم شخصين عربيين من المنطقة، اللذين لم يكن لهما حظ الفوز بمقاعد البرلمان. هكذا يكون القانون في ظل القوميين العروبيين؟
يبدو أن الحظ يحالفنا أحيانا، فلم ننلْ من قصف الطائرات كما ناله موحدو السويداء في الخمسينيات من القرن الماضي، لولا التدخل من الخارج لأبيدوا عن بكرة أبيهم. ونحن الكورد نتميز بحالة استثنائية في المنطقة؛ حيث تتقاسم أرضنا أربع دول، ونحن لا نملك حتى حكما ذاتيا، وبالنظر إلى أن الدول مصالح فليس لأحد مصلحة في الإشفاق علينا عمّا نعانيه من هؤلاء القوميين، فمشاريعهم الجارية بالقضاء علينا، لا تحظى باهتمام الدول المعنية بالمنطقة إلا حين الحاجة إلى تمرير إحدى أجنداتها على هذه الدول المتقاسمة لأرضنا!
سؤالنا في هذه المرة: لماذا العروبيون أفرادا وجماعات وسلطات يتهموننا بأخطر التهم (الانفصال)؟
ربما الإجابة على هذا السؤال كما نعتقد لا يخطر على بال أحد؛ أمّا إذا دققنا فيه لأدركنا أن الانفصال هو اقتطاع جزء من دولة قائمة، تسودها قومية واحدة قانونا، بغض النظر عن اختلاف شرائح نسيجها الوطني! وهذه التهمة تسوّغ لهم المبرر للتمادي في جرائمهم بحق الشعب الكوردي والتصرف بنا كيفما شاؤوا، وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا حجة يستغِلّها القوميون كي يبدو للجماهير أبطالا أمناء على الوطن والمواطن، وفي حقيقة الأمر هم أناس منتفعون انتهازيون ...
وهكذا فتهمة انفصاليون جديرة باهتمام القوميين وجوكر في أيديهم يلجؤون إليه متى دعت الحاجة، وما أكثر ما تدعو إليه حاجتهم، فليس لهم نجاح في أي مجال خاضوا فيه ونجحوا في محاربتنا نحن المسالمين، ومن غير ظهير أو نصير. وهذا حال المستضعفين على مر العصور، كانوا وسيلة لمن أراد الظهور أمام الغير أو ألمّت به ملمة يريد التغطية عليها فيستعين بإعلان الحرب على هؤلاء المستضعفين.
نسأل للمرة الرابعة، هل للقوميين العروبيين انتصار على أحد غيرنا؟
يتبع...
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
11/3/2024



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أخبر إسرائيل عن موقع جنرالات إيران
- نحن الكورد انفصاليون - 3
- نحن الكورد انفصاليون - 2
- نحن الكورد انفصاليون - 1
- أنا ولجنة التحديد والتحرير - 13 – الأخيرة
- أنا ولجنة التحديد والتحرير - 12
- أنا ولجنة التحديد والتحرير - 11
- أنا ولجنة التحديد والتحرير - 10
- التناقضات في تهنئة المرأة بعيدها
- يهملون جماليات نوروز أمام هيمنة رمضان
- أنا ولجنة التحديد والتحرير - 9
- أنا ولجنة التحديد والتحرير - 8
- أنا ولجنة التحديد والتحرير - 7
- أنا ولجنة التحديد والتحرير - 6
- أنا ولجنة التحديد والتحرير - 5
- أنا ولجنة التحديد والتحرير - 4
- زوجة البغدادي مجرمة ويجب أن تحاكم
- أنا ولجنة التحديد والتحرير - 3
- أنا ولجنة التحديد والتحرير - 2
- أنا ولجنة التحديد والتحرير - 1


المزيد.....




- الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف فلسطيني مفقود تحت أنقاض غزة
- الامم المتحدة تعلن عن كلفة إعادة إعمار غزة
- ثاني إعدام بنفس اليوم بقضية -خيانة- السعودية.. المملكة تنفذ ...
- السعودية: العفو الدولية تطالب بالإفراج عن مواطنة محكوم عليها ...
- اليونسكو تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين في ...
- اليونسكو تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين في ...
- لاوغاي.. معسكرات الاعتقال في الصين (الجزء الثاني)
- قانون تجريم المثلية الجنسية.. التمييز ومطالبات الإلغاء
- اليونيسكو تمنح جائزة حرية الصحافة للصحافيين الفلسطينيين في غ ...
- حرب غزة: قصف متواصل على القطاع واعتقال مشتبه به حاول مهاجمة ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - نحن الكورد انفصاليون - 4