أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صادق الازرقي - سنة اخرى تمضي: في ذكرى جريمة بشعة














المزيد.....

سنة اخرى تمضي: في ذكرى جريمة بشعة


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 7937 - 2024 / 4 / 4 - 10:26
المحور: حقوق الانسان
    


سنة اخرى تمضي، وبذلك تمر هذه الايام الذكرى الرابعة والاربعون لتهجير أعداد كبيرة من العراقيين من اراضيهم وبيوتهم ومصانعهم واعمالهم بذرائع عنصرية وطائفية، إذ شهد عام 1980 بدء أبشع عملية تهجير جماعية ضد الكورد الفيليين، بدأت منذ الرابع من شهر نيسان في ذلك العام، وتواصلت طيلة المدة اللاحقة.
وعلى وفق الوقائع التاريخية والمعطيات الحقوقية والقانونية وعند الحديث عن الجرائم التي ارتكبت ضد الكورد الفيليين في زمن النظام المباد في العراق، يمكن تصنيف تلك الجرائم والانتهاكات الى عدة انواع، بما في ذلك التهجير القسري والابادة الجماعية والانتهاكات الجسدية والنفسية الأخرى.
وبرغم ان الجرائم ضد الكورد الفيليين بدأت منذ نهاية ستينات وفي سبعينات القرن الماضي، الا انها تصاعدت بشكل خاص في مدة حكم نظام صدام حسين.
وتعرض الكورد الفيليون لحملات تهجير قسرية من مناطقهم التقليدية في كركوك وديالى والموصل وواسط وبغداد وأجزاء أخرى من العراق، وزُج بشبابهم في السجون؛ وكانت هذه الحملات جزءا من سياسات نظام صدام حسين لإجبار الكورد على ترك مناطقهم وإحلال سكان آخرين وبخاصة العرب فيها.
وواجه الكورد الفيليون حملات قتل جماعي وهجمات وحشية من قبل الحكومة العراقية في حينها.
وكانت الانتهاكات الجسدية والنفسية منتشرة بشكل واسع ضد الكورد الفيليين، بما في ذلك التعذيب والاعتقال التعسفي والإذلال العام؛ واستنادا الى تقارير المنظمات الحقوقية فان كثيرا من الكورد الفيليين تعرضوا لأشكال متنوعة من هذه الانتهاكات، وغيب الوف منهم ممن هم في سن الشباب في معتقلات سرية؛ ولازال مصير كثير منهم مجهولا حتى الآن، فيما تبين القرائن انهم قتلوا او جرى استخدامهم في التجارب على الاسلحة.
وسعى النظام المباد الى القضاء على التجار من الكورد الفيليين ذوي الدخل والثراء العالي الذين كانوا نشطين في السوق العراقية، بخاصة في العاصمة بغداد بتسفيرهم من بغداد الى خارج العراق.
بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، بدأت عديد الجهود لتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم عن طريق المحاكم الدولية والمحاكم العراقية المحلية، وبوساطة التحقيقات والتوثيقات التي تقوم بها منظمات حقوق الإنسان.
ومنذ نيسان عام 2003 والانتقال إلى النظام الحالي في العراق، بذلت جهود لتحقيق العدالة والانصاف بخصوص جرائم الحقبة السابقة ضد الكورد الفيليين وعديد الجرائم ضد القوميات والأقليات الأخرى فضلا عن جرائم ملاحقة المعارضين من منتسبي الاحزاب الوطنية العراقية.
ومنذ بداية تلك الاجراءات كان من الصعب تقديم تقويم نهائي بشأن مدى الانصاف في هذا السياق، بسبب تعقيدات الوضع في العراق وعدم استقرار الأوضاع السياسية والأمنية في السنوات التي اعقبت تغيير النظام المباد؛ الا ان الوضع الحالي الذي يشهد منذ سنوات استقرارا كبيرا في تلك الاوضاع يحتم حسم ملفات كثيرة تتعلق بحقوق الكورد الفيليين كمجتمع او كأفراد، اذ لم تزل كثير من الملفات معلقة ولم يجري حسمها برغم وضوح المجرم والجريمة ومشروعية مطالب المظلومين.
لقد حدثت بعض التطورات في محاكمة الجرائم التي ارتكبت في مدة حكم نظام صدام حسين، وقد جرت محاكمة عدد من المسؤولين السابقين بتهم الجرائم ضد الإنسانية، والتحقيقات تواصلت من ثم في بعض الحالات الأخرى؛ ومع ذلك، لا زالت هناك تحديات كبيرة في معالجة نتائج ذلك التطهير العرقي والجرائم السابقة، وهذا يتطلب جهودا مستمرة لضمان العدالة والانصاف لضحايا هذه الجرائم.
يجب أن يكون الهدف النهائي هو تقديم العدالة والمساعدة في تلبية حقوق ضحايا الكورد الفيليين، بما في ذلك تعزيز استحقاقاتهم وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم في المستقبل، فيما يتوجب الاستمرار بمطالبة المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي بمواصلة التحقيقات ومنح العدالة لضحايا الجرائم السابقة في العراق.
وبرأي أكاديميين فيليين فان بعض ممثلي الكورد الفيليين يتحملون جزءا من الاخفاق في ايصال الصوت الفيلي ومظلوميتهم الى الجهات المعنية، ويعد بعضهم عدم تواجد "كتلة فيلية" تتبنى استحقاقاتهم ومطالبهم في حوارات الكتل السياسية أحد أبرز الأسباب في عدم تبني القضية الكوردية الفيلية من الاحزاب التي حكمت بعد عام 2003 وأصبحت قضية الفيليين هامشية على ذلك الصعيد على حد وصفهم.
ويلفت مراقبون الى ما اسموه تشتت الكورد الفيليين في الممارسات الانتخابية بعد عام 2003 وعدم اتفاقهم على شخصية او حزب، ومن ثم سعى الكل لكسبهم سواء أكان على أساس المذهب أم القومية.
ويسجل كتاب فيليون نقطة تتعلق بالطبيعة القومية والمذهبية للفيليين بعد 2003 مشيرين الى محاولة القسم الأكبر منهم التمسك بما اسموه بنية الهوية الوطنية العراقية، وهذا ما جعلهم بعيدين عن التطرف القومي أو المذهبي، على حد قولهم.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن التعايش مع سلطة القوى الخاسرة؟
- عار المفوضية..كيف يجري تزوير الواقع العراقي؟
- تقويم الحملة الدعائية لانتخابات مجالس المحافظات
- الهوية الوطنية إشكالية المفهوم ومصائر السكان
- موازين العدالة لا يمكن غشها
- كهرباء العراق الكذبة الكبرى والخداع المكشوف
- الإدارة السليمة للموارد المائية والحفاظ على البيئة
- السلف واطفاؤها.. استغلال الفوضى لنهب الأموال
- السياحة البيئية مصدر اقتصادي دائم الاهوار انموذجا
- السوداني يتراجع عن تعهداته والمالكي يتدخل لحماية الفاسدين
- بين النظامين الرئاسي والبرلماني وسانت ليغو
- إجراءات إدارية متخلفة في التعامل مع الطلبة العراقيين في لبنا ...
- تغير مفاهيم حقوق الانسان وغلبة الاستحقاقات الاقتصادية والاجت ...
- تغير مفاهيم حقوق الانسان وغلبة الاستحقاقات الاقتصادية والاجت ...
- معضلة الدولار والدينار .. المطلوب حل دائمي
- مشكلات المرور..المخالفات والإيرادات والحوادث
- الإصرار على المنهج المغلوط مقتل العملية السياسية
- ترتيب اولويات البلد وحاجاته الملحة ضرورة عاجلة
- حرائق الوزيرية والحوادث المنزلية والتحذير من حرائق الشتاء
- عام دراسي جديد بأمس الحاجة الى رفد التلاميذ بالتفاؤل والفرح


المزيد.....




- الأمم المتحدة: إعادة الإعمار في غزة قد تستغرق 80 عاما
- المفوضية لشئون اللاجئين: 90% من اللاجئين السوريين يحتاجون لل ...
- تقرير: سلسلة تعقيدات في طريق صفقة تبادل الأسرى ومواقف متصلبة ...
- مندوب السعودية بالأمم المتحدة ينتقد الإفراط في استخدام حق ال ...
- الأمم المتحدة: تدشين مشروع مياه في اليمن يخدم عشرات الآلاف
- أوبئة وآلاف الجثث تحت الأنقاض.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخط ...
- الأمم المتحدة تقدر كلفة إعادة إعمار غزة
- الأمم المتحدة تحذر من -الأسبستوس-.. خطر كبير في أنقاض غزة
- منذ بداية حرب غزة: اعتقال 120 مصرياً على الأقل بينهم طفلين و ...
- لدعمها صندوق -الأونروا-.. المفوض العام للوكالة يشكر الجزائر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صادق الازرقي - سنة اخرى تمضي: في ذكرى جريمة بشعة