أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين جاسم الشمري - أ اوفي الخنجر ؟














المزيد.....

أ اوفي الخنجر ؟


حسين جاسم الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 7934 - 2024 / 4 / 1 - 20:30
المحور: المجتمع المدني
    


بالصدفة التقيت صديقا غاب مدة طويلة عن الساحة بسبب المرض، وتجاذبنا أطراف الحديث، فحدثني عن قصة مر بها فقال: عندما يرسم الله سبحانه صفات الانسان فانه يوزع النسب بحسب ما يشاء، والدليل على ذلك نجد هنالك قلوب قاسية، وآخرى طيبة، وقد وضع الله في قلبي بعض صفة الوفاء، ومنذ ما يقارب السنة افكر في كيفية رد الدين الذي في عنقي لأناس وقفوا معي في شدائد مرض كاد ان يودي بحياتي، في وقت تخلى عني الأصحاب واقرب الناس.
ويسترسل بقوله: ففي صباحات احد الايام اتصل بي شخص جمعني العمل واياه لمدة من الزمن، وافترقنا طويلا، فسلم وشرح ظروفه وطلب مني مساعدته في المهمة المكلف بها وهي تقع ضمن اختصاصي ولا يملك من بديهياتها شيء، ولانه يعرف أني لا أرد اي طالب حاجة، طلب ذلك وقد شعرت بفرحة كبيرة لاني ساحاول رد جزء من الدين الذي في عنقي للشخص الذي يعمل معه صاحبي هذا ، فابلغته باني على أتم الاستعداد لإنجاز اي شيء فضلا عن المشورة التي تنجح العمل باعتبار ان لي خبرة فيها، وبيني وبين نفسي حسبت ان يوم الوفاء قد حان، لاني سألت الله ان يمكنني من رد جزء من المعروف وقد لبى الله القدير طلبي
ويقول صاحبي هذا في قصته التي رواها لي :
كنت أعين الفقراء والمساكين وابناء السبيل، واتكفل بالايتام مهما كانت اعدادهم، حينما كنت اعمل بالتجارة والظروف المادية وقتها فوق الجيدة، ولأن المرض اعياني واتعبني منذ سنتين واجريت الكثير من العمليات، بعت على اثرها سيارتي ومصوغات زوجتي وترتب علي دين ثقيل لم اعد اطيقه، فاجئني المرض بعودته مرة اخرى، وتقررت العملية فوق الكبرى، وانا لا املك درهما، فعاتبت الله عتابا شديدا من باب سعة رحمته التي لا تتوقف عند حد، لان الطبيب حدد موعدا قريبا جدا للعملية، فكيف لي ان اتصرف، وانا منهمك بالافكار وكيفية التعامل مع قضية لا حسبان للوقت فيها سوى ايام معدودات، رن الهاتف ليفاجئني بان الله استجاب لعتابي وارسل لي شيخا ليكن هو العون في هذه الازمة، لذلك اني ارى ان الله عندما يعطي قلبا طيبا وجاها كبيرا وانسانية عظيمة لشخص ما، فانه يجعل له منزلة كبيرة عنده وبين الناس، ولهذا عندما فتح عينيه سرمد الخنجر على الدنيا وجد نفسه شيخا بالمعنى الحقيقي لان من يتولاه الله يجعله سببا لانقاذ حياة الاخرين ومساعدتهم، اذا ليس اعتباطا ان يكون لهذا الرجل تلك المكانة، وما حيرني ان المبلغ الذي ارسله لي لاجراء العملية اكثر من ما طلبه الطبيب، لان الشيخ ارسل معه ما ييسر الامور بعد العملية، فأي زرع سيحصد هذا الرجل يوم لا ينفع مال ولا بنون، وانا لا املك الا شيئين ان ادع الله له بالخير، والتصدق بأسمه للفقراء ببعض المال الذي زاد من مبلغ العملية، وقد تصدقت فعلا باسمه صدقة جارية والله يعلم ما في النفوس.
لذا اجد نفسي لا املك الا الدعاء له لان الذي يجازي على اعمال الخير هو الله، والامر الثاني اني اسأل الله ان يمكنني من رد ولو جزء يسير من هذا المعروف، وهو القادر على كل شيء.
انتهت قصة صديقي..
هنا اتحدث عن المواقف الانسانية البحتة والتي يصعب على الكثيرين تبنيها لأسباب كثيرة اولها اهواء الدنيا ومفاتنها وبعض صفات البخل وعدم امتلاك الشجاعة واتخاذ القرار اللحظي الذي يخص "بعثرة الأموال كما يصفها الجبناء، ولاني ميال لمحبي الانسانية فأني اكتب بعيدا عن المواقف السياسية ومتبنياتها وليس لي شأن بتلك التناحرات إنما ابحث عن الرجال الذين يتصفون بصفات قل نظيرها تنظر للانسان بغض النظر عن توجهه الديني او المذهبي او القومي، الاهم من كل ذلك ان الشيخ الخنجر لم يبحث عن ملة هذا المريض إنما قراره كان لحظيا ومعالجة الموقف كانت اسرع من البرق.
ويعاود صديقي ليقول: اليوم احاول جاهدا ان اقدم كل ما في جعبتي وكل ما استطع تقديمه، وعندما يتصلون بي أنجز لهم ما يطلبون بدقة وافرغ نفسي لهم من اهم اموري بل واقترح عليهم افكار جديدة لإنجاز عملهم .. كل ذلك من اجل رد بعض الجميل لموقفهم وانا اتذكر تلك اللحظة التي انقذتني من موقف لا تتمناه لعدوك، ولدي القناعة التامة اني مهما فعلت وقدمت لن أجازي هؤلاء الناس لان أهلنا قالوها قديما (انهم اصحاب الاولى) وصاحب الموقف الاول تحسب له كل الأمور وما يترتب عليها حتى وان نحت له تمثالا من ذهب.



#حسين_جاسم_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معك رئيس الجمهورية
- عزيز ناصر مثالا
- مؤمن بصدام قائد
- الإنسانية المطلقة الدكتور زيد الخفاجي انموذجا
- حقوق الصحفي المنتهكة
- ثورة الجياع
- اختر صح لنصرة الجياع
- حكم الشعب للشعب
- الاستحقاق الانتخابي والتظاهرات
- طامتنا الكبرى
- رسالة للريس
- غموض القضية
- حج البيت
- مالك .. وأمي
- وزير الترشيح
- هل يثلج قلوبنا مقتدى الصدر
- لست مادحا
- قلمي
- مفوضية التنصيب
- رجولة النساء


المزيد.....




- الرياضة الأكثر شعبية.. الأمم المتحدة تقرر 25 مايو -يوما عالم ...
- الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة
- بدول أوروبية.. اشتباكات واعتقالات مع توسع الاحتجاجات الطلابي ...
- للتعامل مع طالبي اللجوء.. الشرطة الأميركية تستعين بالذكاء ا ...
- أمريكا تدعو إسرائيل إلى اعتقال المسؤولين عن مهاجمة قافلة الم ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- النيابة التونسية -تتحفظ- على مدافعة بارزة عن حقوق المهاجرين ...
- تونس: توقيف رئيسة منظمة -منامتي- التي تناهض العنصرية وتدافع ...
- رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين جاسم الشمري - أ اوفي الخنجر ؟