أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رشيد عبد الرحمن النجاب - حمزة شحاتة: مِن أخلاق البيت إلى المدرسة إلى الزقاق.














المزيد.....

حمزة شحاتة: مِن أخلاق البيت إلى المدرسة إلى الزقاق.


رشيد عبد الرحمن النجاب
كاتب وباحث

(Rasheed Alnajjab)


الحوار المتمدن-العدد: 7928 - 2024 / 3 / 26 - 22:15
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ولد حمزة شحاتة عام 1908في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، نشأ وتربى في مدينة جدّة، ودرس في مدارس الفلاح النظامية، سافر إلى الهند لمدة سنتين حيث درس اللغة الإنجليزية واطـّـلع على الأدب البريطاني، الأمر الذي جعله ينفتح على الثقافة الأوروبية. ثم عاد إلى السعودية ومكث فيها مدة من الزمن، ورحل بعدها إلى القاهرة عام 1944 واعتكف عن المشاركة في الحياة الأدبية المصرية هناك.
كان حمزة شحاتة ملحناً وعازف عود، وشكلت الموسيقى والشعر ملجأ يهرب إليه من غربته التي شعر بها في العالم العربي، كان يلتجيء إليهما، ويهيم بهما. ويُظَنُّ أنه أتلف وأحرق الكثير من أشعاره. توفي في القاهرة عام 1972، ونقل جثمانه ليدفن في مكة المكرمة.
يعتبر حمزة شحاتة مع محمّد حسن عواد من رواد الشعر الحداثي في الحجاز، ومن رواد الفكر الحديث، الذي استمر مع عبد الله القصيمي فيما بعد في كتابه "هذه هي الأغلال". ذاع صيته بعد محاضرة ألقاها في جمعية الإسعاف الخيري بمكة المكرمة عام 1938، بعنوان: "الرجولة عماد الخلق الفاضل" بدلاً من "الخلق الفاضل عماد الرجولة"، وهو الموضوع الذي اختارته له الجمعية مسبقاً. وأمضى خمس ساعات متواصلة في محاضرته التي بدّل عنوانها ليعبّر عن موقف فكري مميز.
يرى مِعْجِب الزهراني أن نثر حمزة شحاتة أهم من شعره، فقد تجاوز من خلاله الشائع في أوساط النخب الإصلاحية في عصره. إذ وضع أحد شروط التأسيس للفكر العربي الحديث، الذي يتمثل في ضرورة الوعي العميق بالأهمية التاريخيّة لرفض البيئة الاجتماعية – الوطنية السائدة للفكر، وخلع رداء المعاناة المتمثل في الأساس الوهمي لوطأة "الخطيئة الأصلية" التي تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، وترزح تحت وطأتها، فتعيق نمو الفكر وتكبح جماح الإبداع. ويؤدي اعتناق هذا الإرث إلى ستر الحقائق الموضوعية المتمثلة في فهم الواقع المعيش والتعامل معه. إذ يعتقد حمزة شحاتة أنه لا يوجد فكر حديث في معزل عن تعرية "الحقيقة" و"الأوهام المسبقة"، وفي معزل عن الإيمان بحقيقة التطور في الطبيعة التي تستلزم التغير المطَّرد للأفكار العقلية والقيم الأخلاقية معاً.
ونقد حمزة شحاتة أسلوب الكتابة التقليدي من جهة تعلـّـق الأدب المعاصر بظاهرة البيان وشعارات البلاغة، فينساق الكاتب وراء قوة النص وجماله، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان النص لمعناه الذي هو جوهره وغايته.
كما حارب حمزة شحاتة الإسهاب في النص، واعتبر أنّ الإيجاز في عرض الأفكار فن رفيع. وتشكل هذه الإشارات في مجملها دعوة صريحة إلى التجديد في الأدب، ربما تكون استمراراً للمدارس التي دعت إلى حركات أدبية تجديدية متمردة على محاكاة القديم، كما حدث في حركة الشعر المهجري، التي مثلها جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، وغيرهم، كما دعت إليها مدرسة الديوان، التي مثلها عبّاس محمود العقــّاد، وإبراهيم المازني، وعبد الرّحمن شكري. ولا شك في أنها تعتبر استمراراً لما دعا إليه جميل صدقي الزهاوي، من حيث الاهتمام بالمعنى في الشعرالذي جردته أحكام القافية من مضامينه.
تتمثل نقطة الانطلاق في مشروع حمزة شحاتة الفكري بالتأسيس لخطاب فكري نقدي تجريدي شجاع، بهدف تفكيك منظومة القيم السائدة وما يرتبط بها من أفكار، ومن ثم التأسيس لمشروع تربوي تعليمي، لإعادة تربية الإنسان، وفق مبادئ عقلانية تحطـّم القيم الموروثة، على نحو ما فعل أبو نصر الفارابي، وأبو العلاء المعرّي، وعبّاس محمود العقــّاد، وسلامة موسى في تراثنا، وعلى نحو ما كتب الفلاسفة الغربيون من أمثال فرويد، وداروين، وماركس، ونيتشه، وغيرهم. فنحن في حاجة إلى "إرادة القوة" التي تؤسس بشجاعة وقوة تأسيساً حديثاً للمعارف البشرية النظرية والعملية. وانتهي بالدعوة إلى خطاب عروبي قومي محدث؛ يراجع القيم السائدة، ويسعى إلى إزالة أسباب الضعف في الواقع العربي والثقافة السائدة بصورة عامّة.
ففي محاضرته "الرجولة عماد الخلق الفاضل" التي استبدل عنوانها بالعنوان الأصلي المقترح "الخلق الفاضل عماد الرجولة" الذي وضعته جمعية الإسعاف الخيري بمكة المكرمة، يتضح بعضاً من مشروعه الفكري، فالرجولة من أعمدتها القوة، وهي قيمة ينبع منها الخلق الفاضل بوصفه صفة لها. والرجولة أهم من الخلق الفاضل، لأن الأخير لا يزيد الناس معرفة، فالمعرفة بالفضيلة خير من سلوك سبيلها على غير معرفة، كما قال الفارابي.
ويربط حمزة شحاتة الأخلاق بالواقع، كما في قوله: « فالكذب يقل عندما يقل التزاحم على أسباب العيش»، أمّا فضيلة "التواضع" فهي توكيد للذات وإيمان عميق بها. وبما أن المجتمع يقاوم الأشخاص الصادقين والصريحين والأمناء، فإنه يتساءَل: أليس ذلك دليلاً على فساد المجتمع؟
وتعامل حمزة شحاتة مع مفاهيم مثل "الصالح العام" و"العدالة" و"الحق"، وناقش أضدادها، "الأنانية" و"الظلم" و"الباطل". ونفذ من خلالها إلى طبيعة المجتمع، حيث يصنع الفقراء الثراء، فيما يتمتع الأغنياء به وتنفقه الدولة على نحو غير عادل.
أمّا القوانين فهي زواجر ولا تربي الأخلاق، فيما تردع العقوبات الناس عن الرذائل ظاهرياً لا باطنياً فالتربية تبدأ من البيت فالمدرسة فالزقاق. والذي يسهم في سمو الأخلاق ويرتقي بها إلى مستويات رفيعة هو الحياء، لأنه قانون الفطرة الإنسانية، "وهو القوة والرحمة والعدالة". ويقول حمزة شحاتة: « لكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء». وينتهي إلى أن الفضائل فيها جمال فقط، أمّا الرجولة فتتضمن مجموعة من الصفات الرائعة، كالقوة والجمال والحق. ورأى حمزة شحاتة أن القوة تقابل الحياء، أمّا الجمال فيقابل الرحمة، فيما يقابل الحق مفهوم العدالة.



#رشيد_عبد_الرحمن_النجاب (هاشتاغ)       Rasheed_Alnajjab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بندلي جــــوزي:رائد الاتجاه القومي الماركسي
- د.سيد القمني: من التقليد إلى التجديد في الفهم الديني
- صادق جلال العظم: المادية والتاريخ
- هادي العلوي: جدلية الفكر الديني
- طنطورية رضوى عاشور وهذا النداء للتوثيق
- أنا و الكتابة ، من ألف باء اللغة إلى بحر الكلمات
- فرح أنطون أحد رواد الفكر العلماني والديمقراطي
- شبــلي الشمــيل، رائـــد من أعــلام الفكـــر الــــعـــلمي ا ...
- أحــــــمــــد لــــــطــــفــــي الــــسيد – رائد الليبرالي ...
- سلامة موسى .... من رواد الفكر التنويري العربي
- أنت تشرق ....أنت تضيء
- محمد شحرور في تجديد الفكر الإسلامي المعاصر
- محمد شحرور، حول الحاكمية في الفكر الإسلامي المعاصر
- الصادق النيهوم ورؤيته التحديثية في الدين
- ثلاثون يوما في الفردوس
- نماذج من التجديد في الفكر الإسلامي المعاصر
- نماذج من مجددي الفكر الإسلامي الحديث
- بيت الفن في عمان
- يوم شاق جدا
- نماذج من الفكر القومي العربي


المزيد.....




- قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على مدينة غزة
- انتقادات دولية لإسرائيل عقب استهداف رفح وواشنطن تتحدث عن -عم ...
- واشنطن تعلق على تقارير بشأن تعليق إرسال أسلحة لإسرائيل
- بايدن يحذر من تنامي -معاداة السامية- في الجامعات الأميركية
- دراسة تحذر: الحرّ يزيد انتشار مادة سامة خطيرة داخل السيارات ...
- إدارة بايدن تتخلف عن موعد تقرير -إسرائيل والأسلحة الأميركية- ...
- ملك الأردن: سيطرة إسرائيل على معبر رفح ستفاقم الكارثة في غزة ...
- لأجل غير مسمى.. إرجاء محاكمة ترامب بقضية -الوثائق السرية-
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على غزة وجنوب رفح
- أسترازينيكا تسحب لقاحها المضاد لكورونا من جميع أنحاء العالم ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رشيد عبد الرحمن النجاب - حمزة شحاتة: مِن أخلاق البيت إلى المدرسة إلى الزقاق.