أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - وجدان شتيوي - مع كثرة الفتن والشهوات.. كيف نتمسّك بديننا؟














المزيد.....

مع كثرة الفتن والشهوات.. كيف نتمسّك بديننا؟


وجدان شتيوي

الحوار المتمدن-العدد: 7919 - 2024 / 3 / 17 - 02:50
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


في هذا الزمان، ووسط كثرةِ المغريات، والفتن أصبح المتمسكُ بدينه كالقابض على الجمر كما أخبرنا رسولنا عليه الصلاة والسلام في حديثه "يأتي على أمتي زمان يكون القابضُ على دينه كالقابض على الجمر"، كما قال "إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليـه أجر خمسين منكم". فنحن في الزمان الذي قيل عنه: "يصبحُ الرجلُ مؤمناً ويمسي كافراً"، إذ أصبحنا نرى تقلباتٍ مخيفةً في الناس، طالت ما يمسُّ عقائدهم…

نماذج كثيرة تجعلُ الحليمَ حيرانٌ، وتصدمنا أمامَ هولها لأنها فاقت توقعاتنا وتصوُّراتِ عقولنا. إذ أصبحنا نسمعُ عمَّن ينتكسُ بعدَ الهداية وينقلبُ حالهُ ثلاثمئة وستين درجة، كمن يغيرُ دينه بينَ ليلةٍ وضُحاها، ومن يتركُ الصلاةَ بعدَ التزامه بها، وفتيات ملتزمات يخلعنَ الحجابَ فجأةً… وأناسٌ يرتكبون الموبقات والكبائر بعد طول التزام! أو يَصِلون للإلحادِ عافانا الله.

ولأن الموضوع باتَ مقلقاً يجب علينا البحث عن الأسبابِ والوقوف عليها؛ لمحاولةِ الحدِّ من هذا الموضوع الخطير. والأسباب متعددة ومن أهمها أن التزام الشخص لم يكن عن قناعة، فقد يكون تأثر برفاق صالحين ولكن ما جمعه بهم هو المصالح الدنيوية فقط كرفقة عمل، أو مناسبات اجتماعية أو قضاء أوقات ترفيهية، أو الإعجاب بشخص معين منهم وحب الناس له وقربه منهم. أو أن يكون تعرضَ لصدمةٍ إثرَ موت أو فقدان عزيز، أو تعرضه لحادثِ سيرٍ أو وعكةٍ صحيّةٍ أو رؤيةِ احتضارِ أحدٍ ما، فالتزم إثر ذلك لفترة مؤقتة انتهت بزوال تأثير الصَّدمة فعادَ لسابقِ عهده.

وسبب آخر مهم هو عدم اهتمام الإنسان بتربية نفسه إذ يكتفي بعباداتٍ قليلة فلا يهتم بقراءة القرآن أو النوافل فيكون التزامه ظاهرياً أجوفاً، فهو في الحقيقةِ منتكسَ الباطنِ منذُ زمن، مما يجعلُ انتكاسَ الظاهر سهلاً ووارداً في وقت ما، في ظلِّ تراكم الذنوب دون الاستغفار منها أو التوبة عنها. كما قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا".

الكمال الزائف أيضاً أحد الأسباب إذ يتلقى الإنسان في بداية التزامه مدحاً كثيراً فيغتر بنفسه، ويظن أنه وصلَ حدَّ الكمال، فيغفلُ عن الحفاظ على نفسه وإيمانه. وربما يكون في بعض الأحيان للتعمق في القراءة في كتب الفلسفة أو مقارنة الأديان لمن ليس متمكناً من فهم دينه ومعرفة جزئياته بما يكفي، أو لمن أسلمَ بالوراثةِ دون العقل تأثيراً على ثباته وتمسُّكه بدينه. وأيضاً عدم الصبر على البلاء سببٌ آخر وفي قول عمر بن الخطاب "قوم عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصابهم" إشارة لذلك.

الناس غالباً ما ينقسمونَ أمام هذه الحالات لفئتين: فئة يستغلُّونها للهجوم على الدين والمتديِّنين، ويجدونها مبرِّراً وحجَّةً لعدم التزامهم. وفئةٌ أخرى يقابلونها بالهجوم والانتقادِ الشّديد مما يزيدُ أمرهم سوءاً وعناداً. ولكن واجبنا الحقيقي تجاههم هو الأخذ بأيديهم، ومحاولة إنارةِ الدربِ لهم، وإزالة الغشاوة من على عيونهم؛ لينكشف الحجابُ عن صوتِ الحقِّ في داخلهم وينقشعَ ضبابُ أفكارهم، فيصلون إلى بر الأمان مجدَّداً بكلِّ قوة، فإن كنا سبباً في هدايتهم وإيابهم إلى الله كان لنا ولهم الأجر والثواب، وإن لم يهتدوا نكون أدينا حقهم علينا في الأخوة وأرحنا ضميرنا تجاههم.

ولتجنب الانتكاسةِ علينا أن نستغفرَ اللهَ دائماً وأبداً حتى لا نكون ممن رانَ على قلوبهم، ولا نركنَ إلى ضعف أنفسنا، ونستصغر الذنوب رُويداً رُويداً ونعتادَها، فنكونَ ناكِسي الرؤوس يوم الحساب. قال عز شأنه "ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم". كما علينا بعباداتِ السرِ والخلوات كقيام الليل وقراءة القرآن والصدقة والدعاء، فعبدٌ صادقٌ يناجي الله لن يخيب أو يضلَّ دربهُ أبداً. وعلينا أن نتفقَّهَ في ديننا ونستمر في طلب علمه من مصادره الصحيحة؛ لنفهمه بقوَّةٍ ويقين فلا تشوب فكرنا عنه شائبة، ولا يعكِّرَ نقاءهُ في صدورنا أي شك.
وفي زمانٍ أصبحت فيه الفتنُ كقطع الليل المظلم، لا يجبُ أن يغتر أحدٌ بدينه ويظن نفسه معصوماً، فهما بلغ ديننا وإيماننا علينا دائماً بدعاء "يا مثبت القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك"، فإن كان رسولنا عليه الصلاة والسلام المعصوم عن الخطأ يكثر من هذا الدعاء فما أحوجنا له نحن!



#وجدان_شتيوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصيحة تحذيريّة
- هواجس نفس ما بين الصّباح والمساء
- -الأرملة- بين مطرقة المجتمع وسنديان عاداته


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - وجدان شتيوي - مع كثرة الفتن والشهوات.. كيف نتمسّك بديننا؟