أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - رياض سعد - الرأسمالية الجشعة والاستغلال الجنسي في العراق















المزيد.....

الرأسمالية الجشعة والاستغلال الجنسي في العراق


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7917 - 2024 / 3 / 15 - 12:39
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


تعرضت الامة العراقية لشتى صنوف الاستغلال والظلم في عهد الاحتلال العثماني ثم عهد الاحتلال الانكليزي , وقام الانكليز السراق بتشكيل حكومة جل اعضاءها اصولهم غير عراقية , تعمل بطريقة غير مباشرة لتحقيق المصالح والاهداف البريطانية في العراق , اذ كان الساسة المحسوبون على العراق والهوية العراقية زورا وكذبا ؛ مجرد دمى بيد المحتل الانكليزي .
ونظرا للخدمات الكبيرة التي قدمها العملاء وقدمتها العوائل العميلة للاحتلال البريطاني , قرر الانكليز منح هؤلاء العديد من الامتيازات الباطلة للاستيلاء على الممتلكات العامة والاموال العراقية ؛ فضلا عن النفوذ والسلطة , وساعد هؤلاء الساسة العملاء - وبتوجيه من الانكليز- الاقطاعيين على تملك الاراضي الشاسعة وتسخير الفلاحين للعمل فيها وبأجور منخفضة جدا واحيانا اشبه بالسخرة , بالإضافة الى تشجيع النساء على العمل في دور الدعارة والملاهي الليلية في بغداد وغيرها , واصبح العمل في الدعارة قانونيا ويحظى بموافقات رسمية , والكثير من بيوت الدعارة مرخصة وقتذاك , ولكن تم حظره فيما بعد - اي بعد خراب البصرة - ؛ الا ان ظاهرة الاتجار بالنساء في ميدان الدعارة قد اتسعت وتمددت , وارتبطت بالساسة والمسؤولين , ولم تقتصر على الغجر العراقيين .
واستمرت هذه الظاهرة بالتمدد , واستوطن اصحابها ببعض المناطق السكنية القريبة من المدن والقرى , وحظي هؤلاء بدعم حكومات الفئة الهجينة لاسيما في عهد الحكومات البعثية التكريتية الصدامية , بل وشاع في عهدهم الاسود ممارسة الجنس مع العراقيات من قبل الغرباء - من شذاذ البلدان العربية وغيرهم – الذين جاءوا للعمل او الدراسة في العراق , وبعد ان ازكمت الروائح الكريهة انوف احرار الامة العراقية , ادعى العار صدام ان الكويتيين عيروه برخص سعر العراقيات , وبعد التحجج بهذه الذريعة من قبل اكثر الناس عارا واقلهم غيرة وشرفا , اعلن بدء الحرب لاسترجاع الكويت , و القت الحرب اوزارها , وفرضت امريكا والغرب الحصار على العراق والذي اذل العباد ودمر البلاد ؛ حيث انتشر الجوع والعوز والمرض وسوء التغذية وعم الفقر والبؤس في كل مكان ... , مما اجبر بعض النساء على ممارسة الدعارة داخل العراق وفي الاردن , وشجع طلبة الدول العربية على اغراء الطالبات بالأموال لممارسة الجنس معهن ؛ بسبب فرق قيمة العملة , اذ انحدرت قيمة الدينار انحدارا غير مسبوق , وبعد توسع هذه الظاهرة , وتذمر ابناء الامة العراقية منها وسخطهم عليها وعلى الحكومات الفاسدة التي فسحت المجال امام القوادين وسماسرة الاتجار بالبشر و وفرت لهم الحماية , بل وصل الامر برأس النظام وابناءه وازلامه وزبانيته بارتكاب هذه المخالفات القانونية والانتهاكات اللاإنسانية , ولعل جرائم وفضائح الكسيح العار عدي في هذا المجال اشهر من نار على علم ... ؛ قامت الحكومة الصدامية الدجالة والماكرة وبحجة الحملة الايمانية ولذر الرماد في العيون , بقطع رؤوس بعض ضحايا هذه الظاهرة , من اجل ارهاب الشعب وزرع مشاعر الرعب في نفوس العراقيين ؛ وليس من اجل الحفاظ على عادات وتقاليد الامة العراقية او بوازع الشرف والغيرة والحمية , فالحكومة البعثية التكريتية الصدامية خالية من الشرف ومكارم الاخلاق , وشاذة بكل ما لهذه الكلمة من معنى , بل لعلها اكثر حكومة في تاريخ العراق المعاصر عملت على افساد المنظومة القيمية والاخلاقية العراقية .
و الاموال والامتيازات التي حصل عليها ابناء الفئة الهجينة وابناء الطائفة السنية الكريمة والاغلبية والامة العراقية من الساسة والمسؤولين والاقطاعيين ورجال الاعمال والتجار ... , في العهدين الملكي والجمهوري ؛ استخدمت في مجال الدعارة والاستغلال الجنسي ورفدت هذه السوق السوداء بالكثير من ضحايا الامة العراقية وغيرهم احيانا , و وفرت الحماية لها .
وبعد سقوط صنم الخزي والعار والدعارة والانحطاط الاخلاقي عام 2003 , ابتدأت صفحة جديدة من صفحات الدعارة والاتجار بالبشر في العراق , ولعلها من اخطر الصفحات السوداء في تاريخ العراق المعاصر , فقد اتفق الجميع وبلا استثناء , وتوحد الاعداء والاصدقاء على الفتك بالعراق والاغلبية والامة العراقية وبمساعدة شذاذ الفئة الهجينة وشراذم الطائفة السنية الكريمة والاغلبية والامة العراقية .
فقد دخلت عصابات الارهاب الخطيرة ومافيات الجريمة المنظمة العالمية بلاد الرافدين , ومارست عمليات خطف النساء العراقيات , مرة بحجة السبايا , واخرى بذريعة جهاد النكاح , وثالثة بسبب الاتجار بالأعضاء البشرية , ورابعة من اجل الاستعباد والاستغلال الجنسي - الرقيق الابيض - , اذ بيعت العراقيات في بعض الدول بمساعدة بعض الانظمة السياسية الحاقدة واجهزة المخابرات المعادية .
بالإضافة الى اتساع شبكات الدعارة العاملة في شمال العراق , والتي ترتبط بعصابات الخطف ومافيات الاتجار بالبشر , وكذلك انتشار دور الدعارة والملاهي و النوادي الليلية , والكوفيات والمقاهي والاندية والفنادق والمطاعم التي يتم استخدام النساء فيها للإغراء الجنسي وممارسة الدعارة بشكل خفي واخرى علني , حتى وصل الامر بالإتجار بالشباب والصبيان وعرضهم في سوق الدعارة كما تعرض بائعات الهوى , اذ انتشرت ظاهرة اللواط بشكل لم يسبق له مثيل , نعم جذور هذه الظاهرة -اللواط - قديمة في بغداد ؛ الا انها الان اتخذت ظاهرة الاتجار بالشباب لاستغلالهم جنسيا , واصبح لهم زبائن من دول خارجية , ويتم التواصل مع هؤلاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها , فضلا عن شبكات الدعارة القوية والمدعومة من قبل بعض العناصر المتنفذة الفاسدة التي تأخذ حصتها من اموال هذه التجارة القذرة .
ومع ارتفاع المستوى المعاشي للعراقيين , وتحسن الاوضاع الاقتصادية , وتمتع المواطن العراقي بالحرية , وظهور رجال اعمال , وتعاظم ثروات البعض , وانتشار الاغنياء في كل مكان , بالإضافة شيوع الموظفين والمسؤولين الفاسدين في الاوساط العراقية ... ؛ مع ملاحظة تفشي الفقر بين بعض الفئات والناس ؛ كثر الطلب على الرقيق الابيض , وشاع الاستغلال والاستعباد الجنسي وشمل كلا الجنسين - البنات والشباب - ؛ وانتشرت حالات الاغتصاب وبيع النساء والشباب من اجل الاستمتاعات الجنسية .
نعم نحن من دعاة الحريات العامة والشخصية وعدم التدخل في شؤون المواطن الخاصة ان كانت لا تتعارض مع القوانين العامة , الا اننا ضد استغلال المواطن واستعباده وهدر كرامته , واستغلال حاجته وظروفه لممارسة الجنس معه , تحت وطأة الحاجة والعوز او الاكراه والتهديد او الاغراء المخالف للقوانين ؛ وعليه لابد على الحكومة العراقية من تشريع قوانين تمنع استغلال المواطنين جنسيا , ومراقبة الاماكن التي ذكرناها انفا وغيرها , ورصد المخالفات القانونية وانتهاك حقوق الانسان فيها ومحاسبة المقصرين والجناة .
واما بخصوص اثرياء العراق والمسؤولين والموظفين الفاسدين ومن لف لفهم ؛ نسألهم متى يقلعون عن هذه السلوكيات المنحطة والتصرفات الهابطة , ويوظفون الاموال للنهوض بالوطن والمواطن , والاعلاء من شأن الاغلبية والامة العراقية ...؟!
علما ان اغلب الرساميل العراقية سابقا وحاليا ؛ لم تأت بواسطة العمل المضني والانتاج الصناعي والزراعي , او الابداع والاختراع العلمي , او عن طريق الانشطة التجارية والجهود والمشاريع الاقتصادية الشخصية النظيفة ؛ بل جاءت عن طريق النفوذ والسلطة والامتيازات وأكل المال بالباطل , والانشطة المشبوهة , ونهب الثروات وسرقة الخيرات الوطنية , والرشاوى والفساد والمحسوبيات والارتباط بالجهات المعادية ... الخ .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة تعليق صور القادة و الشخصيات في الاماكن العامة
- المجرم البعثي والجلاد الصدامي والذباح الطائفي يطالبنا بالأدل ...
- جرائم صدامية مروعة / 14/ القتل والتعذيب بالتيزاب (2)
- جرائم صدامية مروعة / 14/ القتل والتعذيب بالتيزاب (1)
- لا ترخوا أعنة ثيرانكم
- عملية نقد الحكومات والشخصيات بين الحرية الصحفية والمسؤولية ا ...
- سبب الضربات الامريكية على المقرات العراقية الحدودية
- الاردن تشارك بضرب الحشد العراقي ..!!
- حكومة السوداني بين مطرقة الامريكان و (كلاواتهم) المعروفة
- مخاضات المرحلة الراهنة وتداعياتها(2)
- العراق الاكثر هدرا للطعام بعد ان كان الاكثر جوعا..!!
- فضيحة ضباط الدفاع وشماعة الاغلبية الاصيلة ..!!
- كثرت علينا الكذابة والدجالة (3)
- كثرت علينا الكذابة و(الدجالة) (1)
- كثرت علينا الكذابة والدجالة (2)
- مخاضات المرحلة الراهنة وتداعياتها(1)
- انصفوا المعتقلين
- التسليم بنتائج الانتخابات المحلية
- ظاهرة اتلاف حملات المرشحين الانتخابية
- لماذا ترشح نفسك ..؟!


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - رياض سعد - الرأسمالية الجشعة والاستغلال الجنسي في العراق