أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نهاد ابو غوش - في سقطات الإعلام الغربي وسقوطه (2 من 2)














المزيد.....

في سقطات الإعلام الغربي وسقوطه (2 من 2)


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7916 - 2024 / 3 / 14 - 09:35
المحور: الصحافة والاعلام
    


نهاد أبو غوش
رافق انحياز وسائل الإعلام الغربية إلى إسرائيل الحرب على غزّة منذ يومها الأول من خلال تبنّي (من دون الحد الأدنى المهني من ضرورات التحقق) التلفيقات الإسرائيلية بشأن قطع الرؤوس وذبح الرضّع وإحراق الأطفال في الأفران واغتصاب النساء وقتل اليهود لمجرّد كونهم يهوداً. وعلى الرغم من أن هذه المزاعم لم تصمد يوماً واحداً، لم تتراجع وسائل الإعلام تلك عن رواياتها، ولم تعتذر إلى جمهورها عمّا اقترفته من خيانة لمبادئها المهنية وللحقيقة. وقد تواصلت مواقفها المحابية لإسرائيل والمناوئة للفلسطينيين من خلال نمط التغطية الذي يُفرد مساحاتٍ موسّعة لعرض الرواية الإسرائيلية، ويختزل تاريخ الصراع والقضية إلى ما جرى في 7 أكتوبر من دون صلةٍ بالاحتلال وتاريخ الصراع ومعاناة الفلسطينيين على امتداد العقود الثمانية الماضية. وكذلك في مجال استخدام المصطلحات التي تصف الصراع، ثمّة قاموس منتقى لمفردات هذا الصراع التي توحي بأن الفلسطينيين يموتون من تلقاء أنفسهم، في حين يُقتل الإسرائيليون على أيدي الفلسطينيين. وأن الضحايا الفلسطينيين مجرّد أعداد وأرقام وإحصائيات، في حين أن لكل فرد من الضحايا الإسرائيليين حياته الشخصية وبيئته العائلية الحميمة، وابتساماته وسط أصدقائه، وأحلامه التي قطعها الموت.
يمثل نموذج الصحفية عنات شفارتس نموذجاً شائعاً لتمرير الانحياز وكأنه شيء عادي، فهذه الصحفية في "نيويورك تايمز" نقلت أخبار "الفظائع والأهوال" عما جرى يوم 7 أكتوبر كما استقتها من مصادر رسمية إسرائيلية، من بينها رئاسة الوزراء والمتحدّث العسكري ومنظمة زاكا الدينية اليهودية المعنية بجمع الجثث، والتي ثبت تلاعبها بالوقائع لتبرّر حصولها على مزيد من الأموال. ولم تكلف الصحفية نفسها عناء التدقيق، حتى بعد أن نشرت الصحف الإسرائيلية عينها شهادات وتحقيقات تنسف رواية الفظائع هذه. لكن الصحيفة لم تتخّذ أي إجراءات بحق الصحفية التي واصلت المبالغة في انحيازها، إلى أن ضُبطت بالجرم المشهود عبر تأييدها العلني تحويل غزّة إلى مسلخ لتعذيب الفلسطينيين، وهو ما دعا متابعين للصحيفة إلى تقديم شكوى عليها ليتبين أنها خدمت في الجيش الإسرائيلي وتتابع دورها السياسي والأمني من موقعها الجديد صحفية.
يبرُز الانحياز في أسوأ صوره وأكثرها ابتعاداً عن الأصول المهنية في البرامج الحوارية التي يديرها إعلاميون منحازون وموالون لإسرائيل، كما فعلت جوليا هارتلي التي اشتهرت بأنها الصحفية الأكثر فظاظة وعدوانية وابتعاداً عن أخلاق المهنة وآداب الحوار. ويتكرّر الانحياز في واحد من أكثر البرامج الحوارية البريطانية شهرة الذي يقدمه بيرس مورغان، ومع أنه أقلّ صلافة من هارتلي، لكنه يصر في كل لقاء على "التحقيق" مع ضيفه بشأن الموقف من 7 أكتوبر، وكأن إدانة "حماس" شرطٌ لأي حوار موضوعي.
من المفهوم أن لكل إنسان أخطاءه الشخصية والمهنية، صحفياً كان أو طبيباً أو سائق شاحنة، وهذا ما يمكن أن نعده بمثابة "سقطات" فردية يمكن احتمالها أو تعويضها. وفي مهنة الصحافة، وبموجب أخلاق المهنة العامة وسياسات التحرير لكل مؤسّسة، من واجب الصحفيين والمؤسّسات الإعلامية التي يعملون فيها المسارعة إلى تصويب الأخطاء فور وقوعها، وأن تنصف من تطاولهم هذه الأخطاء، وأن تحاسب من يتعمّدون ارتكابها أو يكرّرون ذلك من دون حذر أو تبصّر، فمن حقّ الجمهور أن يحصل على معلوماتٍ صحيحة ونزيهة لقاء ما يدفعه لوسائل الإعلام. أما الانحياز المسبق والأعمى لوسائل الإعلام، كما هي حالة تغطية الحرب على غزّة والموقف من القضية الفلسطينية، فلا يمكن احتسابه مجرّد سقطات وهفوات شخصية، بل هو سقوط مهني وأخلاقي تغذّيه المصالح والحسابات السياسية.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سقطات الإعلام الغربي وسقوطه (1 من2)
- موازنة إسرائيل الحربية لعام 2024
- عن الضفة ودورها تجاه الحرب على غزة
- العنوان كان مكتوبا على الحائط
- قراءة في رد حماس على ورقة باريس:
- حرب غزة الكاشفة (2 من 2)
- حرب غزة الكاشفة (1 من 2)
- تصفية وكالة الغوث على طريق شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين
- التحركات الأميركية والإقليمية ومكانة القيادة الفلسطينية منها
- الفلسطينيون وقرار محكمة العدل الدولية
- رؤية للخروج من أزمة الشلل القيادي الفلسطيني
- تحولات خطاب حماس بعد وثيقة طوفان الأقصى
- الحالة الفلسطينية المأزومة وخيارات اليوم التالي للحرب
- تداعيات اغتيال العاروري فلسطينيا
- نقاط كثيرة سجلتها جنوب افريقيا بدعواها ضد إسرائيل
- ضربة قضائية لنتنياهو تفاقم من أزمته الداخلية
- أهداف عسكرية وسياسية لاجتياحات الضفة
- الحرب على غزة ترتبط بالضغط الأمريكي
- جائزة نوبل للسلام لنتنياهو!
- تجديد السلطة بين شروطهم ومصالحنا


المزيد.....




- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نهاد ابو غوش - في سقطات الإعلام الغربي وسقوطه (2 من 2)