أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نهاد ابو غوش - في سقطات الإعلام الغربي وسقوطه (1 من2)














المزيد.....

في سقطات الإعلام الغربي وسقوطه (1 من2)


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7916 - 2024 / 3 / 14 - 04:52
المحور: الصحافة والاعلام
    


نهاد أبو غوش
على امتداد سنوات الصراع الطويلة مع المشروع الصهيوني وتجسيده في دولة إسرائيل، اعتدنا سماع التبريرات والمواقف المعلّبة والجاهزة في الانحياز إلى دولة الاحتلال وروايتها من القيادات السياسية ووسائل الإعلام في الغرب، بالقول إن "إسرائيل دولة ديمقراطية، وتجري فيها انتخابات". ويمكن لهذا الموقف أن يتخذ بعداً تنظيريّاً مضلِّلاً ومزيَّفاً من خلال الادّعاء بوجود "قيم مشتركة" بين الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وإسرائيل، وبات هذا الزعم حجر الأساس، ولازمة في تصريحات الرؤساء الأميركيين وتبريراتهم ودعمهم المطلق إسرائيل.
تكرّر هذا الادعاء في مئات المواقف التي تبرّر الانحياز الغربي الجارف إلى إسرائيل، وحربها على الشعب الفلسطيني في غزّة، بكل ما تخللها من فظائع وجرائم حرب موصوفة، ومنها جريمة الإبادة الجماعية. وانعكس ذلك بفجاجة وصُراخ في وسائل الإعلام الغربية من محطّات تلفزة وصحف كبرى ووكالات أنباء، وصولاً إلى وسائل التواصل الاجتماعي. وامتد الانحياز إلى مواقف شخصية لأبرز المذيعين ومقدّمي البرامج والعاملين في وسائل الإعلام هذه انسجاماً مع مواقف إداراتهم ومشغّليهم، بحيث بات السؤال التقليدي السمج، والذي يكاد يتكرّر في كل لقاء مع شخصيات عربية وفلسطينية، وعالمية أيضاً، معارضة للحرب "هل تدين الفظائع التي قامت بها حماس في السابع من أكتوبر؟"، وبطريقةٍ توحي بأن التسليم المسبق بهذه الإدانة شرط مسبق لأي حوار منطقي، بل شرط لمنح المتحدّث فرصة إبداء رأيه.
لسنا في حاجة إلى إقامة البرهان على أن الديمقراطية الغربية وانتخاباتها ليست دليلاً حاسماً على نزاهة الأنظمة السياسية الناشئة عن هذا النوع من الديمقراطيات، ولا على التزامها المبادئ والقيم التي تردّدها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، فالتاريخ يزوّدنا بعشرات الأمثلة عن أنظمة استعمارية منتخبة وديمقراطية هي الأخرى، مارست أقسى أنواع الاستعباد والقمع، وارتكبت أشدّ أنواع الجرائم والمظالم لدى استعمارها شعوب إفريقيا وآسيا وبلدانهما، وعن انحراف هذه الديمقراطيات " المنتخبة" إلى أنظمة نازية وفاشية معادية لكل قيم الإنسانية ومبادئ العدل والإخاء والمساواة بين البشر، وصولاً إلى الجريمة الماثلة أمام العالم بأسره لدولة الاحتلال في قتل عشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين، وتدمير المدن والحضارة والتاريخ، وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى أكثر معسكر اعتقال في العالم، وتجويع الناس وتعطيشها وحرمانها من أبسط مقوّمات الحياة.
نفهم مواقف القيادات السياسية، والدوائر والهيئات والمؤسسات والأفراد الذين يقودون الدول الغربية ويمثلونها، أنها تعبير عن المصالح العميقة، السياسية والاستراتيجية والاقتصادية لهذه الدول، التي لا تقتصر على دول الغرب الجغرافي، بل تشمل الغرب الثقافي، واقتصاديات السوق، وامتداداته في آسيا وأوقيانوسيا، فهذه الأوساط ترى في إسرائيل ربيبتها وصنيعتها وقلعتها المتقدّمة وأداتها الضاربة للحفاظ على المصالح الاستراتيجية لدول الغرب الاستعماري وشركاته، ومواصلة الهيمنة على مصادر المواد الخام، واستباحة الأسواق، والسيطرة على طرق التجارة، فضلاً عن الأحلاف العسكرية والأمنية. ولذلك كانت لإسرائيل أدوار وظيفية عدوانية لا تقتصر على جيرانها، بل تشمل أيضاً كل التهديدات التي تطاول الغرب. ولا يخلو الأمر أيضاً من نزعات عنصرية استعمارية ترى في إسرائيل واجهة للغرب الأبيض في مواجهة الشرق العربي والمسلّم المتوحش، وهي نزعاتٌ نرى بعض تجلياتها في معاداة اليمين الشعبوي والمتطرّف في أوروبا للمهاجرين والأقليات بالتوازي والتلازم مع دعم سياسات الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته تجاه الشعب الفلسطيني.
لكن الغريب والمريب أداء المؤسّسات الإعلامية الكبرى في الغرب، والتي أشبعت جمهورها والعالم بأسره تنظيراتٍ وأحكاماً عن المعايير المهنية الصارمة، من نزاهة وموضوعية وحياد ودقة وتحقُّق من المعلومات قبل نشرها، وغيرها من مبادئ وأخلاقيات يتعلمها طلاب الصحافة في يومهم الأول. لقد غادرت هذه المؤسّسات حياديتها ومهنيتها، وخالفت مبادئها، وانحازت إلى أهوائها ومصالح أصحابها ومموّليها، فتبنّت الروايات الإسرائيلية الملفقة من دون تحقق وتمحيص، وساهمت في نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين وفي شيطنة مقاومتهم وتاريخهم ووجودهم، ومن ثم إنكار حقوقهم الوطنية والمدنية، وتبرير الفظائع التي تُرتكب بحقّهم بما في ذلك جرائم الإبادة.
ثمّة قوائم لا تُحصى من أمثلة الانحياز، ومخالفة المعايير المهنية في أداء وسائل الإعلام، ومن هذه الوقائع الحديثة إغفال أسباب إحراق الطيار الأميركي آرون بوشنيل نفسه وسط صرخاته المنادية بالحرية لفلسطين، ورسالته الواضحة والصريحة والناضجة التي كلفته حياته، بأن ما سيقوم به من فعل قاس تجاه نفسه لا يُقارن بما يتعرّض له الفلسطينيون في غزّة من جرائم إبادة. وشمل تجاهل وسائل الإعلام ذكر سبب ما أقدم عليه بوشنل كلّاً من صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست، وشبكتي سي أن أن وفوكس، ووكالة أسوشييتد برس، في حين حظي الخبر بإشارات مقتضبة للحرب بين "إسرائيل وحماس وغزّة" في بعض الصحف البريطانية والفرنسية تحديداً، ومال الاتجاه الأغلبي لدى وسائل الإعلام الغربية إلى وضع القضية في حدود الفعل الفردي ذي الدوافع الشخصية المعزولة عما يجري في غزّة.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موازنة إسرائيل الحربية لعام 2024
- عن الضفة ودورها تجاه الحرب على غزة
- العنوان كان مكتوبا على الحائط
- قراءة في رد حماس على ورقة باريس:
- حرب غزة الكاشفة (2 من 2)
- حرب غزة الكاشفة (1 من 2)
- تصفية وكالة الغوث على طريق شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين
- التحركات الأميركية والإقليمية ومكانة القيادة الفلسطينية منها
- الفلسطينيون وقرار محكمة العدل الدولية
- رؤية للخروج من أزمة الشلل القيادي الفلسطيني
- تحولات خطاب حماس بعد وثيقة طوفان الأقصى
- الحالة الفلسطينية المأزومة وخيارات اليوم التالي للحرب
- تداعيات اغتيال العاروري فلسطينيا
- نقاط كثيرة سجلتها جنوب افريقيا بدعواها ضد إسرائيل
- ضربة قضائية لنتنياهو تفاقم من أزمته الداخلية
- أهداف عسكرية وسياسية لاجتياحات الضفة
- الحرب على غزة ترتبط بالضغط الأمريكي
- جائزة نوبل للسلام لنتنياهو!
- تجديد السلطة بين شروطهم ومصالحنا
- عن التباينات الأميركية الإسرائيلية


المزيد.....




- الأردن.. فيديو الأميرة رجوة بمحل تجاري يثير تفاعلا وسط تكهنا ...
- أطول رحلة ركاب تجارية تغادر الصين ستنقل الركاب إلى مكسيكو سي ...
- صورة فتاة في غزة تحمل جثة ابنة أخيها بين ذراعيها تفوز بمسابق ...
- قاصرون يدّعون تعرضهم لاعتداء جنسي وتصويرهم بلبنان والداخلية ...
- كمبوديا: انفجار في قاعدة عسكرية يودي بحياة 20 جنديا
- مراسلنا: حريق يلتهم 150 منزلا خشبيا في قرية سياحية شمال إيرا ...
- كوليبا: أكثر من نصف منظومة الطاقة في أوكرانيا تضرر بالضربات ...
- مستوطنون يهاجمون تجمع -عرب المليحات- في الضفة الغربية (فيديو ...
- أمريكا تحذر من إشراف الذكاء الاصطناعي على الأسلحة النووية
- تركيا تنضم لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل ا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نهاد ابو غوش - في سقطات الإعلام الغربي وسقوطه (1 من2)