أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - لا ترخوا أعنة ثيرانكم















المزيد.....

لا ترخوا أعنة ثيرانكم


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7908 - 2024 / 3 / 6 - 22:35
المحور: الصحافة والاعلام
    


ظاهرة استعانة الحكام بوسائل الاعلام كالشعراء والكهنة ورجال الدين وقتذاك ,واستقواء الساسة بالمداحين والمطبلين والاعلاميين والصحفيين ... الخ ؛ قديمة قدم نشوء الحكومات والدول والامبراطوريات .
الا ان هذه الظاهرة كالمد والجزر ؛ تارة تتوسع وتظهر للعيان وبشكل سافر , وتارة اخرى تنكمش وتنخفض مستويات ظهورها وتختفي خلف مسميات وعناوين مختلفة للتمويه والخداع ؛ وفقا للظروف والامكانيات والتحديات ونوع الانظمة والسياسات .
وبعد سنوات البعث العجاف وعقود الدكتاتورية والاقصاء والتهميش وتكميم الافواه وخنق الاصوات ومصادرة الحريات التي عاشها العراقيون ابان الحقبة القومية والبعثية الطائفية والتكريتية الهجينة , اذ لم يسمح هؤلاء الانذال من افساح المجال للعراقيين للأداء بأصواتهم فيما يخص القضايا الوطنية او التعبير عن آرائهم السياسية بحرية , وحاربوا التعددية الاعلامية والحرية الصحفية , واستخدم البعثيون والصداميون والطائفيون الاعلام كأداة لنشر الدعاية والتلاعب بالرأي العام والتحكم في تدفق المعلومات , والسيطرة الشاملة للحكومة الهجينة على المواطنين وممارسة عمليات غسل الادمغة وتغيير القناعات والضحك على الذقون , واستبعاد كل المعلومات المفيدة والوقائع والاحداث الحقيقية وتغييب الحقيقة والحق ... ؛ ولم يسمحوا لأية قناة اعلامية او رأي معارض سياسي او فكر وطني لا يتماهى مع اطروحاتهم الهجينة بالظهور والانتشار ... الخ ؛ تغيرت الاوضاع عام 2003 وجاءت الديمقراطية , وانفتحت الساحة العراقية على مصراعيها ونشأت مئات الاحزاب والمنظمات السياسية والاف المنظمات المدنية والمؤسسات والمراكز الاعلامية والصحف والمجلات والمواقع الالكترونية والفضائيات والمحطات الاذاعية ... الخ .
الا ان البعض او الاغلب استغل هذا الوضع الديمقراطي او الانفلات الامني احيانا , فقام بإنشاء جيوش الكترونية و(شلل وجوقات ) اعلامية وثقافية وسخر بعض الاقلام المأجورة والقنوات والمؤسسات الاعلامية والتي هي اشبه بالشركات التجارية التي تعمل لمن يدفع اكثر ... ؛ حتى المؤسسات والقنوات الاعلامية والثقافية المستقلة او غير المسيسة سرعان ما تسلّلت اليها الأحزاب السياسية او الدوائر الخارجية المشبوهة واحكمت السيطرة عليها ,وهذا التسلّل كان طبيعياً أن يحصل ، مع أحزاب وقوى سياسية تعدّ أصلاً من صلب هذه القنوات التي انبثقت بعد سقوط نظام صدام ؛ والتي تقاسمت في مرحلة ما بعد سقوط النظام المنابر الإعلامية وفقاً للصيغ الطائفية او القومية او السياسية ، أو ضمن «إعلام البيزنس والاغراء »... ؛ ولعل السمة المعروفة عن هذه الفضائيات والقنوات والمؤسسات والشخصيات الاعلامية ؛ الانتقائية والتسييس ... ؛ فعندما تتماهى هذه الفضائية او (الجوقة) الاعلامية مع الخطاب الشعبي المستاء من الاوضاع السلبية ؛ فأنها تفعل ذلك لا حبا منها بالجماهير والمكونات الاجتماعية المغبونة او ايمانا بحقوق الانسان ومبادئ العدالة الاجتماعية والحرية ؛ وانما بغضا بالحزب او التكتل السياسي الحاكم او المكون الاجتماعي الذي يتصدر الواجهة السياسية ... , وعندما تغيب هذه القنوات وجوهاً سياسية واعلامية وثقافية لطالما التصقت بهذه الشاشات والقنوات ، او تسلط الاضواء على الامعات والنكرات والشخصيات المجهولة ؛ لا يندرج فعلها هذا , ضمن دائرة احترام عقول المشاهدين او مبادئ الصحافة والاعلام او الالتزام بالقوانين النافذة ؛ بقدر ما يتعلق بالسياسات وطبيعة التحالفات والمؤامرات الانية ؛ فضلا عن ان هذه القنوات والفضائيات والشخصيات تتهم الاخرين المعارضين والمختلفين معها ؛ بالشيطنة دائما وابدا بينما تخفي كل عيوب الساسة وشوائب الاحزاب التي تساندها هذه القنوات والفضائيات والشخصيات , والمتابع للإداء الاعلامي والثقافي و الأنشطة الاعلامية يجد انها تسير وفقا لخطط مدروسة ومتفق عليها .
وبعض الاقلام المأجورة والشخصيات الاعلامية المرتزقة والاعلاميين والمثقفين المؤدلجين والمغردين والناشطين في مواقع وسائل التواصل الاجتماعي ؛ من الذين ساروا في ركب الاحزاب والشخصيات السياسية او دوائر الظلام الخارجية والاجندات المشبوهة ؛ اصابها الغرور والتكبر , وراحت تهرف بما لا تعرف , او تخبط خبط عشواء ؛ والبعض منهم لا يغرد ولا يكتب ولا ينشر فيما يخص القضايا الوطنية والسياسية الحساسة الا وهو سكران حد الثمالة ؛ مما قلب الفرض رأسا على عقب ؛ اذ ان المفروض بهؤلاء الاعلاميين والمثقفين والمحللين السياسيين العمل وفقا لما تمليه عليهم السلطات والجهات والشخصيات ؛ لا ان يفرض رؤيته الشخصية عليها ؛ مما تسبب بحدوث الكثير من الهجمات الاعلامية والتراشق السياسي والتنابز بالألقاب والتنمر والاستهزاء بالساسة والشخصيات والمكونات والطوائف والقوميات , وارباك الاوضاع العامة وبث الدعايات وترويج الشائعات وتوسيع دائرة الانقسامات السياسية والطائفية والاخلال بالأمن الاهلي والسلم المجتمعي .
ومما جاء في الفلكور الشعبي الجنوبي العراقي : ان ابليس قال لاحد الشياطين : ان باستطاعته افتعال الفتنة الكبيرة من خلال الحدث البسيط , وطالبه الشيطان بالدليل والبرهان على ذلك , وذهب ابليس بمعية الشيطان الى مزرعة تقع ضمن قرية , يمتلكها احد الفلاحين المسالمين , ورأى ثورا مربوطا , فقام ابليس بإرخاء الحبل , فتحرك الثور وهاج وانطلق بسرعة يخرب الزرع , وينطح كل شيء يراه امامه , وعندها دهش الفلاح وغضب , وتكلم مع زوجته واتهمها بالقصور في اداء واجباتها وانها السبب في كل ما حصل , فردت عليه زوجته وقسمت بانها ربطت الثور جيدا , وتشاجرا وعلا صراخها , فقام الفلاح بضرب زوجته على رأسها بالهراوة (التوثيه) فسقطت ميتة , وسمع اهلها بالفاجعة , وهجموا على الفلاح وقتلوه , واجتمعت عشيرة الفلاح وهجموا على عشيرة الزوجة المقتولة , وتقاتل الجميع , ودمرت القريتين بالكامل ... ؛ عندها قال ابليس للشيطان : أرايت كيف ان الحدث البسيط قد يؤدي الى الدمار الكبير الذي يحرق الاخضر واليابس ولا يسلم منه احد ؟!
فإذا ما أرادت الأحزاب والشخصيات السياسية ، المشاركة الفاعلة والسليمة والصحيحة في العملية السياسية والحفاظ على امن وامان المجتمع , والنأي بالنفس عن الصراعات مع الاخوة والشركاء , وصون المكتسبات الايجابية الوطنية ... ؛ فينبغي عليها أن تتغلّب على الاصوات النشاز والشخصيات المرتزقة والمتقلبة والمزاجية وغير المنضبطة , وذلك من خلال لجم حمير وجحوش وثيران الجيوش والشلل الالكترونية و الاعلامية والثقافية , وعدم ارخاء اعنة الثيران التي تعمل ضمن دوائر التوجيه السياسي .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية نقد الحكومات والشخصيات بين الحرية الصحفية والمسؤولية ا ...
- سبب الضربات الامريكية على المقرات العراقية الحدودية
- الاردن تشارك بضرب الحشد العراقي ..!!
- حكومة السوداني بين مطرقة الامريكان و (كلاواتهم) المعروفة
- مخاضات المرحلة الراهنة وتداعياتها(2)
- العراق الاكثر هدرا للطعام بعد ان كان الاكثر جوعا..!!
- فضيحة ضباط الدفاع وشماعة الاغلبية الاصيلة ..!!
- كثرت علينا الكذابة والدجالة (3)
- كثرت علينا الكذابة و(الدجالة) (1)
- كثرت علينا الكذابة والدجالة (2)
- مخاضات المرحلة الراهنة وتداعياتها(1)
- انصفوا المعتقلين
- التسليم بنتائج الانتخابات المحلية
- ظاهرة اتلاف حملات المرشحين الانتخابية
- لماذا ترشح نفسك ..؟!
- المشاركة الانتخابية أفضل الخيارات السياسية المتاحة
- الحد الأعلى لإنفاق المرشح
- ما الغاية من الانفاق في الحملات الانتخابية ؟
- الموظف العراقي بين الولاء الحزبي والالتزام الوظيفي
- بطاقة الناخب البايومترية


المزيد.....




- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - لا ترخوا أعنة ثيرانكم