أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - اليمن كبير أيها الصغار!














المزيد.....

اليمن كبير أيها الصغار!


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 7903 - 2024 / 3 / 1 - 13:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


اليمنيون يصبرون ويصابرون ويتواضعون، ولكنهم عند الضرورة يتفجرون كالبراكين، لأنهم لا يقبلون الهوان، ولا يرضون بالهوان لإخوانهم في أيّ جزء من الوطن العربي الكبير.
اليمنيون فقراء من زاوية الثروة المادية، بسبب فساد نخبهم وعجز حكوماتهم وتفكك مؤسساتهم السياسية وتنافرهم وإهدار طاقاتهم في الصراعات العبثية الممولة، ووقوع بعضهم فريسة للقوى الخارجية، ولكنهم أغنياء روحيًا ومفعمون بالرجولة والشرف. اليمنيون يجوعون ويتلوَّن ويئنون، ويُقْتَلُونَ، ولكنهم لا يستسلمون.

اليمنيون ليسوا شعبًا رخيصًا قابلًا للبيع والشراء في سوق النخاسة، كما يتوهم حكام الدول الإقليمية المتورمون بالثروة والحماقة والعمالة للقوى الإمبريالية والصهيونية.
وهنا أجدُ نفسي مضطرًا، نيابة عن الأحرار في وطني، أنْ أنبه قادة القُوَى الإقليمية المتغطرسين الذين يستهدفون وطني، وأقول لهم:

أنتم أيها الأوباش، يا حثالة التاريخ، يا عبيد الإمبريالية والصهيونية: لا يحق لكم أنْ تحْكُموا على أخلاق اليمنيين من خلال الأوغاد الذين استدرجتموهم وأوهمتموهم أنكم ستحررون صنعاء وستعيدون للدولة اليمنية شرعيتها، وجمهوريتها، ووحدتها، وسيادتها.
لقد صدقكم الأوغاد الأغبياء وتوهموا، بسذاجة، أنَّ صنعاء ستُحرر من الرياض ودبي ومن إسطنبول وطِهران ومن بريطانيا وأمريكا أو من أماكن أخرى في الغرب أو في الشرق. فسقطوا صرعىَ في أحضانكم، وتنكروا لهُويتهم الوطنية اليمنية، وباعوا شرفهم ووطنهم، وهم اليوم على وجوههم يهيمون.
فهؤلاء الأغرار لم يدركوا أنَّ صنعاء لا تتحرر من الخارج، ولكنها تحرر من الداخل. صنعاء تتحر من صنعاء أو من عدن أو من تعز أو من حضرموت أو من المهرة أو من الحديدة أو من ذمار، أو من أي مدينة يمنية، ولكن ليس من مكان آخر. صنعاء تتحرر من قبل الشعب اليمني، وليس قبل من شعب آخر. مع الأسف، الأوغاد صدَّقوكم ووقعوا فريسة سهلة بسبب فائض الغباء لديهم وزيادة المكر لديكم.

والآن عليكم أنْ تعلموا، إنْ كنتم لا تعلمون، إنَّ أولئك الأوغاد، الذين تم تدجينهم بأساليب ماكرة ولمدة طويلة في مؤسساتكم الأمنية، لا يمثلون شموخ وكبرياء اليمنيين.
يمكنكم الإبقاء على هؤلاء الأوغاد، العملاء في إصطبلاتكم، سمِّنوهم، احتفوا بهم وارقصوا معهم إن كنتم قادرين على الرقص، واحتفظوا بهم لوقت الحاجة، واقذفوا بهم في كومة الزبالة عندما تضيقون ذرعًا بهم، فأمرهم لا يعني الشعب اليمني.
هؤلاء الأوغاد، لنا، مجرد عملاء، بلا شرف، لأنهم يتجرون بشرف وطنهم من أجل مصالحهم الضيقة، ولن يتمكنوا من مساعدتكم لكي تبسطوا هيمنتكم على اليمن.

اليمن كبير، أيها الصغار، وليس في مقدوركم الهيمنة عليه، أو ابتلاعه بمساعدة حفنة من المُرْتَزِقَة التافهين. اليمن عِصِيٌّ على الانكسار وغير قابل للهزيمة. اليمن كبير أيها الصغار. اليمن مكتوب في سِفر التاريخ، كل حجر فيه ينطق بالتاريخ، وكل جبل ينظر إليكم بتعالٍ واحتقار، وكل شجرة فيه تهزئ بكم. اليمن ليس طارئًا في الوجود، اليمن ملازم للوجود.

اليمنيون عندما يغضبون يتجاهلون خلافاتهم الداخلية، و ينسون ثاراتهم وأوجاعهم، و يتوحدون، ويتحركون من أية بقعة في وطنهم، من منازلهم ومنابرهم ومعازلهم وحتى من مقابرهم. وتتحرك معهم كل الكائنات التي استوطنت اليمن عبر الأزل، بما في ذلك الجبال والأشجار، والرمال، والماء، والهواء. ويتحول اليمن، بكل مكوناته البشرية والمادية والروحية، إلى كتلة ملتهبة من النار في وجه الأعداء. اليمن كبير أيها الصغار.



#منذر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين المحاصرة والأحزاب اليمنية المُناصِرة!
- الجريمة الصهيونية، أطرافها وتجلياتها، في فلسطين!
- العرب والصهاينة والمفارقات المحزنة!
- العرب والصهاينة والمفارقات المحزنة!
- تقرير غضبان عن غزة وإنجازات الجيش الصهيوني الجبان!
- قمة الرياض يجب أن تكون عربية تحررية وليست رجعية صهيونية!
- فلسطين وقمة القاهرة للسلام وغياب الفعل وكثرة الكلام!
- التحرر من الاستعمار واجب اللحظة!
- المجد لليمن واللعنة على الأوغاد صُنَّاع الكوارث والمحن (3-3)
- المجد لليمنِ واللعنة على الأوغاد، صُنَّاع الكوارثِ والمحن! ( ...
- المجد لليمن واللعنة على الأوغاد صُنَّاع الكوارث و المحن! (1- ...
- السودان يقتفي خُطى اليمن ويلج عرس الدَّم !
- الحرب بين روسيا والغرب في أوكرانيا تنذر بالخطر الشديد على ال ...
- السعوديون يَتَحَدَّوْنَ الموقف الوطني لليمنيين ويسعون لتقويض ...
- السعوديون يَتَحَدَّوْنَ الموقف الوطني لليمنيين ويسعون لتقويض ...
- اليمنيون الوطنيون يَتَحَدَّوْنَ الموقف السعودي ويختارون الوح ...
- السُّعُودية مناهضة أبدية لوحدة واستقرار اليمن!
- هل مواقف الدول الإقليمية والنخب اليمنية متطابقة إزاء وحدة ال ...
- محنة اليمن: نُخبٌ عمياء تبحث عن نقود ودول توسعية تبحث عن نفو ...
- اليمن والمستقبل والثنائيات القاتلة!


المزيد.....




- معارضون خارج المملكة ينظمون مؤتمر -البحث عن الديمقراطية في ا ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مبنى في مستوطنة شتولا شمال ...
- الشورة.. والمصالحة الصعبة
- سويسرا تنظم مؤتمر -السلام في أوكرانيا- وروسيا تقلل من جدواه ...
- فون دير لاين تدعو لاستئناف حل الدولتين
- تجديد واسع في قيادات الجيش الإسرائيلي على خلفية الانتقادات ا ...
- تونس.. إحالة 40 متهما على الدائرة الجنائية المختصة في الإرها ...
- الخارجية الأمريكية تكشف عن مطلبين سعوديين قبل تطبيع علاقاتها ...
- بزعم معاداة السامية.. قمع أمريكي لاحتجاجات طلابية تدعم غزة ب ...
- أردوغان: نواجه ضغوطا من الصهيونية


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - اليمن كبير أيها الصغار!