أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - كريمة مكي - يوم نبشتُ عميقا في قبر الأحزان!!














المزيد.....

يوم نبشتُ عميقا في قبر الأحزان!!


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 7895 - 2024 / 2 / 22 - 12:26
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


و أنا عائدة إلى الكاف في نهاية الأسبوع الماضي، أوقفت السيارة بجانب الطريق و وقفت طويلا أمام مقبرة ʺالكومنولثʺ بمجاز الباب...
سرحت بعيدا...
و تذكّرت هذه الحروب العبثية التي يتسلّى بها القادة و الرّؤساء لإطفاء لهب جراحهم و عقدهم النفسية العميقة غير عابئين بمصائر الأبرياء.
ما آخر هذا العبث...ما آخر حرب الإنسان على الإنسان؟؟؟
هؤلاء الجنود الذين جاؤوا يومها إلى تونس من بقاع بعيدة ليتقاتلوا فيها، هل كانوا مؤمنين بجدوى هذه الحرب التي قد تُكلّفهم حياتهم أو بعض أعضائهم بعد أن كلّفتهم وغثاء السّفر و وجع الانفصال عن الأهل و الوطن؟؟؟
هل كان أولئك القادة الذين أرسلوهم بأمر عسكري ليُريقوا دماء بعضهم في أرض ليست أرضهم، يَعْلَمُونَ كَمْ قلبا آلموا... و كم أُمّا أوجعوا... و كم أحِبّة فرّقوا...؟؟؟
إلى أيّ مدى يستسهل القادة إصدار الأمر بالحرب و بإزهاق النّفوس قبل الأجساد؟!
وقفتُ عند قبر لا أعرف صاحبه و لكنني أحببتُ أن أعرف على أيّ حال ، في تلك الساعة، يكون قد مات: أمات بجسد كامل أم دُفِنَ على أجزاء؟!
كم قَتل، قبل أن يُقتل، من الأعداء؟؟ و هل كان مؤمنا حقّا بأنّهم... حقّا أعداء! أم كان فقط مسايرا لما يقوله لهم القادة و الرّؤساء!!
ومع من تراه كان يقف يوم المعركة؟
هل كان من محور هتلر أم كان من جند الحلفاء؟
ترى هل مات مقهورا من أمر قائدهِ أم مات راضيا بنهايته؟!
و قبل ذلك:
أمات جائعا أم مات فقط... في منتهى الجوع و الإذلال؟!
ترى أي أكلة كان يحبّها أكثر من يدي أمّه؟
و هل كان مثلا يأمل أن تُسعفه الحرب فيأكلها يوما... إذا عاد إلى أمّهِ سالما من القتال؟؟؟
تصوّرته و هو يجيبني بإجابات صادقة من وحي لغة الحياة الأخرى التي لا تشبه ما هو سائد في هذه الدّنيا من منطق المخادعة و الرّياء!
ما أصدق اللّغة الأخرى...ما أصدق لغة السّماء!
عدتُ أتأمّل في القبور...
التفت لقبرٍ بجانبه و سألت نفسي عنه:
و هذا المجهول الآخر ترى كم ترك بعده من قلب أحبّه؟؟؟
كيف ترك، يوم الوداع، أمّه و أبوه و كلّ من أحبّه؟
هل وجد الوقت مثلا ليودّع قصّته مع قطته أو حتى مع الأشجار في شارع البيت أو في حديقته؟
و يوم اشتدّت عليه المعركة هنا في تونس، فيمن تراه يكون قد فكّر أوّلا: أفي دمع أمّه و أبيه أم في عيني حبيبته!؟
و الآن هل تراه سعيدا بموته و بدفنه بعيدا عن أهله و مدينته؟
ترى هل سيشكو لله العادل، جَوْرَ من كان مسؤولا عنه و ما اتّقى الله فيه و لا في فرقته؟
في هذه اللحظة فقط انتبهت إلى أني قد أقلقتُ راحة القتلى و نبشتُ كثيرا في الأحزان!!
تركت ضحايا حرب العالم على أرضنا يُكملون نومتهم و ركبت سيارتي باتجاه مدينتي و أنا أفكّر في إخوتنا اليوم في أرض فلسطين من ضحايا ذلك القائد العنيد و كلّ من كان في إطالة هذه الحرب... معه و على شَاكِلَتِهِ!!



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أصدق لغة السّماء!
- الحبّ عند مقبرة الحرب!!
- ما أبعد مقابرنا عن مقبرتهم في ʺمجاز البابʺ!!
- اخلعوا نعل الخوف...
- قريبا نقول: سحقنا الاستعمار!!
- أيّهما الأهم: الأنثى في المرأة أم الأمّ (2/3)
- سيعود العُمر إلى صِبَاهْ...♪♪♪
- أيّهما أهم: دور الأنثى أم... دور الأمّ؟؟
- قليلي الأدب: انتهى في تونس وقت اللّعب!!
- حياة لم نعرف أبدا كيف نحياها!!
- لا أنتَ أهلاً...و لا أنتَ فهيمْ!
- رحلة ثورة الياسمين بعد انتظار دام تسع سنين!!
- كفى لنفسك إهمالا!!
- انحدرنا و مازلنا...
- عربيّة عليلة...و في حروفها الدواء!
- تميمة حظ... لكل كاتب!
- وَ لَكُمْ فِي الكِتَابِ آيَاتْ...
- لِمَاذَا تَهْوَانَا هَذِهِ البَلْوَى!؟!
- إلى أفيخاي أدرعي: و أنتم، بالنّووي، العاجزون!
- اصْحَ يا ابن العم: لقد انتهى عهدهم...و اليوم فجرٌجديد☼


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - كريمة مكي - يوم نبشتُ عميقا في قبر الأحزان!!