أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - كريمة مكي - ما أبعد مقابرنا عن مقبرتهم في ʺمجاز البابʺ!!














المزيد.....

ما أبعد مقابرنا عن مقبرتهم في ʺمجاز البابʺ!!


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 7889 - 2024 / 2 / 16 - 16:07
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


يوم دارت معركة حامية من معارك الحرب الثانية على أرض تونس المسالمة...سقط جُنْدٌ كثيرون.
يُقال إنّ منهم مسلمين هنود و منهم خاصّة مسيحيين و يهود.
أمرهم قادتهم بالتحوّل إلى بلد الأنس و السّلام ليتلاقى يومها، على أرض تونس الخضراء، جُند المحور و جند الحُلفاء و تسيل بينهما الدّماء!
و بعد أن أوقفت الحرب نارها و دمارها في دار ليست أبدا دارها، قام المنتصرون بتكريم الضحايا من كلّ الأديان فجهّزوا لهم مقابر غاية في الأناقة و الجمال أُطلق عليها اسم ʺمقابر الكومنولثʺ.
إحداها موجودة على طريق تونس- الكاف على مستوى مدينة ʺمجاز البابʺ.
كنتُ و أنا صغيرة أمرّ عليها عندما يأتي بنا أبي إلى العاصمة لجلب السّلع التي يحتاجها حانوته، و كانت تعجبني هندستها و نظافتها و لكني لم أكن أعرف عنها شيئا إلى أن كبرت و استرشدت فعلمت أنها مقبرة للأجانب ضحايا الحرب العالمية و أنّها مشمولة بعناية غربيّة دائمة حتى أنهم خصّصوا لها أعوان للمحافظة عليها و الاعتناء بالعشب و الأزهار التي فيها.
أتذكّر أنّي قلت وقتها: إنّهم يستحقّون أن يكونوا دولا متقدّمة ماداموا يهتمّون بمواطنيهم و هم أحياء و هم أموات...و جال ببالي حالنا... و حال مقابرنا!
منذ سنوات كانت والدتي تبالغ في تحذير والدي من خطر السّقوط في المقبرة عندما يذهب يوم الجمعة للترحّم على جدّتيʺلَلاَّ العيّاشيةʺ في مقبرة ʺالشّرفيينʺ في الكاف.
اليوم عندما أكون في الكاف، أمّي تُردّد عليّ نفس التحذير كلّما هممتُ بالذهاب إلى مقبرة ʺبنعنينʺ للترحّم على والدي أو الذّهاب للشرفيين عند جدّتي.
لماذا تُحذّرنا أمّي من وقتها إلى الآن من نفس المحذور؟!
لأنّ حال المقبرتين واحد و لا يعلم به إلاّ المسؤولين...و الزائرين العابرين أو المترحّمين على الرّاحلين: قبور متراصة تمرّ عبرها كأنّك تمرّ على الصراط في يوم الدين،،،أحجار مكدّسة في كل مكان،،،أعشاب طفيلية و أشواك،،، نفايات أشكال و ألوان!!
لكم أتمنّى أن أرى مقابرنا مُصانة و مهذّبة و مُريحة للموتى و للقادمين عليهم.
و لكن...
لماذا تظل هندسة مقابرنا مزعجة كهندسة بناءاتنا و قبور حياتنا؟
أين أنتم يا مهندسين؟؟؟
لماذا بيئة مقابرنا تملأها الزبالة و بيئة مقبرتهم تملأها الأزهار و لمسة الوفاء و صدق الاعتذار!
أين أنتم يا بلديين؟؟؟
ألم تروا مقبرتهم في مجاز الباب؟
ألهذا الحدّ بعيدة عنكم مجاز الباب؟
ألم ترونها و أنتم تمرّون عبرها إلى العاصمة في الذّهاب و الإيّاب!!
هل من يُجيب منكم أيّها المسؤولين و يرحم الموتى و الحائرين!
وهل من مسؤول، فيك يا بلدي، اليوم يقرأ... ليُجيب؟؟؟
و هل من مسؤول فيك يسعى حقّا و فيك اليوم يُفيد لندعو له بالخير و الرّحمة و ينال، بإذن السّميع العليم، نِعم أجر العاملين؟!



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخلعوا نعل الخوف...
- قريبا نقول: سحقنا الاستعمار!!
- أيّهما الأهم: الأنثى في المرأة أم الأمّ (2/3)
- سيعود العُمر إلى صِبَاهْ...♪♪♪
- أيّهما أهم: دور الأنثى أم... دور الأمّ؟؟
- قليلي الأدب: انتهى في تونس وقت اللّعب!!
- حياة لم نعرف أبدا كيف نحياها!!
- لا أنتَ أهلاً...و لا أنتَ فهيمْ!
- رحلة ثورة الياسمين بعد انتظار دام تسع سنين!!
- كفى لنفسك إهمالا!!
- انحدرنا و مازلنا...
- عربيّة عليلة...و في حروفها الدواء!
- تميمة حظ... لكل كاتب!
- وَ لَكُمْ فِي الكِتَابِ آيَاتْ...
- لِمَاذَا تَهْوَانَا هَذِهِ البَلْوَى!؟!
- إلى أفيخاي أدرعي: و أنتم، بالنّووي، العاجزون!
- اصْحَ يا ابن العم: لقد انتهى عهدهم...و اليوم فجرٌجديد☼
- في تونس عِناد المعارضة... و عِناد الحكومة في اسرائيل!
- السيد أفيخاي أدرعي: و مازال في الحبر بقيّة...
- أَمِنْهُمْ سَيَخْرُج لَكَ الحظّ وَ يَأتِيكْ؟!


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - كريمة مكي - ما أبعد مقابرنا عن مقبرتهم في ʺمجاز البابʺ!!