أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - أنا ولجنة التحديد والتحرير - 2














المزيد.....

أنا ولجنة التحديد والتحرير - 2


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7888 - 2024 / 2 / 15 - 21:54
المحور: القضية الكردية
    


من اليوم الأول كان رئيس اللجنة يتصرف كرئيس لإحدى دوائر الأمن، وظل رسميا، حتى مع أعضاء لجنته، وكأنه في الدائرة وليس في ضيافة أبناء قرية كوردية، حيث البساطة ونقاء كرم الضيافة. قليلا ما تناقشت معه على أمور ملكية العائلة لقريتنا نصران، لعدم معرفتي حينها؛ غاية اللجنة وأسبابها، وما سينتج عنها لاحقا، ولم أدرك البعد السياسي لخلفيات عملها، والذي كان مدرجا كعمل ميداني ضمن سلسلة خطط موجهة ضد الوجود الكوردي، كانت قد قررت ضمن أروقة النظام ومربعاته الأمنية، بدأت بالقضاء على ملكية الكورد على جغرافيتهم، ومن ثم التغيير الديمغرافي في غرب كوردستان.
تأكدت كل هذا بعد سنوات، لكنني حينها أخذت عملهم على أنه رسم خرائط لجغرافيات القرى ذات بعد حضاري تقوم به مؤسسات الدولة لمسح أراضي سوريا عامة، لكن رئيس اللجنة وبعض الأعضاء كانوا يدركون ما يفعلونه وأسبابها؛ حتى ولو كانت تغطى تحت منطق المسح الطبوغرافي لأراضي الدولة، وطوال الأسبوع وهم يأكلون من خيرات القرية، لم تتغير فوقية رئيس اللجنة معي ومع الوالد وأبناء القرية الذين كانوا في الخدمة وبرحابة الصدر. لم يغب عن العمل إلا مرتين؛ سافر فيها مع السائق إلى القامشلي لساعات وعاد بوجه متجهم ونفسية أحقر.
كنت في العشرين من العمر، معلما بالوكالة في مدرسة القرية، أدرس الطلاب في النهار وأعمل وأتنقل معهم في أزقة القرية وعلى حدود نصران مع القرى المحيطة بها، واطلع على خرائطهم بعدها، أي كنت ألازمهم طوال الوقت أحيانا حتى منتصف الليل، وفي بعض المرات كانوا يطلبونني أثناء دوام المدرسة لمرافقتهم في عمل ميداني، كنت اضطر إلى تعيين طالبي- أخي جلال )لتفوقه وذكاءه) مع طالب مساعد معه لإعطاء الدروس ومراقبة الصف إلى حين انتهاء الدوام، وفي هذه الفترة ألغيت الدرس السري الإضافي وكان عن تاريخ وجغرافية كوردستان واللغة الكوردية، التي كانت استمرارية لعملية خطيرة أمنيا، كان قد طبقها ودرسها أخي المرحوم (أحمد صابر) وقد كان معلما بالوكالة قبلي في القرية، حللت مكانه بعدما طلب إلى الخدمة العسكرية.
خططوا حدود أراضي نصران، من جميع الجهات، لكن عندما جاؤوا على تخطيط الحدود مع قرية المختارة- حفارة، من جهة الجنوب الشرقي، اكتفوا بالرسم على الخريطة دون العمل الميداني رغم أن الوالد طلب منهم تبيان الحدود ميدانيا، لوجود إشكالية هناك، فهي مزرعة مساحتها قرابة مائة هكتار (أمتلكها أحد المحامين من مدينة دمشق في بداية الخمسينات) وقد كانت جزء من أراضي قريتنا نصران وقرية تل برهم التابعة لعمي المرحوم عبد الكريم عباس.
عرف الوالد أنهم تركوها لغاية خبيثة، علها تصبح بؤرة خلاف على ملكية قطعة أرض تابعة لنصران انضمت لأراضي حفارة بعدما تم بناء مشروع الطريق الدولي المار في جنوب القرية وانفصلت تلك القطعة، وكانوا على دراية بها وبمخطط الطريق، تركوها عمليا وخططوها نظريا، وعملوا مثلها مع حدود قرية كرشيران الواقعة في شرق نصران، والتي كانت حتى عام 1927م لعم الوالد (يوسف عباس) قبل أن يصادرها الفرنسيون مع قرى أخرى لآل عباس ما بين أعوام 1927-1932م، والقريتين من ضمن أراضي آل عباس المسجلة في سجلات الإمبراطورية العثمانية وبسندات تمليك صادرة من الأستانة ومصدقة من ولاية ماردين قبل أكثر من مائتي عام.
رسموا الحدود من الجهتين نظريا، وللمصداقية، وخارج غايات اللجنة والمؤكدة أنها كانت لغايات خبيثة، في الواقع لم يكن بين الوالد وبين ملاكي كرشيران أية إشكاليات حدودية بعدما ألغت فرنسا ملكية آل عباس عن القرية، وتوقف الوالد المطالبة بها في منتصف الأربعينيات، كما وأن المحامي حفار رغم أنه كان يستثمرها، لكن عندما طلب منه المرحوم الوالد بعدها بسنوات بعدم استثمارها كمالك لها، لم يعترض وتوقف، وقد حاول الوالد استثمارها لكن انتقال الأليات عبر الطريق الدولي ومن أجل بقعة صغيرة كان صعبا، لذلك تركت مع قرية حفارة، ومن حينها ظلت بورا لسنوات إلى أن عاد المحامي باستثمارها.
أثناء وجود اللجنة لم أتحرى كتابة تقريرهم حول القطعة بدقة، لكن المسؤول عن المخطط حينها قال لي بأنها رسمت كما يجب، جوابه وأسلوبه خلق لدي حيرة، لم أدركها آنذاك، ولم تظهر أية مشاكل إلا بعد بسنتين وقبل رحلة إلى الحسكة، ذكرت للوالد جوابه الذي علق في ذاكرتي، فقال بأنهم ربما يتوقعونها لتذهب إلى المحاكم ويعودون مع عنجهية أبشع، لكن هذه الجزئيات لم تكن بذات الأهمية لا حينها ولا اليوم، بل ما قاله لي أحد الموظفين من اللجنة والذي بقينا على صداقة، في دوائر المحافظة حول الاستيلاء على أجزاء من أراضي القرية ومثلها على المئات من القرى الكوردية، وأدركت بعدها بأنها لم تكن موجهة إلى الملاكين أو اقتطاع جزء من ملكية مالك، بل كأرض كوردستان كان يجب أن تعرب ...
يتبع...



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا ولجنة التحديد والتحرير - 1
- دور شركات الأسلحة في إثارة الحروب-2/2
- دور شركات الأسلحة وإثارة الحروب 1/2
- موقف الرئيس الأمريكي القادم من القضية الكوردية
- كيف سيكون الرد الأمريكي بعد قتل جنودها
- خلفيات الصمت الأمريكي حيال الاعتداءات التركية على غرب كوردست ...
- هل يحمل وزير خارجية أمريكا الملف الكوردي أم سيعرض عليه؟
- إسرائيل وأمريكا أفضل من إيران وحماس
- الروح الكوردية العاقلة
- من يقود طرفي الحراك الكوردي في غرب كوردستان
- ضريبة الطيبة
- علم كوردستان
- كيف نقيم المبدعين الكورد
- العقد الإجتماعي للإدارة الذاتية
- صبري عباس في ذاكرة الزمن
- إيران تنهب ميليشياتها
- أمريكا لن تخرج من كوردستان
- هدفي من الكتابة
- هل هكذا ستكون كوردستان القادمة
- الأحزاب الكوردية لا تمارس السياسية


المزيد.....




- اقتحامات واعتقالات بالضفة وأهالي بيتا يتصدَّون للمستوطنين
- المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تبرر عدم حسمها الدعاوى بخصوص ...
- أكسيوس: أعضاء بالكونغرس يبحثون مع الجنائية الدولية مذكرات اع ...
- في يومها العالمي.. السياسة والحروب تقلص حرية الصحافة حول الع ...
- جائزة حرية الصحافة للفلسطينيين وتراجع استقلال الإعلام عالميا ...
- الخارجية الروسية: الغرب الجماعي ينتهك حرية التعبير
- استشهاد دكتور فلسطيني و-الاحتلال- يرفض كشف معلومات عن بقية ا ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة - مخاطر تحيط بصحفيي السودان
- كوريا الشمالية تسلط الضوء على سياساتها التعليمية لذوي الاحتي ...
- مستوطنون يهاجمون بلدة جنوب نابلس والقوات الإسرائيلية تشن حمل ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - أنا ولجنة التحديد والتحرير - 2