أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إبراهيم ابراش - ما هو خفي في (الحرب على غزة)















المزيد.....

ما هو خفي في (الحرب على غزة)


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 7876 - 2024 / 2 / 3 - 18:18
المحور: الصحافة والاعلام
    


صدق الأولون عندما قالوا أن الحرب خدعة وفيها يجوز الكذب والمناورة وإخفاء الحقائق والأهداف الحقيقية للمتحاربين، ولذا كانت الحرب النفسية والدعائية تطبيقا لذلك أو شكلاً من أشكال الحرب توظفها كل الأطراف المعتدية والمعتدى عليها، وقد أثبت الكيان اليهودي الإرهابي قدرة فائقة في التضليل بكل ما يتعلق بما سماها (الحرب على غزة)، وخصوصاً في الهدف المعُلن من الحرب: القضاء على حركة حماس وإطلاق سراح المحتجزين في غزة وتأمين منطقة غلاف غزة.
وللأسف انساقت المقاومة ومناصروها وراء هذا التضليل وصدقوا أن أسرى العدو ورقة قوة يمكنها منع العدو من الحرب وقصف غزة خوفاً على حياتهم أو المساومة عليهم مقابل إطلاق كل الأسرى الفلسطينيين (الكل مقابل الكل)، وأن بطولات المقاومين السبب في إطالة الحرب وعدم قدرة جيش الاحتلال على تحقيق أهدافه المعلنة بعد مرور حوالي أريعه أشهر، وبالتالي واصلت حماس إطلاق الصواريخ والاشتباك مع قوات الاحتلال المتوغلة كما تواصل بعض الفضائيات ومحلليها السياسيين والعسكريين وخصوصاً قناة الجزيرة بالحديث عن انتصارات المقاومة وفشل العدو في تحقيق أهدافه!
كما لا يمكن ارجاع السبب في إطالة نتنياهو لأمد الحرب ورفضه كل المقترحات المقدمة لإنهاء الحرب الى محاولة التهرب من المتابعات القانونية التي تلاحقه بتهم الفساد ومسؤوليته عما جرى في غلاف غزة، فإسرائيل ستواصل الحرب بنتنياهو أو بدونه.
لا شك في بطولات المقاومين وفي أن نتنياهو يعرف أن نهاية الحرب تعني مثوله للمحاكمة، ولكن ليس صحيحاً أن هدف إسرائيل من الحرب هو المعلن للإعلام ويجب التفكير بعقلانية في القول بأن سبب إطالة الحرب يرجع فقط لعجز جيش الاحتلال عن تحقيق أهدافه المعلنة من الحرب وإضعاف القدرات العسكرية لحماس، أو أنه مستمر بالحرب لأنه يريد تحرير مختطفيه عند حماس بالقوة العسكرية، فإسرائيل مستعدة للتضحية بمحتجزيها تطبيقاً لمبدأ(هانيبعل).
الأهداف المعلنة مضللة أو هي جزء من الهدف الاستراتيجي الحقيقي الذي طالما عبرت عنه دولة الكيان على لسان قادتها العسكريين والسياسيين وتلقنه للأطفال في المدارس ويمارسه المستوطنون والجيش عملياً من خلال مشاريع الاستيطان وسرقة الأراضي واقتحامات القرى والمدن والمخيمات وما يجري في المسجد الأفصى الخ، انهم يريدون فلسطين التوراتية خالصة لهم من البحر الى النهر بدون سكانها الفلسطينيين، وقد عبر عن ذلك صراحة وبكل وقاحة قادة اليمين أمثال سموترتش وبن غافير وحتى نتنياهو الذي عرض خارطة لـ (لإسرائيل) ومن على منبر الأمام المتحدة تشمل كل الأراضي الفلسطينية حتى شرق الأردن.
هذا الهدف صاحب الحركة الصهيونية منذ تأسيسها 1897 وتواصل مع
قيام الدولة، وكان حاضراً في كل حروبها مع العرب والفلسطينيين، أيضاً في وسائل الإعلام وكل أنشطتها السياسية والدبلوماسية ومحاولة فرض الرواية الصهيونية وأساطيرها عن دولة اليهود القديمة والهيكل المزعوم وتلفيقات الهولوكوست وأن العرب يريدون رمي اليهود في البحر,,, ومشاركتها في مفاوضات السلام والتسوية السياسية حيث كانت تُفشل كل مسعى لتسوية سياسية مُحملة الفلسطينيين المسؤولية.
كان ما يقلق دولة الكيان اليهودي الصهيوني أن الشعب الفلسطيني كان يعرف هذه المخططات ويسعى لمواجهتها بما هو ممكن ومتاح بالرغم من الفارق في القدرات العسكرية وشبكة التحالفات، كما كان يقلق العدو أن الشعب الفلسطيني كطائر العنقاء على حد قول الزعيم أبو عمار ينهض من وسط الرماد كلما إعتقد العدو أنه أنهي قضيته، حدث هذا بعد حرب 1948 وبعد حرب 1973 وبعد توقيع مصر لاتفاقية كامب ديفيد وخروجها من ساحة الحرب والمواجهة، أيضاً بعد الخروج من بيروت 1982، كما اعتقد العدو ومن يواليه أن القضية الفلسطينية انتهت بعد حرب الخليج الثانية ومحاصرة منظمة التحرير، وبعد توقيع اتفاقية أوسلو 1993 وبعد اجتياح الضفة 2002 ومحاصرة الرئيس ياسر عرفات ثم اغتياله بالسم 2004، والانقسام2007 ....

كان العدو يزداد حقداً وكراهية للفلسطينيين كلما استعادوا حضورهم وعززوا وجودهم القومي وروايتهم في فلسطين وخارجها. خطاب السلام الفلسطيني كان يقلق العدو كخطاب المقاومة وممارستها بالفعل، فبالنسبة لهم لا فرق بين حماس وفتح وبين المقاتل والدبلوماسي إلا بالشكل وبالخطاب، ومن هنا كان حقدهم على غزة التي كلما اعتقد العدو أنه دمرها وخربها بالحروب المتوالية والحصار يعيد فلسطينيو غزة إعمارها في البنية التحتية والجامعات والمدارس والمستشفيات أفضل مما كانت الخ.
عندما يقول نتنياهو وقادة حربه بأن الحرب ستستمر لعام أو عدة أعوام ويتهربون الخوض في شان غزة في اليوم التالي للحرب... فالأمر هنا يتجاوز غزة بكثير.
الحرب على غزة جزء من الحرب المعممة على الشعب والقضية والشراسة وحرب الإبادة وتدمير وتهجير أكبر عدد من سكانه هدفها تصفية حالة المقاومة والممانعة في كل الاراضي الفلسطينية وتصفية القضية الوطنية كحالة تحرر وطني، بل وتغيير المعادلة اقليميا من خلال توسيع دائرة الحرب وهي مطمئنة
ما لا يقل تضليلاً من خطاب الحرب خطاب السلام والتسوية السياسية الذي تتحدث عنه واشنطن الآن، فأي مسار للسلام يمكن ولوجه بعد كل هذه الجرائم اليهودية الصهيونية، وكيف نصدق أن واشنطن جادة في تحريك عملية سلام وهي التي تدعم العدو بالسلاح وبكل أشكال الدعم السياسي بل عندما تتحدث عن حل الدولتين لا تذكر اطلاقاً بأن الدولة الفلسطينية الموعودة ستكون على كامل الأراضي المحتلة في الضفة والقطاع وأن عاصمتها القدس الشرقية كما أنها لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية التي اعترف بها غالبية دول العالم؟ وكيف نصدق خطاب السلام في الوقت الذي تمنع فيه واشنطن أعضاء منظمة التحرير من دحول الولايات المتحدة؟ ومنظمة التحرير هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، ومن الطرف الفلسطيني الذي سيفاوض إسرائيل وواشنطن في أي مؤتمر للسلام؟
وأخيرا فإن ما نخشاه أن تسعى واشنطن من خلال مسار السلام الذي تدعو له إنقاذ الكيان الصهيوني من موجة الانتقاد العالمي لسلوكه الهمجي وانكشاف زيف الرواية الصهيونية ومساعزة إسرائيل على تحقيق ما عجزت عن تحقيقه من خلال الحرب..



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصراحة حتى وإن كانت مؤلمة
- ما كان لقرار محكمة العدل الدولية أن يكون أفضل من ذلك
- ماذا ينتظر الشعب الفلسطيني؟
- سنستمر في طرق جدران العقل
- كان من الممكن تفليل الخسائر
- أهمية إعمال العقل في الحروب:اسبابها وتداعياتها
- الحرب ومستقبل قطاع غزة والقضية
- هدف حماس من (طوفان الأقصى) وهدف إسرائيل من اعلان حالة الحرب
- بعد خمسين عام حرب أكتوبر/تشرين بنسخة فلسطينية حمساوية
- تطبيع مكة و (أورشليم) و(السلام الإبراهيمي)
- قد يكون المعارضون للنظام السياسي أسوأ من النظام ذاته؟
- المخاض العسير للانتقال الديمقراطي في افريقيا
- ما بين (خطة الحل النهائي) النازية إلى (خطة الحسم) الصهيونية
- اتفاقيات أوسلو ما زالت حية وفاعلة لغياب البديل
- هل سيكون مصير أبو مازن نفس مصير أبو عمار؟
- (محور المقاومة) وإسرائيل وبروباغندا (الحرب الشاملة)
- خروج (مسيرات العودة) عن منطلقاتها الأولى
- لماذا لجنة لتعيين المحافظين؟
- مقاومة وطنية وليس أجندة خارجية
- لماذا يختلف التطبيع السعودي الاسرائيلي عن غيره ؟


المزيد.....




- فرنسا: إنقاذ 66 مهاجرا غير نظامي أثناء محاولتهم عبور المانش ...
- مصر.. والدا الرضيعة السودانية المقتولة بعد هتك عرضها يكشفان ...
- السعودية.. عمليات انقاذ لعالقين بسيول والدفاع المدني يحذر
- الغرب يطلق تحذيرات لتبليسي مع جولة جديدة من الاحتجاجات على ق ...
- فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران ...
- في الذكرى الـ10 لمذبحة أوديسا.. اتهامات لأجهزة استخبارات غرب ...
- ترامب يعلق على أحداث -كولومبيا- وينتقد نعمت شفيق
- نيبينزيا: مجلس الأمن الدولي بات رهينة لسياسة واشنطن بالشرق ا ...
- -مهر-: رئيس جامعة طهران يعين زوجة الرئيس الإيراني في منصبين ...
- ‏مظاهرات حاشدة داعمة لفلسطين في عدة جامعات أمريكية والشرطة ت ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إبراهيم ابراش - ما هو خفي في (الحرب على غزة)