أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - محمد رياض اسماعيل - البحث في الجوهر















المزيد.....

البحث في الجوهر


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7856 - 2024 / 1 / 14 - 14:44
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


رغم 3.5 مليون عاما على تواجدنا فوق هذا الكوكب، فنحن لم نرتقي من مصاف الحيوانات الا بالمظاهر والادعاء بالمثاليات المزيفة، فيما تطغي الانانية على جوهر انسانيتنا. حياتنا في هذا الحال الحاضر على الارض لا تفرق عن حياة الغابة في الماضي، رغم المظاهر المدنية والعمران فترى فيها اشكالا وانواعا وفصائل من المخلوقات يرتدي فيها الحمار والثعلب والاسد والذئب والطير والفيل والزرافة والكركدن والعقرب والحيه والحشرات بدلات وربطات عنق.. ويجوبون في الغابة بأناقة ويتبادلون المال ويبتاعون الارض ويعتشون على لحم الحيوانات وما تفرزها الارض من نِعم.. منهم من يسعى لصيد اللحم واحتكار المعادن الثمينة، ومنهم من يستثمر الصيادين لإطعامهم مقابل المال الذي يكسبه من لعبة الحياة او لعبها، وهي كثيرة منها التجارية، الزراعية، تسويق البضائع، صناعه الاديان، الفنون والرياضة، العلوم، الصناعة والى اخره، جميع المؤسسات والمعامل والملاعب الاخرى هي وسائل صيد حديثه للإنسان، ذلك الذي لم يتغير ولن يتغير طبائعه منذ ملايين السنين رغم توسع معين وعيه! والشيء الوحيد الذي تغير فيه هو المظهر والفذلكة في الكلام فلكل عصر مظهر وخطاب. فهو كالثعلب الماكر الذي كانت القصص تجسده في طفولتنا، حين كان يأتي ليدق باب الخرفان ويدعي بانه امهم! وهم يعلمون بانه ليس كذلك من طرقة الباب الثلاث التي اوصاهم بها امهم للاستدلال، والثعلب يحاول اقناعهم ويغير ملابسه وشكله في كل مرة. وكذا نتوارث في كل عصر، الثعالب والقطيع! فانت تذهب للعمل لكي يكسب صاحب العمل مالا، وانت توظف المال للصيد، وكل صيد يأتي بالمنفعة للصياد سواء ان كانت غذاء او ما يأتي لإشباع غرائزه من جنس ولهو والى اخره، ويترك للضحية امالا لن تتحقق..
البقاء يبرر كل الوسائل الحياتية للإنسان، لان الانسان اناني مهما فعل، ومن جهة أخرى لولا الأنانية لانقرض البشر! فهي وسيلة حماية ذاتية للحفاظ على البقاء البشري في الوجود، فهل نسلم الى قبول الأنانية في التعامل البشري ام لا؟ إذا قلت لا، فأنك تناقض خوارزمية صناعة الانسان في دالة حماية نفسه في الوجود وديمومة البقاء بإرادة الأنانية التي ترتبط بها جميع الغرائز البشرية.. اما إذا قلت نعم، فيفترض ان نصوغ كل القوانين البشرية التي تحكمنا تحت مظلة قبول الأنانية وليس بأسلوب تصنيف الأنانية وتنويعها ووضع ضوابط خياليه للحد منها. فليس من وظيفة عقل الانسان (التصميمي)، حين يتعلق الامر ببقائه، ان يميز الصحيح عن الخطأ بقدر ان تكون للدفاع عن حامل ذلك العقل (الانسان) ظالما او مظلوما..
ما يجري اليوم في الدول النامية التي تواجه حكوماتها معاضل اقتصادية حرجة، البحث عن مبررات لامتصاص امتعاض الشعوب بالاستدراج العاطفي لقضايا جانبية مفبركة، حيث تستفز الجمهور المعدم وتحرفها عن الحقيقة وعن الواقع الاقتصادي المتهرئ الناجم من ضعف الأداء الحكومي، ثم تعلقها على شماعة البرجوازية الناشئة، وهم ضحايا مصنعة من فئة حديثي النعمة وجدت بالاستدراج والترغيب لكسب الأموال الخيالية، ذلكم اللذين نموا أصلا في ظل السياسة الاقتصادية الخاطئة التي افتقدت للمعايير النموذجية في التخطيط وتصريف القضايا الاقتصادية بمنهجية علمية. ثم تأتي الحكومة لتصب جام غضبها على أصحاب ملاك رؤوس الأموال (من المغتنين الجدد)، بمباركة ابواق الصحافة بكل أنواعها، لتستمر في السلطة او تستخدمها كدعاية للانتخابات في ظل ضعف الوعي العام في العموم وسهولة استدراجه عاطفيا. ففي تركيا على سبيل المثال هناك ملاحقه لأصحاب صالونات التجميل مثل قضية ديلان بولات، وآخرين من الفئات البرجوازيات الصغيرة النامية في تركيا. فهم استدرجوا ليجهروا بمظاهر ثرائهم، لسبب او لآخر، وتصحوا الدولة على حين غرة لتتهمهم بجريمة التهرب الضريبي! وتلاحقهم بشراسة إعلامية وظفت لها الصحافة بكل انواعها، فاضحا إياهم بسبب مظاهر البذخ التي صوروا بها، على ان تلك المشاهد تضر الفقراء والمعوزين وتستفزهم في ظل الواقع الراهن! كما انها مخالفة للشرع الإسلامي والأعراف والأخلاق، اي باختصار كلام حق يراد بها باطل.. لنتساءل من اين أتى الواقع الاقتصادي المرير؟ من اين اتى الفقراء وتوسعت قاعدتهم؟ من يتولاهم ومن تسبب في تعميق الطبقية والفقر المدقع؟ وكيف اغتنى حديثي النعمة بين ليلة وضحاها؟ وكيف تم تغييب القوانين والضوابط الضريبية لجرهم الى اقتناص الأرباح الفاحشة؟ ثم تهاجمهم لتكتمل سيناريو الشماعة وتباشر بغسيل الادمغة بهدف حرفها عن الأسباب الحقيقية للفشل في إدارة الاقتصاد.
لماذا يحاربون مثل هذا الصنف من الأغنياء الحديثين؟ هذا الصنف يدلي كما كبيرا من الناس ومنهم غالبية الفقراء على منابع الكسب او الصيد في غابة الحياة بهدف الاثراء، أي تدلهم على تجارة العصر كنموذج واقعي، وتبعث فيهم الامل لحياة أفضل، فماذا فعلت الحكومات للفقراء بالضرائب التي تجنيها!! وعدت الحكومات شعوبها المقهورة بحياة الرغد والسعد لكنها كانت رغيدة للحاكمين وسعيدة لعوائلهم..
ويبقى الانسان يسوق لضوابط الصيد وفق منظوره الاناني تارة عن طريق الاديان بالتحليل والتحريم، وتارة وفق الشعور الرفيع بالعدالة الوضعية، وتارة بمفاهيم موضوعية أخرى، والموضوعية مسألة واسعة ومثيرة للجدل، لا تسمن ولا تغني من جوع، تمتزج فيها الكلام والسفسطة، وليست مبنية على حسابات كمية دقيقة في التقييم والتثمين. ومصدر الالتزام في كل ذلك، أي في المفاهيم الموضوعية، هو القوة، قوة السلطة والحكومة والجماعة.. انها حياة مزيفة غير معاصرة للزمن الذي نعيشه.. دول تتشكل من تجمعات بشرية لتقتنص الأرض على كوكبنا ثم تباشر بالصيد، ومن ثم تبدأ فيها دورة اللعب والخداع والتضليل.. فهناك مئات الدول المتشكلة على الكرة الأرضية لكي تشترك في مفهوم الصيد والاستغلال والخداع. وتبقى تلك الكتل البشرية المتسلطة تسوق تلك المفاهيم من اجل السلطة والقنص في كل حقبة زمنية تحت غطاء (مستجدات اللعبة) في ذلك العصر، وهم ليسوا الا قراصنة عوران في الأصل، منذ ان كنا بضع الاف الى ان أصبحنا مليارات.
حين يتكامل الضمير والوعي البشري وقدرته العقلية ليكبت الغرائز ببدائل تحقق دوالها، يبدا قصه الانسان والحياة في مفهوم جديد لا يهدف للبقاء بقدر استهدافها مسائل ضرورة الوجود، واهمية الاستمرار في التحديث عبر عامل الزمن وديمومه الحياة بأشكال تتطور وتبلغ القمة، ثم يأتي السؤال ماذا بعد ذلك!
انا انظر للحياة بعيني منذ ٧٠ عاما ولم يتغير شيئا في نزعات دواخلي طوال تلك السنوات رغم تغير المحيط والبيئة الخارجية كالعمران والشوارع والازقة والتكنولوجيا ... والحياة تنظر لما يحيط بها وانا جزء من ذلك يتغير فيها تلك الموجودات التي تحيط بها من الخارج، تغيرت اشكالنا طوال تلك السنين، وربما تجد الحياة دوالها من الداخل لا تتغير!! يالسخرية الحياة تنظر لي وتقول كم تغير هذا الرجل وانا انظر اليها واقول كم تغير، وكلانا لا يدرك نفسه متغيرا في صميم واقعه.. اي انا لا اشعر بتغيري ولا الحياة تشعر بذلك. تأمل هذه المهزلة..



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التربية والتعليم في العراق
- البروتوكولات وقواعد العالم التي تحكمها الصهيونية
- خاطرة على البرلمانات والمجالس الشعبية
- لمحات من السياسة الامريكية المعاصرة في العراق والشرق الأوسط
- اية امة نحن؟
- كركوك في 2040
- حبيب الاحلام مع خالق الانام
- العدالة في مقياس الخالق ومقاييس المخلوق
- الذكاء الصناعي الى اين؟ مناضرة فكرية
- مسودة قانون النفط والغاز العراقي تحمي المصالح الاجنبية
- الانسان ذلك المخلوق العجيب بين الوهم والحقيقة!
- تأمل في خوارزمية ذاكرة الانسان
- انين حزنٍ مسافر
- اليات تنفيذ العقود الحكومية وغطاؤها القانوني والاداري
- رحلة في الدهر
- نظرة الى الادوية من كوة النفس
- متى ندرك الإنسانية السعيدة ونضع نهاية للصراع الفكري؟
- متى نضع نهاية للصراع الفكري؟
- سفر الحزن والالم اصالة
- للألم حكاية


المزيد.....




- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...
- جامعات تنتفض نصرة لغزة.. ما الذي حرك الغضب بقلاع المعرفة الأ ...
- الذكاء الاصطناعي يكشف مكان قبر أفلاطون
- رويترز: اجتماع عربي دولي بشأن غزة في الرياض هذا الأسبوع


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - محمد رياض اسماعيل - البحث في الجوهر