أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سليم نعمان - تعزيز مكاسبنا الذاتية ضامن مكاسبنا المادية وتعزيزها أولوية الأولويات














المزيد.....

تعزيز مكاسبنا الذاتية ضامن مكاسبنا المادية وتعزيزها أولوية الأولويات


سليم نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 7849 - 2024 / 1 / 7 - 21:27
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



ما كان لحراك شغيلة التعليم الجاري أن يحدث، وبهذا الحجم والامتداد الزمني الاستثنائيين، لولا صدمة ما سمي «النظام الأساسي الجديد»، ولاسيما صدمة أن هذا النظام لم يأتِ بالمكاسب المنتظرة منه، وجرى ذلك بفضل تعبئة من أسفل خارج إطار النقابات القائمة، ومع ذلك فقد استفادت الدينامية النضالية الحالية من وجود نشاط نقابي لا بأس به في قطاع التعليم مقارنة بقطاعات الوظيفة العمومية الأخرى، إما حيث التنظيم النقابي ضعيف أو أن حيوية النضال ضعيفة، هذا دون نسيان أن العمل النقابي منعدم الحيوية بالقطاع الخاص. وفضلا عن ذلك، استفاد الحراك الجاري من خبرات نضالات سابقة، وأفاد بدروس مهمة، أهمها إحياء مبادئ أساسية لعمل نقابي وحدوي وديمقراطي وكفاحي، مبادئ أقبرتها القيادات النقابية البيروقراطية منذ فترة طويلة.

تعبئة لم تكن متوقعة، فاجأت الجميع، وغالبية المضربين- ات اندفعت للنضال وضد أمر تريده الدولة وتصر على تمريره، وليست مستعدة للتنازل بسهولة، ما لم تجبر على ذلك بفعل عظمة الاحتجاج وصموده، وهو ما حصل فعلا.

مع ذلك، فالحراك تعتريه نواقص رئيسية، أهمها فئويته، أي في المحصلة شتاته، وسيادة الفردانية، وضعف الوعي السياسي، وكأن الإصرار على تكرار «لا شأن بالسياسة، ومطالبنا خبزية» من شأنه أن يقنع الدولة بعكس ما تقوده من تعديات على المكاسب والحقوق. أضف لذلك زيادة نبرة العداء للنقابة، وإن كان لها ما يبررها، فالأمر مضر بالنضال، فليس المشكل في النقابة كأداة نضال، بل في سطوة خيار سياسي غير عمالي، وناقص النزعة الديمقراطية على أجهزتها، وتوجيه النقابة بالتالي إلى «الشراكة» بدل الكفاح النقابي من أجل مصالح طبقة العمال والعاملات. وفضلا عن كل هذا لا تزال مكاسبنا الذاتية أولية وهي بحاجة للإنماء وجعلها أسس العمل النقابي الكفاحي الضروري.

طبعا، لم نشهد، منذ زمان، قتالية من هذا القبيل، والمطلوب حاليا توجيه هذه الطاقة إلى الحفاظ على الجمرة متقدة عبر صيانة المكاسب المعنوية (الوحدة والديمقراطية والكفاحية، وسيادة الجموع العامة، مكاسب تبقى حتى الآن أولية وبحاجة إلى تطوير) وتعزيزها بجر قطاعات أخرى للنضال، ومزيد من إقناع الشباب المتمدرس وأولياء أمور التلاميذ-ات بأهمية الحركة الإضرابية الجارية وأن المطلوب توسيعها بالتضامن والإصرار على الانتصار. نعم المهمة معقدة، بالنظر للسياق، لكن المهمة لم تكن في أي وقت مضى خلال العقود الأربعة الماضية، في متناول اليد.

الحرص على أهمية الجموع العامة كاملة السيادة أولوية الأولويات، فهي أداة لتحقيق الوحدة، والتمرن على الديمقراطية، وهي فضلا عن ذلك وسيلة تتيح بروز قيادة ذاتية للنضال، لا سيما في هذا السياق حيث لا تلتزم القيادات النقابية بعلة وجود النقابة، ولا تقوم بأي شيء لتعزيز الحراك، بل تضر به أيما ضرر. اعتادت القيادات قبول النكسات الواحدة تلو الأخرى، والإضراب الحالي أظهر إمكانية الكفاح ولا ضير أن يلحقه بعد كل هذه المدة بعض الوهن، غير أنه مع ذلك يحافظ على مستوى مشرف من الاستعداد النضالي، بالتالي يلزم وضع القرار بيد الجموع العامة كاملة السيادة، مع تقدير دقيق للسياق والمعنويات.

لقد آن أوان عقد اجتماع وطني لمندوبين-ات من مختلف المدن والمناطق (بما في ذلك مندوبين-ات عن القائم من تنسيقيات وفروع نقابية مناضلة…)، لوضع أفق للمعركة، وإعادة إرسائها على سكة الوحدة والديمقراطية والكفاح. ومن الضروري تحويل الطور الحالي من حراكنا إلى فترة تقرن أشكال النضال المعلنة بنقاش واسع ومعمق في مقرات عملنا لما سيصدر عن التفاوض، أي فرصة لعقد المئات من الجموع العامة لمناقشة إيجابيات وسلبيات ما يجري التوصل إليه.

ما من طريق مختصر لنيل المطالب، فقط بالنضال يمكن انتزاعها، وبالبقاء يقظين ومعبئين يمكن صيانتها. نعم، بقيت حركتنا الإضرابية معزولة، وتفسير ذلك يوجد في سياقها، نضال استثنائي بعد فترة ركود ممتدة، وحالة ركود سياسي مديدة، وبعد القمع الشرس لحركات نضال كبرى على رأسها حراك الريف المجيد، أضف لذلك الحالة النقابية البئيسة جراء سطوة قيادات بيروقراطية غير عمالية عليه، فضلا عن استمرار النزوع الفئوي الذي يمنع الشغيلة- لحدود اللحظة- من تملك منظور نضالي إجمالي لمواجهة استراتيجية الدولة الشاملة القائمة على تفكيك الوظيفة العمومية.



#سليم_نعمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشريد عاملات سيكوميك بمكناس: من ثمار “نقابة” التعاون مع الدو ...
- لا تحرر للمغرب دون الانعتاق من التبعية للامبريالية
- أخطار محدقة بحركة 20 فبراير


المزيد.....




- “بزيادة حتـــى 1500 درهم مغربي“جدول زيادة الأجور في المغرب و ...
- “480 دينار أردني mof.gov.jo” حقيقة رفع الحد الأدنى للأجور في ...
- خبراء يشددون على تطبيق تشريعات السلامة المهنية ويطالبون بنقا ...
- “الوكالة الوطنية mtess.gov.dz“ تجديد منحة البطالة بالجزائر 2 ...
- “صندوق التقاعد الوطني بالجزائر مِـــن خلال mtess.gov.dz“ الا ...
- قرار جديد من العاهل السعودي يخص زي الموظفين الحكوميين
- هل تؤثر الاحتجاجات الطلابية على سياسة واشنطن تجاه “إسرائيل”؟ ...
- اعتقال وزير جورجي سابق خلال تجمع حاشد في تبليسي ضد قانون الع ...
- “رسمياً” موعد إجازة شم النسيم 2024 وعيد العمال بعد ترحيلها.. ...
- بعد تعليقها للبعض.. حقيقة تمديد وكالة التشغيل منحة البطالة ل ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سليم نعمان - تعزيز مكاسبنا الذاتية ضامن مكاسبنا المادية وتعزيزها أولوية الأولويات