أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد زوبدي - في العجز الديموقراطي والديموقراطية القائمة بالفعل وتفككها.














المزيد.....

في العجز الديموقراطي والديموقراطية القائمة بالفعل وتفككها.


أحمد زوبدي

الحوار المتمدن-العدد: 7820 - 2023 / 12 / 9 - 02:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ثارت مجلة مركز دراسات الوحدة العربية (بيروت) موضوع العجز الديموقراطي (déficit démocratique) في الدول العربية، في إحدى إصداراتها لسنة 2021، وكان تعليقي وقتها، الذي قمت بتنقيحه، على النحو التالي :
العجز الديموقراطي يمكن الحديث عنه في الدول الديموقراطية التي عرفت تراجعا في ما يخص هذا النظام السياسي الذي يبقى قابلا للتفكك في أي لحظة، أما الدول التي لم تدشن بعد هذا النمط للحكم أي الديموقراطية، مثل الدول العربية، التي تصنف في خانة الدول الاستبدادية والمتخلفة في آن واحد، فالمفهوم إياه يبقى غريب عن هذه التشكيلات السياسية، التي لم تدشن حتى مرحلة الانتقال الديموقراطي (transition démocratique ). الإنتقال الديموقراطي، عفوا الذلقراطي، كما سوق لهذا المفهوم الكثير من المثقفين المبتذلين الذين يستفيدون من المكاسب والمناصب التي توفرها لهم الأنظمة الرجعية، المغرب نموذجا، له شروطه منها توفر توافق بين السلطة القائمة والسلطة المضادة الغائبة لأجل وضع آليات تدبير الانتقال إلى دولة المؤسسات ودولة الحق والقانون. الانتقال الديموقراطي يمكن أن ينجح، كما يمكن أن يفشل، أي أنه رهين بمستوى قوة الضغط التي تفرضها القوى الطامحة للتغيير، فضلا على أنه في أقصى الأحوال أن الأنظمة التي تتداول فيها مرحلة ما بعد الانتقال الديموقراطي لا توفر إلا ديموقراطية الواجهة أو العكس حيث يصعد ائتلاف أحزاب رجعية وأحزاب يسارية انتهازية تسيطر على الوضع بتواطؤ النظام القائم، كحالة المغرب، ينتج عنه تراجع عن المكتسبات ويصبح برنامج الإصلاح يخدم الطبقة المسيطرة وبعض الشرائح من الطبقة المتوسطة.
عودة الى العجز الديموقراطي في الدول غير الديموقراطية لأقول أنه مفهوم فيه لغم فكري وسياسي. التسويق لهذا المفهوم معناه أن الجهة التي تقوم بهذه الدعاية، سواء تعلق الأمر بالسلطة القائمة أو بجهة موازية تطمح للوصول إلى الحكم بأية طريقة، تفتقد للثقافة السياسية وللثقافة بشكل عام وتقوم بتوظيف قواميس لأهداف إيديولوجيية. كما أنها تبقى في حالة صعودها نسخة طبقا للأصل للسلطة التي تركت لها المكان. هذا السلوك المتداول بشكل كبير يفسر تواطؤ السلطات المتعاقبة لتكريس الأنظمة الرجعية و الاستبدادية.
الديموقراطية الغربية القائمة بالفعل بدأت، منذ أواخر الثمانينيات، في التفكك، في ما يخص الحقوق السياسية، بسبب غياب الديموقراطية الإقتصادية. الديموقراطية الرأسمالية، في نسختها الرأسمالية الإجتماعية، هي ديموقراطية شكلية(démocratie formelle)، مما يجعلها تتبخر في أية لحظة. الديموقراطية الغربية، في ظل نظام رأسمالي أمبريالي فاشستي، أصبحت تصنعها أوليغارشيات بمختلف أشكالها منها في مجال الأبناك والعقار والصناعة والإعلام ( دونالد ترامب و إيمانويل ماكرون وغيره من رؤساء الغرب هم منتوج هذه الأوليغارشيات، لم يصعدوا إلى الحكم بفضل شعبيتهم أو الكاريزما) وبالتالي أصبحت السياسة عبارة عن فلكلور أو سياسة الفرجة، كما يصنفها الفيلسوف الفرنسي مارسيل غوشي. تحولت الديموقراطية إلى لعبة حقيقية أنتجت اليوم في هذه البلدان ديموقراطية ذات الكثافة المنخفضة (démocratie de basse intensité )، كما صنفها المفكر العربي الفقيد سمير أمين.
الحداثة في زيها الرأسمالي تتعرض اليوم لتراجع غير مسبوق من خلال انهيار مقومات نظام الحكم القائم أي الديموقراطية مع تآكل النظام الإجتماعي القائم أي النظام الرأسمالي الذي صادف صعود ثيارات ما بعد الحداثة (courants post- modernistes )، التي تبقى أكبر ردة في الفكر الفلسفي السياسي عرفتها الإنسانية منذ عصر الأنوار. وبالتالي يبقى البديل لتجاوز محنة الحداثة إياها، خصوصا مع بروز صدام البربريات(choc des barbaries) وليس صدام الحضارات(choc des civilisations) ونهاية التاريخ، كما يفسر ذلك المفكر اللبناني جلبير الأشقر في نقده لأطروحة هنتغتون Huntington، هو الإنتقال إلى ما بعد الرأسمالية ليكتمل هذا المشروع المجتمعي الضخم مع تدشين الإشتراكية، كنظام تكون فيه الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية هي مصدر تدبير شؤون المجتمعات والشعوب وليست مصدرا للحكم.
في الوقت الراهن، في غياب شروط الثورة، يقتضي بناء جبهة وطنية شعبية تلعب دور السلطة المضادة للقيام بإصلاحات جذرية منها الديموقراطية السياسية و توفير شروط تلبية حد أدنى من حاجيات الطبقات الشعبية كالتمدرس والتطبيب والنقل والسكن والشغل بالإضافة إلى توفير شروط التصنيع والقضاء على التبعية للخارج في أفق إقلاع تنموي يمنح دول الجنوب كالمغرب بناء الدولة الوطنية الديمقراطية المستقلة.



#أحمد_زوبدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة التي تقوم بإقبار التعليم هي دولة في طريق الإضمحلال.
- لأجل مواجهة هجوم الاستبداد الأوليغارشي
- في شروط بناء اليسار مغربيا وعربيا : ملاحظات تمهيدية
- في شروط التغيير في المغرب
- في الذكرى الخامسة لرحيل المفكر الإجتماعي العربي الكبير سمير ...
- في نقد خطاب الحداثة في المغرب وشروط التغيير.
- في الطبقة السياسية ومهام النضال اليوم
- في اللغة السجالية أو لغة البوليميك.
- انتفاضة المغاربة في وجه نظام سياسي مستبد يروج لنموذج تنموي م ...
- في نقد الخطاب السياسي السائد في المغرب : من سياسة الفرجة إلى ...
- النظرية في الممارسة السياسية .. المغرب نموذجا
- مساهمة سريعة في نقد النخبة الخائنة.
- قصف المثقفين المزيفين أصبح أكيدا بحكم تنامي هذه الفئة من الم ...
- في الذكرى الواحدة والأربعين لاستشهاد المفكر الإجتماعي الأممي ...
- من يصنع السياسة في المغرب وهل التغيير ممكن في الوقت الراهن ؟
- في الذكرى السادسة والثلاثين لاستشهاد غرامشي العرب، المفكر ال ...
- الدولة التي تقوم بإقبار التعليم هي دولة في طريق الإنهيار
- السياسة و الإقتصاد أو المعادلة ذات الهندسة المتغيرة
- كيف تحولت الجامعة إلى تكنة عسكرية والحاجة لفضح الفساد في مجا ...
- في شروط الثورة اليسارية


المزيد.....




- مصر.. ماذا نعلم عن إبراهيم العرجاني بعد تعيينه رئيسا لاتحاد ...
- واشنطن وطوكيو تخصصان 3 مليارات دولار لتطوير صاروخ جديد يعترض ...
- هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...
- خطأ شائع في تنظيف الأسنان يؤدي إلى اصفرارها
- دراسة: ميكروبات أمعاء الأب تؤثر على نسله مستقبلا
- بعد 50 عاما من الغموض.. حل لغز ظهور ثقوب بحجم سويسرا في جليد ...
- خبراء: هناك ما يكفي من الماء في فوهات القمر القطبية لدعم الر ...
- الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات
- السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد زوبدي - في العجز الديموقراطي والديموقراطية القائمة بالفعل وتفككها.