أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد بشارة - عرض كتاب سفر التكوين العلمي للدكتور جواد بشارة















المزيد.....

عرض كتاب سفر التكوين العلمي للدكتور جواد بشارة


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 7804 - 2023 / 11 / 23 - 22:14
المحور: الطب , والعلوم
    


صدر قبل أيام كتاب " سفر التكوين العلمي: الوجود بين العلم والميثولوجيا الدينية للكاتب والباحث العلمي المغترب المقيم في باريس د. جواد بشارة عن دار أهوار للنشر والتوزيع في العراق في بغداد شارع المتنبي وتضمن تمهيداً عن أصل الحياة والإنسان ونظرية التطور الداروينية ونشأة الكون. كرّس المؤلف الفصل الأول لموضوع التطور لحساسيته وتصادمه مع الفكر الديني وشرح فيه مفهوم التطور كما صاغه تشارلز داروين في كتابه " أصل الأنواع " ومبدأ الانتخاب الطبيعي وتطرق للمحاولات التي سبقته عند عدد من العلماء مثل العالم الفرنسي لامارك الذي كان رائداً في هذا المجال لكنه لم يجد الصدى الكافي لأفكاره في ذلك الوقت لأن الفكر العلمي لأوروبا آنذاك لم يكن جاهزًا لاستقبال أفكاره. ثم عرج الباحث على موضوع الداروينية ونظرية الأعقاب والأنساب والأسلاف والتي صاغت نظرية نشأة الحياة من الخلية الأولى إلى الإنسان. وبالطبع لم ينس الكاتب التطرق للداروينية الجديدة بعد الإنجازات العلمية والتكنولوجية الحديثة التي عززت من أهمية وتماسك النظرية وأثبتت صحتها وفق أطروحات ريتشارد دوكنز صاحب الكتاب الشهير " وهم الإله" وكتاب " الجين الأناني". .توغل الباحث في الفصل الثاني في موضوع معضلة الأديان في تعاطيها مع العقل والأوهام الخطرة ودور الأديان في تعطيل العقل وترهيبه بالخرافات وتناول بإسهاب موضوعة العقل البشري وإمكانياته ونشأة الوعي والذكاء وملكة التفكير عند البشر وموقف الأديان السماوية من قدرة العقل في التوصل للحقيقة وإثبات وجود أو عدم وجود " الله" . ويأخذنا في رحلة مع أساطير وخرافات الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية والإسلامية وعلى سبيل المثال الحكايات الأسطورية للتوراة من خلال قصة الطوفان وسفينة نوح التي روتها التوراة على شكل ملحمة. هناك نص طوفان مشابه حدث في أفريقيا قبل 100000 سنة وهذا ما أظهرته دراسة phylogénétique النشوء والتطور للأساطير وهي دراسة تعتمد على النظرية التطورية وتأخذ في الحسبان معالجة الإحصائيات والتدقيق في المعطيات والمعلومات. وعلينا أن نعود في هذا السياق إلى الأصل التاريخي للأسطورة التي دونت على ألواح طينية رافدينية يعود تاريخها إلى 2600 قبل الميلاد، أي قبل تدوين التوراة، وهي الأسطورة المعروفة بــ " ملحمة كلكامش" عن رحلة الملك كلكامش للبحث عن الخلود ولقائه بأوتونابشتم ، الذي روى لكلكامش أن آلهة الحكمة أنذرته بأن طوفاناً وشيكاً هائلاً سيضرب الأرض ويدمر كل شيء وعليه أن يصنع قارباً وأن يصطحب معه زوجين من كافة أنواع الحيوانات معه لإنقاذها وإنقاذ النوع البشري من الهلاك والإبادة التامة. وهي قصة مطابقة تماماً لأسطورة نوح والطوفان التي تحدث عنها العهد القديم ما يعني أن الكتاب المقدس سرقها حرفياً من التراث الأسطوري الرافديني. وهناك أكثر من 300 أسطورة طوفان أحصيت في العالم، كما ذكر المؤرخ والباحث في الأساطير بيرنارد سيرجنت Bernard Sergent وعالم الأنثروبولوجيا جون لويك لوكليك Le Quellec Jean Loic في كتابهما المعنون " القاموس النقدي للميثولوجيا". وفي الفصل الثالث يعرض الكاتب رأي العلماء في أصل الكون ونشأة المادة ونظرية الانفجار الكبير والتضخم الكوني والتوسع المستمر والمتسارع للكون المرئي وتساءل فيه باختصار عن : ما هو الوجود ؟ ومن اين اتى الكون المرئي وكل شيء فيه؟ . في الفصل الرابع قام بمقاربة فكرية فلسفية من وجهة نظر علمية حول مفاهيم أولية عن الحتمية والنظرية الجبرية والإرادة الحرة. الحتمية والإرادة الحرة بين العلم والدين : ملخص وجهة نظر عالم الرياضيات والفيلسوف برتراند رسل. وارتباط ذلك بمفهوم الإحتمالية probabilité، خاصة فيما يتعلق بحرية الاختيار أو الارادة الحرة ونقيضها الحتمية وقوانين السبيبية، ونظرية الاحتمالات الممكنة الحدوث . ويتساءل الباحث د. بشارة في الفصل الخامس هل البشر هم مركز الكون؟ لأن البشر هكذا كانوا يعتقدون ويعطون لأنفسهم أهمية جوهرية وكأن الكون وجد لأجلهم كما أخبرتهم النصوص الدينية. بينما تحدث في الفصل السادس عن الواقع المحجوب والواقع الظاهر حيث توفق هذه الأطروحة بين حاجتنا إلى تفسير حقيقي لمنظومات الظواهر (النقطة التي تفتقر فيها الوضعية الجوهرية لمجرد ملاحظتها) مع معرفتنا العلمية. تكمن الصعوبة في جعلها ذات معنى وإثارة. لهذا من الضروري الاتصال بشكل من الأشكال بالتقاليد الفلسفية أو الثقافية لمعرفة مالمقصود بالواقع الظاهر الذي تدركه الحواس؟ ومالمقصود بالواقع الخفي أو غير المرئي ، والذي قد يكون رقمي أو افتراضي، كم في ألعاب الكومبيوتر أو في ماتريكس. الكون المرئي الذي نعيش فيه وندرسه يتوسع ولابد من معرفة كيف يتوسع ولماذا ومالذي يقوم بتوسعه وبتسارع توسعه وأين يحدث التوسع هل هناك " مكان" آخر خارج الكون المرئي ، أي حيز مكاني يقع ما وراء الأفق الكوني يتوسع داخله الكون المرئي؟ و هل توسع الكون متناحي متجانس ومتسق حقا؟ هذا ملخص فحوى الفصل السابع من الكتاب. وهذا يجرنا لطرح مفهوم المكان والزمان في الكون حيث يعالج الفصل الثامن موضوع الكون المحدود والكون اللانهائي ونتعرف في هذا السياق بسهم الزمن وماهيته وأبعاد المكان وحقيقة الزمكان. الفصل التاسع يشكل قفزة نوعية في محتويات الكتاب لأنه يتحدث عن موضوع لم يألفه القاريء العربي يتعلق بالحاجة إلى الثورة الشمسية الثانية كما عُرضت علينا في رسائل ناصحة ومُحذّرة من حضارة فضائية غريبة ودودة. الفصل العاشر يعود لمقاربة أكثر تفصيلية لموضوع بداية الزمان والتعدد الكوني: والتي تطرح مشكلة صورة الكون المرئي بين العلم والدين من خلال معرفة هيكيلية الكون المرئي وبنيته الهندسية من الناحية العلمية الفيزيائية وفق ما توصلنا إليه عبر المحاكاة الحاسوبية المتطورة جداً. يقابلها التصور الميثولوجي للكون كما عرضه الفصل الحادي عشر الذي حمل عنوان الآلهة الأسطورية التي ابتدعها البشر والغوص في أساطير العصور القديمة ماقبل التاريخ وظهور الكتابة عن عملية خلق الكون والإنسان. الفصل الثاني عشر عالج موضوع التحيز العصري ضد مجتمعات العصر الحجري القديم، حيث كان لدى البشر في العصر الحجري القديم الأعلى ، منذ حوالي 15000 عام ، فهم متطور لعلم الفلك - وهو ما يعني بالنسبة لي أنه ربما كان لديهم فهم متطور للزمن ، لأن النجوم والقمر والسماء كانت ساعتهم. وإذا فعلوا ذلك ، فأنا أريد أن أفهم ذلك - لأن إحساسهم بالزمن قد يلقي الضوء على فهمنا المعاصر للزمن كما يقول الباحث. ويعود المؤلف إلى عملية التطور مرة أخرى ولكن من ناحية تطبيقه على الكون ومناقشة أطروحة الكون التطوري في الفصل الثالث عشر بينما تناول الفصل الرابع عشر الاحتمال الكمومي أو الكوانتي وعالم مادون الذري في اللامتناهي في الصغر. وفي الفصل الخامس عشر واصل الباحث تعقّب الطاقة المظلمة أو السوداء أو المعتمة والبحث عن ماهيها ودورها في توسع الكون. الذي وضع له العالم والفيلسوف برتراند رسل تصوراً وتصميماً كونياً كان موضوع الفصل السادس عشر ومحاولة فهم الغرض الكوني حسب تصور اللاهوتيين ، والعديد من الفلاسفة الذين والصوفيين الذين تحدثوا في مبدأ " وحدة الوجود" . وكان لابد من عرض الجذور الخرافية لولادة الكون المرئي كسياق موازي لقصة نشأة الكون المرئي العلمية في الفصل السادس عشر. مما استدعى إلى عرض الكوسمولوجيا الأثرية والنماذج الكونية المتنافسة في الفصل السابع عشر والاطلاع على الثورة العلمية الأولى وحيرة البشرية بين العلم والدين والعودة لدراسة نشأة المادة.
وهكذا اصطحبنا الكاتب في رحلة ممتعة لقصة الوجود بين الخرافة والعلم في سفر التكوين العلمي هذا.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذر من -نظريات كل شيء-
- مقدمة كتاب لغز الألوهية : نافذة على الله
- تاريخ موجز جداً للانهاية
- البحث عن مكونات الكون المرئي
- ثقوب سوداء يمكن أن تضخّم الفيزياء الجديدة
- النجوم السوداء أو المظلمة في كوننا المظلم
- آخر المنجزات العلمية في مجال علم الكونيات الكوسمولوجيا وعلم ...
- أدمغة بولتزمان
- اتساع شعاع هوكينغ من الثقوب السوداء إلى الكون برمته
- هل العراق بلد على وشك الانهيار والإفلاس؟
- مفهوم الزمن
- بعض مما نعرفه أو لا نعرفه عن جون بول سارتر وسيمون دي بوفوار2
- ومضات فيزيائية
- ماذا لو كان -الانفجار العظيم المظلم- قد أنتج المادة السوداء ...
- السينما الوجودية إنغمار برغمان نموذجاً النص الكامل
- ما فوق و ما تحت سطحالمشهد السياسي العراقي
- السينما الوجودية بيرغمان نموذجاً
- مقابلة مع جواد بشارة أجراها علاء المفرجي
- السينما الوجودية إنغمار برغمان نموذجاً
- هيدغر ومسألة الألوهة


المزيد.....




- مع ماشا والدب والنمر الوردي.. تردد قناة سبيس تون الجديد على ...
- جميلة جميل أعطت 5 نصائح كي تحمي جسمك وعقلك في عالم غير متواز ...
- تمارين التمدد ليست الحل الدائم للآلام وتشنج العضلات
- فرنسا: يمكننا تمويل خط كهرباء يربط المغرب بالصحراء الغربية
- مؤشرات -وول ستريت- ترتفع في أسبوع بدعم من أسهم التكنولوجيا
- قفزة كبيرة في عمليات التلقيح الصناعي وتجميد البويضات بأميركا ...
- أسرار شعب أفار المرعب الذي غزا أوروبا بدأت تتكشّف.. ماذا نعر ...
- طريقة تجنّب طفلك خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتبا ...
- سامسونج تقدم وسائل اتصال مبتكرة لقاعدة أوسع من المستخدمين عب ...
- ضحك الأطفال بكرتون القط والفأر..استقبال تردد قناة توم وجيري ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد بشارة - عرض كتاب سفر التكوين العلمي للدكتور جواد بشارة