أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - إلياس شتواني - عن القومية العربية














المزيد.....

عن القومية العربية


إلياس شتواني

الحوار المتمدن-العدد: 7796 - 2023 / 11 / 15 - 00:53
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


حسب كتاب "من الساميين إلى العرب"، يرجع نسيب وهيبة الخازن تاريخ ظهور العرب إلى القرن التاسع قبل الميلاد، حيث تقلق مناوشاتهم و غزواتهم المملكة الأشورية. من هم العرب إذن؟ العرب عبارة عن جماعة من الناس تشكلت تاريخيا و إستقرت على بقعة جغرافية بدءا من اليمن و على طول شبه الجزيرة العربية وصولا إلى أطراف العراق و الشام. العرب في الزمن الحاضر لهم أرض مشتركة، و لغة مشتركة، وثقافة مشتركة، و تاريخ مشترك، و سوق إقتصادية مشتركة.

الأمة العربية ليست بجديدة أو طارئة، فهي لم تنشأ في العصر الرأسمالي الحديث كالأمم الأوربية الحالية. يعرف ناجي علوش في كتابه "الأمة و القومية و الوحدة" مفهوم الأمة "كجماعة من الناس تتكون تاريخيا"، و يؤكد في نفس السياق على أن "الوحدة تتحقق في لحظة تاريخية معينة، عندما تتوافر عوامل تحقيقها الخارجية و الداخلية." فالأمة العربية تكونت ضمن عملية تاريخية طويلة و مراحل طورية ضرورية، لكن عوامل و أسس وحدتها لم تتوفر و لم تتحقق في العصر الحديث.

في هذا الصدد، تبرز على السطح فلسفة سياسية تعرف بالقومية العربية، فهي حركة ثورية و وحدوية من أهم أهدافها معاداة الإمبريالية و القوى الرجعية المحلية و الأجنبية بكل أشكالها و طوائفها، أي معاداة كل ما يمنع الوحدة و التقدم للعرب. فالعرب من هذا المنظور عبارة كيان وجودي و ثقافي دينامي و متحرك، وليس كيانا عرقيا أو إثنيا ينغلق بفكره على العالم. تهدف الحركة أيضا إلى الحد من التناحر الطبقي، و نقد الإسلام السياسي، و التأكيد على أهمية بناء الإشتراكية و المساواة الإقتصادية و الإجتماعية للمواطن العربي.

تأثر الفكر القومي العربي تاريخيا بعاملين أساسين:

1. التيار الديني بقيادة مفكرين بارزين مثل عبد الرحمن الكواكبي و جمال الدين الأفغاني، و الذي أكد على الأهمية التاريخية و الحاضرة للعرب كمادة للإسلام و كسنام القيادة و الوحدة.

2. التيار العلماني و الذي يستند بشكل رئيسي للثورة الفرنسية و إلى أفكارها و مقولاتها و أهدافها.

فمن هذين التيارين، من إتحادهما و تناقضهما في نفس الوقت، نشأ الفكر القومي العربي. الحركة القومية هي إذن التعبير التاريخي و السياسي عن وجود الأمة العربية في العصر الحديث. هذا الوجود محكوم بمكونات و عوامل من أبرزها الدور المشترك للنخبة المثقفة و الطبقة العاملة العربية في قضية الوحدة و الصراع من أجل الحرية و من أجل الوعي المجتمعي. المرحلة النهائية و الشكل السياسي المنشود هو نضج المواطن العربي لكي يصبح أكثر قدرة على القيادة و الإنخراط في العمل التثقيفي و السياسي. تهتم النظرية القومية العربية بالعمل الحزبي المشترك بين الدول العربية و إقامة التحالفات السياسية و الإقتصادية قصد التعاون المشترك و إلغاء الحدود السياسية كأمر طبيعي مترتب و ناتج.

تبقى هذه الأفكار، بالرغم من عقلانيتها و جاذبيتها و ضرورتها الملحة، مغامرة و تنظيرا من الخيال ليس إلا. فالعالم العربي منذ إستقلاله عن العالم الغربي لا يزال يتخبط في مشكلات وجودية و سياسية و إقتصادية و عسكرية كبيرة. فالعالم العربي لا يمكن أن يتبنى الإشتراكية لأن إقتصاد السوق العالمي رأسمالي-ليبرالي، و لأن المنظومات العربية لم تمر من الأطوار الإقتصادية و الصناعية التي عرفتها أوربا خلال تاريخها الطويل، فالثورة الإقتصادية ليست "قفزة" تقوم بها المجتمعات، بل هي بناء مرحلي و تدريجي للأسس الإقتصادية من صناعة و فلاحة و تجارة و خدمات و فكر. فالاشتراكية ليست حلا "طبيعيا" يمكن أن يخدم مصالح الأمة العربية و مقتضيات القرن الواحد و العشرين. ثانيا، الدول العربية، بالرغم من الإمكانيات، و الموارد الطبيعية، و العوامل البشرية القوية التي تزخر بها، لم تصبح بعد قوى إقتصادية رائدة و ذلك يرجع أساسا لفساد الأنظمة العربية، و "هجرة" العقول و رأس المال العربي المستمر إلى الخارج. ثالثا، الغباء السياسي، و معضلة الإستبداد، و سطوة الحكام العرب على الشعب العربي، و التبعية السياسية و الإقتصادية للغرب. فالحكام العرب عبارة عن بيادق يحركها العامل الأجنبي، أي بمعنى ملوك-ورثة و إنقلابيين و مجرمي حرب همهم الوحيد البقاء في السلطة و الإبقاء على الوضع الراهن و ذلك لإعتبارات معروفة تشمل التوازنات السياسية في المنطقة العربية و خدمة المصالح الشخصية و الأنا المحبة للسلطة. هذا بإقتضاب شديد.

لقد قسم الوطن العربي من خلال جرة قلم، لكن هناك فعلا عوامل قوية لوجود أمة عربية موحدة، و هنالك، للمفارقة و السخرية، عمل دؤوب لتفكيك كل مكوناتها الثقافية و الإقتصادية و السياسية من قبل العرب أنفسهم.



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرباء
- أسطورة أدبا أو أدم عليه السلام
- الفلسفة الحديثة (9): جورج باركلي
- الفلسفة الحديثة (8): جون لوك
- النهضة الفلسطينية بين الرقابة و البطالة
- الفلسفة الحديثة (7): جوتفريد ليبنتس
- الفلسفة الحديثة (6): باروخ إسبينوزا
- الفلسفة الحديثة (5): رينيه ديكارت
- أتفرون يا عرب
- ما بال المرأة العربية تتراقص في الطرقات!
- هلم شباب المغرب و الجزائر
- ما يجب أن تعرفه عن التوراة
- الفلسفة الحديثة (4): توماس هوبز
- عن الشجاعة...
- الفلسفة الحديثة (3): فرنسيس بيكون
- أينما تكون -إسرائيل- فإن فلسطين حاضرة كذلك
- الفلسفة الحديثة (2): جيوردانو برونو
- نظام التفاهة: أمريكا تمتلك 5209 من الطائرات المقاتلة أي ما ي ...
- العشرية السوداء: جرائم الجيش الجزائري الإرهابية
- سجن تازمامارت: هل نجحنا فعلا في تغيير الوطن؟


المزيد.....




- شاهد ما جرى لحظة اقتحام الشرطة الأمريكية جامعة كاليفورنيا لف ...
- ساويرس يُعلق على تشبيه أحداث جامعة كاليفورنيا بـ-موقعة الجمل ...
- على غرار الجامعات الأمريكية.. الطلبة البريطانيون ينظمون احتج ...
- اليمين الأمريكي يستخدم نظرية -الاستبدال العظيم- لمهاجمة خصوم ...
- شاهد: لحظة اقتحام الشرطة لجامعة كاليفورنيا لفض اعتصام داعم ل ...
- بالأرقام.. عمّال غزة في مهب الحرب: بين قتيل وعاطل الآلاف يكا ...
- بوندسليغا.. طموح لمزيد من المجد الأوروبي وصراع شرس في القاع ...
- زعيم المعارضة الإسرائيلية لابيد يزور الإمارات ويلتقي بن زايد ...
- شاحنة آيس كريم تصدم عشرات الأطفال في قرغيزستان أثناء احتفال ...
- أوربان: البعض في قيادة الاتحاد الأوروبي يستفيد من الصراع في ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - إلياس شتواني - عن القومية العربية